ترجمات عبرية

هآرتس: محظور على آباء الجنود الجلوس بصمت، في الوقت الذي يتوقع فيه موت أولادهم

هآرتس 23/5/2024، يوسي كلاينمحظور على آباء الجنود الجلوس بصمت، في الوقت الذي يتوقع فيه موت أولادهم

أمام التلفاز يجلس آباء جنود يحاربون في رفح ويسمعون أن وزير الدفاع يعارض اهداف الحرب. الآباء، الذين في هذه المرحلة ليسوا ثكالى، يقول المحللون إن ابنهم سيضحي بنفسه فقط من اجل تمديد زمن الحرب. ويضيفون لهم بأن الحرب في رفح هي حرب زائدة، والاسوأ من ذلك هي تخدم فقط نتنياهو. ما الذي يوجد لدى الآباء ليقولونه ردا على ذلك؟ أليس من المؤسف أنهم يتحدثون هكذا في التلفاز؟. هم سيقولون إن اولادهم يحاربون على هدف سام. 

“الهدف السامي” يخفي حقيقة قاسية وهي أنهم فشلوا في الامتحان الاكثر اهمية في الابوة، الحفاظ على حياة الاولاد. هم ليسوا ساذجين أو مسالمين. هم يعرفون أنه توجد حروب مبررة. ويعرفون أن أولادهم يمكن أن يموتوا فيها. ولكنهم اخطأوا عندما تخلوا عن اولادهم وتركوهم في يد جهاز تعليم متعصب قوميا ومتغطرس، وفي يد سياسيين فاسدين لا يعرفون التمييز بين الحرب العادلة والحرب الزائدة. هل لن يساهموا بلامبالاتهم بموت اولادهم؟.

ليس من السهل معارضة الحرب في ذروتها. حتى الآباء. ليس الآن، يقولون لهم، انتظروا، تحدثوا بعد ذلك. بعد ذلك سيكون متأخر جدا. لكنهم يصمتون. لا يوجد ايضا من يتحدث باسمهم. في رفح، خلافا للبنان، لا يوجد ايلي غيفع ليستقيل، أو يوسي سريد الذي سيعارض. فقط هم، تخوفاتهم واولادهم.

الآباء غير الثكالى حتى الآن، يمكنهم وقف الحروب بواسطة المظاهرات والاضرابات. محظور عليهم الجلوس بصمت في الوقت الذي فيه اولادهم يمكن أن يموتوا في حرب لا يوجد اتفاق حولها. ليس فقط في اوساط الجمهور، بل ايضا في الجيش. محظور عليهم التسليم بالحرب التي ستقودنا الى طريق مسدود وتقود الاولاد الى القبور. 

الجنود لا يوجد لهم أي خيار. هم لا يمكنهم الاحتجاج. ايضا هم سمعوا يوآف غالنت والقادة الكبار والمحللين. هم غير منفصلين أو اغبياء. هم غير اطفال. هم يعرفون ثمن احتلال رفح ومن سيدفعه. ويعرفون أنه يمكن أن يُقتلوا ليس من اجل اسرائيل، بل من اجل رئيس الحكومة. لماذا اذا لا يلقون السلاح ويخلعون الزي العسكري؟ لماذا يصمت قادتهم؟ لأنهم هم ايضا نتاج تعليم قومي متطرف وضحل، ولأنهم ايضا يحاولون محو وصمة الفشل عن جبينهم. هم لم يتعلموا من 7 اكتوبر كم نحن نساوي وعلى ماذا نعتمد. المحللون الثملون بالقوة في الاستوديوهات يتخبطون حول سؤال هل يجب علينا أولا احتلال رفح وبعد ذلك لبنان أم العكس. يحركون فرق وجنود من هنا الى هناك مثل المكعبات، ويحلمون ببؤر توراتية ستتم حمايتها من قبل جنود علمانيين. 

الافعال مقيدة أما التفكير فلا. “الانسان متاح للاستخدام بشكل كبير. فهو يعرف كيف يطير ويقتل، لكن لديه عيب واحد وهو أنه يعرف كيفية التفكير”، كما كتب برتولد بريخت. ليس دائما. قم بالتلويح بعلم امام جندي واشحنه “بالانتقام” وهكذا سيصبح انسان لا يفكر، ويطلب استخدام القوة الزائدة في المكان الذي فشلت فيه القوة، ويتوجه مباشرة ويرطم رأسه في الحائط على أمل تحطم الحائط في هذه المرة.

الحائط لن يتحطم، حتى لو كانت توجد انتخابات. الانتخابات هي دعوة للصعود فوق البيت بالجرافة قبل انهياره من تلقاء نفسه. في الانتخابات عندنا لا يعاقبون على الاخفاقات أو يكافئون على الافعال الجيدة، لا يصوتون لشخص، بل ضد شخص. في الانتخابات الجميع ينتظمون حسب المجموعات المعروفة: العلمانيون والبرجوازيون والمثقفون الذين يؤيدون وقف القتال واعادة المخطوفين، وفي المقابل المتدينين والقوميين المتطرفين والجاهلين الذين يؤيدون استمرار الحرب وليذهب المخطوفين الى الجحيم (رغم أنهم في قلوبهم دائما!). هم سيحرصون على استيقاظنا من الحلم الوردي، الحلم ببداية جديدة وعادلة ومناسبة في اليوم التالي.

لن يتم فتح أي صفحة جديدة. المجرمون سيستمرون في ضرب المتظاهرين. رجال الشرطة سيقفون جانبا وهم يضحكون. اسرائيل مع مخطوفين اموات ستكون مثل اسرائيل قبل اختطافهم. نفس المجتمع الذي يتم اهماله والعنيف والذي تحكمه مجموعات ضغط تطالب بـ “الوحدة” وتستخدم العنف. الفشل في حرب غزة، الذي لن نعترف به في أي يوم، لن يؤدي الى محاسبة النفس. ايضا قتل اسحق رابين لم يؤد الى ذلك. اليهود سيدمرون دولة اليهود، وليس المدعي العام في لاهاي. 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى