ترجمات عبرية

هآرتس: مسؤلون ايرانيون: لن نرد اذا كان وقف لاطلاق النار، وبلينكن يؤجل قدومه للمنطقة

هآرتس 14/8/2024، عاموس هرئيل: مسؤلون ايرانيون: لن نرد اذا كان وقف لاطلاق النار، وبلينكن يؤجل قدومه للمنطقة

تطور مهم حدث أمس في الانتظار الطويل، المثير للاعصاب، في انتظار هجوم الانتقام لايران وحزب الله على اسرائيل. وكالة “رويترز” قامت باقتباس ثلاثة اشخاص رفيعين في الجمهورية الاسلامية، قالوا بأنه فقط وقف اطلاق النار في غزة هو الذي سيمنع ايران وشركاءها من الرد على عمليات الاغتيال الاخيرة في طهران وفي بيروت. اذا لم يتم التوصل الى الصفقة واسرائيل قامت باطالة المفاوضات فانه سيكون هجوم مباشر.

تهديد ايران قبل عقد جولة المفاوضات في قطر في الغد، يطرح امكانية أنه ما زال يمكن منع الهجوم قبل أن يبدأ، وهكذا فانه سيساهم في جهود امريكا لعقد الصفقة. في نفس الوقت يمكن أن يفسر من قبل رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، كمحاولة من اجل دفعه الى الزاوية وفرض الصفقة عليه بالشروط التي لا يوافق عليها. في غضون ذلك اعلن أمس وزير الخارجية الامريكي عن تأجيل زيارته في المنطقة، التي خطط لها اليوم، الى حين اتضاح الصورة. اعلان بلينكن يدل على أي درجة الوضع متوتر وغير مستقر. 

كل ذلك يحدث في الوقت الذي فيه الولايات المتحدة تعزز بشكل واضح قواتها العسكرية في الشرق الاوسط وتهدد باستخدامها للدفاع عن اسرائيل اذا تمت مهاجمتها. الموجود على كفة الميزان ثقيل اكثر من جولة اللكمات السابقة بين اسرائيل وايران في شهر نيسان الماضي. يمكن القول بأن خطوات ايران وامريكا الاخيرة تزيد مبلغ الرهان، في حال فشلت المحادثات أو نجحت.

يساهم ايضا في التوتر الاستفزازات في الداخل. وزيران في “قوة يهودية” قررا أمس زيارة الحرم، حيث كان معهم عشرات الزوار اليهود الذين اقاموا الصلاة في المكان خلافا للوضع الراهن. استفزاز اليمين المتطرف في الحرم تم استخدامه في السابق كذريعة لتصعيد اقليمي. نتنياهو سارع واصدر بيان قال فيه إن الوضع الراهن في الحرم سيتم الحفاظ عليه، وهو غير مرهون بسياسة خاصة لبعض الوزراء. عمليا، رجال الشرطة في القدس خاضعين لوزير الامن الوطني ايتمار بن غفير، وهم يتعاونون مع استفزازاته الخطيرة هذه التي يمكن أن تؤثر بشكل سيء على صفقة التبادل. 

حقيقة أنه مر تقريبا اسبوعين على عمليات الاغتيال، فؤاد شكر في بيروت واسماعيل هنية في طهران، تدل على أن القادة في ايران وفي حزب الله يجدون صعوبة في اتخاذ قرار حول طبيعة الرد ويخافون من نتائجه. اسرائيل تستمر في التهديد بخطوات شديدة اذا اصيب مدنيون أو تضررت مواقع حساسة.

المراسلون المتحدثون بلسان السلطات هنا يطلقون اشارات حول مس محتمل بصناعة النفط في ايران. قصف ميناء الحديدة في اليمن في الشهر الماضي تسبب بضرر كبير لمواقع نفط الحوثيين). هناك ايضا خوف ايران من أن ينفذ نتنياهو حلمه القديم، جر الولايات المتحدة الى حرب اقليمية ضدها، بشكل يعرض للخطر المشروع النووي.

ممثلو دول الوساطة يمكن أن يتناقشوا غدا في الدوحة، مع الوفد الاسرائيلي وممثلي حماس، رغم أنها ما زالت تضع العقبات. حسب “رويترز” ايران معنية بارسال ممثل خاص الى قطر لاجراء محادثات خلف الكواليس. يجب القول مرة اخرى بأنه حتى الآن لا توجد أي انعطافة في المحادثات، رغم جهود الولايات المتحدة. وكلما امتد الوقت فان مزيد من المخطوفين سيموتون في أسر حماس بسبب غياب الصفقة. “هم لا يعانون، بل يموتون”، قال مصدر امني، وتطرق الى الاقوال التي قالها نتنياهو في الكابنت: “هم يعانون، لكنهم لا يموتون”، وهي الاقوال التي تم نفيها فيما بعد. 

أول أمس قال متحدث بلسان حماس في بيان استثنائي بأنه في الفترة الاخيرة في حادثتين منفصلتين قام أحد الحراس بقتل أسير ومجندتان أصيبتا اصابة بليغة. لم يتم اعطاء أي تفاصيل اخرى. المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي قال بأنه يتم فحص التقرير وأن التفاصيل غير معروفة لجهاز الامن.

هذا الادعاء يمكن أن يكون تلاعب استهدف الضغط على اسرائيل من جهة اخرى قبل عقد القمة. ولكن يصعب ايضا استبعاده، أو تجاهل أن الفوضى في القطاع والظروف الفظيعة التي يحتجز فيها المخطوفين، تعرض حياتهم للخطر. جهاز الاستخبارات يعرف أن وضع بعض المخطوفين صعب. ومشكوك فيه أن يبقوا على قيد الحياة لفترة طويلة.

الادارة الامريكية تحرص على نثر التفاؤل قبل القمة في محاولة للدفع قدما بالمفاوضات حتى قبل عقد مؤتمر الحزب الديمقراطي في يوم الاثنين القادم. ولكن عمليا لا يوجد من اسرائيل أي علامات مشجعة. تحت الضغط الذي استخدم عليه من قبل الامريكيين فان نتنياهو اضطر الى ارسال الوفد الى قطر. حسب علمنا هو لم يزود الوفد بهامش مناورة كبير بشكل واضح.

الطلب الحاسم جدا لحماس يتعلق بانسحاب الجيش الاسرائيلي من ممر نتساريم والسماح لسكان شمال القطاع بالعودة الى اماكنهم (البيوت في معظم الحالات مدمرة). تقريبا 1.9 مليون فلسطيني يتجمعون في المنطقة الانسانية في المواصي في جنوب القطاع في ظروف حياة قاسية. الازمة تخلق ضغط كبير على رئيس حماس يحيى السنوار من اجل حل المشكلة، لكنه مرهون بموافقة نتنياهو الذي يطالب بترسيخ آلية تضمن عدم عودة المسلحين الى شمال القطاع.

في جهاز الامن في اسرائيل يعتقدون أنه يمكن التنازل عن هذه النقطة، وأنه لا يوجد في متناول اليد حل تكنولوجي يمكن من الرقابة في موازاة وقف اطلاق النار وتحرير المخطوفين. في هذه الاثناء لا توجد أي اشارة على المرونة في مواقف نتنياهو. هامش الاحتمالية بخصوص محور فيلادلفيا على الحدود مع مصر أكبر، لكن ايضا هناك لم يتم التوصل الى أي تفاهمات.

معركة مماطلة نتنياهو استقبلت حتى الآن بلامبالاة من قبل الجمهور في اسرائيل. رويدا رويدا في الشهر الـ 11 للحرب نحن نقوم هنا بتطبيع كل شيء، موت المخطوفين في الأسر، استمرار اطلاق النار من الشمال، فترة الاخلاء الطويلة لسكان غلاف غزة والمنطقة الشمالية، غياب الشرعية الدولية لعمليات اسرائيل، التي تمت مهاجمتها بشكل وحشي في 7 تشرين الاول، والاضرار الاقتصادية الآخذة في التراكم.

لا توجد سياسة

اليوم تصادف الذكرى السنوية الـ 18 على حرب لبنان الثانية. هذه الحرب انتهت بعد 34 يوم بقرار 1701 الصادر عن مجلس الامن. وقد نص هذا القرار، ضمن امور اخرى، على انسحاب مقاتلي حزب الله الى شمال نهر الليطاني، وأن الوجود العسكري الوحيد جنوب هذا الخط سيكون للجيش اللبناني وقوة الامم المتحدة “اليونفيل”. على طول الحدود تم الحفاظ بشكل عام على الهدوء النسبي حتى تشرين الاول الماضي. ولكن حزب الله لم ينفذ في أي يوم القرار. رجاله، في البداية بدون الزي العسكري وفي السنوات الاخيرة بحضور مكشوف واستفزازي، بقوا في جنوب لبنان وبالتدريج اقتربوا من الحدود. اسرائيل من ناحيتها خرقت سيادة لبنان بالطلعات في سماء الدولة خلافا لهذا القرار.

على فرض أن تبادل اللكمات المتوقع بين اسرائيل وحزب الله سيبقى تحت نسبة الحرب، فان استمرار الوضع القائم لا يعطي أي حل للسكان على الحدود مع لبنان. تقريبا بقي اسبوعين على افتتاح السنة الدراسية الجديدة. وفي الشمال لن يتم فتح المدارس، ولا يوجد أي موعد في الافق لفتحها.

هناك حلول محتملة للوضع الحالي. الاول، صفقة في الجنوب تشمل وقف اطلاق النار في الشمال وتبعد رجال حزب الله، لكنها لا تضمن ازالة التهديد للبلدات على الحدود. الثاني هو حرب شاملة مقرونة بخسائر كبيرة في الجبهة الداخلية. ولا يوجد أي يقين بأن الوضع عند انتهائها سيكون افضل. 

لا توجد للحكومة سياسة واضحة بالنسبة للشمال، باستثناء اطالة الوقت. وحتى الآن نتنياهو يستمر في التركيز على غزة كي يضمن النصر المطلق الفارغ من المضمون، ويتجاهل ما يحدث في الشمال. الادارة الامريكية لم تتنازل حتى الآن عن جهود التهدئة في المنطقة. ولكن كلما اقترب موعد الانتخابات للرئاسة ربما يكون متفرغ أقل للانشغال في ذلك.

 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى