هآرتس: أنا لن أنسى العجوز على الملقى على الارض، والجنود؟ مرة اخرى هم من وحدة “نيتسح يهودا”
هآرتس 25/4/2024، جدعون ليفي: أنا لن أنسى العجوز على الملقى على الارض، والجنود؟ مرة اخرى هم من وحدة “نيتسح يهودا”
الليلة كانت في شهر كانون الثاني الباردة. الساعة: دقائق بعد الثالثة. عبد المجيد اسعد كان في طريقه الى البيت في سيارته. منذ عودته قبل 11 سنة من المنفى الطويل في الولايات المتحدة بسبب الشيخوخة، اكثر من قضاء الوقت مع اصدقاء طفولته في القرية وهم يشربون القهوة ويلعبون الورق ويتحدثون حتى وقت متأخر في الليل. كل مساء عند واحد. هكذا ايضا كان الامر في مساء 12 كانون الثاني 2022.
جلجلية في محافظة رام الله، هي قرية فيلات، معظم سكانها يعيشون في الولايات المتحدة. في الساعة الثالثة فجرا كان الشارع خال ومظلم. فجأة لاحظ اسعد بعض الجنود الذين يقفون قرب بقالة علي. قفزوا في وسط الشارع وأوقفوه. العجوز ابن الثمانين ذعر حتى الموت. هو فقط اراد الوصول الى بيته بسلام. الجنود امروه بالنزول من السيارة. حاول أن يرفض ولكن أحدهم أنزله بالقوة. والجنود الآخرين كبلوا يديه وراء ظهره باصفاد سوداء، التي وجدت بعد ذلك.
الجنود قاموا بوضع قطعة قماش على فمه، وعصبوا عينيه وجروه بالقوة الى موقع بناء فيلا للتو تم استكمال بناءها. حذاءه سقط وسار حافيا بقدم واحدة. اسعد كان وزنه ثقيل ويعاني من تنفس ثقيل. قريته هي قرية غنية وهادئة. والجنود وصلوا اليها فقط من اجل التنكيل بالسكان. فقد قرروا اعتقال أي شخص يسير في الليل في الشارع، من الشخص الذي يأخذ الخبز الى القرية وحتى بائع الخضراوات، وأسعد ايضا. لقد قاموا بتفتيش جسده، ربما أن هذا الامريكي ابن الثمانين يحمل على جسده متفجرات، وتم تركه ببلوزة خفيفة في ليلة باردة.
عندما وصلوا الى ساحة موقع البناء، حيث احضروا قبل ذلك عدد من المعتقلين، قام الجنود برميه على الارض، وسقط وهو مكبل على بطنه. قاموا برميه في الزاوية اليسرى في الساحة قرب اكياس رمل كانت هناك، كما يرمون كيس من الرمل. “لماذا على الاقل لم يجلبوا له كرسي؟”، تساءل في اليوم التالي وهو يبكي شقيقه عامر، الذي جاء لزيارته من قرية راسين في ويسكنسن بعد 11 سنة. ساحة الفيلا اصبحت منشأة اعتقال للمعتقلين في رحلة الصيد الليلية للجنود: خمسة من الابرياء، أحدهم بائع الخضراوات ممدوح عبد الرحمن، الذي قال لنا إنه عندما نام في الساحة والجنود كانوا يقفون فوق رأسه وهم يصوبون البنادق، شعر بأن جسده ارتطم بشيء ثابت، ولكن لم يخطر بباله أن هذا الشيء هو شخص ميت.
اسعد توفي بسبب الخوف والبرد. في الساعة الرابعة فجرا عندما لاحظ الجنود أنه مات فكوا قيوده من اجل طمس الادلة وتركوا المكان. ضحيتهم كان يمكن أن تكون جدهم. لو أن فلسطيني قام بفعل ذلك بجد أحد الجنود لكانت اسرائيل ستهتز؛ حيوانات، كيف ينكلون بكبار السن.
احداث تلك الليلة كما رويت لنا عندما وصلنا القرية لن انساها. منظر العجوز الذي رمي على الارض وهو مكبل ومغلق الفم لا تغيب من بالي. بسرعة تبين أن الجنود كانوا مرة اخرى، نعم مرة اخرى، هم جنود الكتيبة ذات الاسم المخيف “نيتسح يهودا”.
ارشيف “هآرتس” مليء بوصف مآثرهم وجرائمهم. ولسوء حظهم أن الضحية في هذه المرة كان شخص يحمل الجنسية الامريكية. بعد سنتين لم يتم فيها تقديم أي جندي للمحاكمة على موت العجوز، قرر الامريكيون التوقف عن صمتهم عندما يقوم جنود الجيش الاسرائيلي بقتل مواطنيهم. بني غانتس خاف، وقد اتصل بسرعة مع وزير الخارجية الامريكي، وقال له كيف يفعلون ذلك بالجنود الابطال في الجيش الاخلاقي، وحتى من الكتيبة التي تحمل اسم الخلود. بالضبط من اجل ذلك يوجد لدينا غانتس. اسرائيل تمت اهانتها واندهشت. ربما أن الامريكيين سيفرضون عقوبات على مزيد من الوحدات في الجيش. وربما سيكتشفون أن كل جندي يخدم في المناطق يقوم بالتنكيل في النهار وفي الليل. يا ليت.