ترجمات عبرية

هآرتس: مجوعون، مرضى، موتى: “هآرتس” تكشف الحياة اليومية للسجناء في سجن مجدو

هآرتس – هاجر شيزاف – 4/7/2025 مجوعون، مرضى، موتى: “هآرتس” تكشف الحياة اليومية للسجناء في سجن مجدو

في صالون شقة فخمة في نابلس، على اريكة بنية باهتة، يجلس فتى نحيف ويدخن. شعره قصير ويديه نحيلة، وتحت عيونه الكبيرة بقع داكنة، هي فقط تحضير لنظرة الى الأسفل، الى الارجل. هذه الارجل مغطاة بعلامات مكتظة، حمراء – رمادية، بكل الاحجام. البقع هي دليل على الإصابة المتكررة بمرض الجرب وهي أيضا جزء من سيرة حياته في الأشهر الأخيرة – كان هناك مرضى آخرين. هذا هو إبراهيم (اسم مستعار) ابن 16.5 سنة. منذ فترة غير قصيرة تم تحرره من سجن مجدو، حيث وجهه “تصعب رؤيته ويثير القلق الكبير”. هذا ما قالته لجنة الافراج في السجن. من اجل استكمال الصورة يجب الاستماع اليه، أو الى أمه التي تجلس بجانبه ولا ترفع نظرها عنه. “هو يبدو مثل المومياء” هذا لم يكن حقا هو”. اشارت، وقالت “لم نستطع التعرف عليه”.

في الصورة التي تعرضها الام منذ تحريره قبل شهر تقريبا، تبدو قسمات وجه إبراهيم باردة وحتى اكثر مما هي الآن. نحافته تكون واضحة اكثر عندما ننظر الى يديه، بالاساس جلد وعظام. إضافة الى الجرب هو اضطر الى ان يواجه أيضا العنف واعراض قاسية من مرض في الأمعاء، من بينها أيضا فقدان الوعي. الوثائق الطبية والقانونية لابراهيم الى جانب شهادته هي فقط عدد من شهادات كثير من السجناء الاخرين، قاصرين وبالغين، الذين عانوا من اعراض مشابهة في مجدو. احدهم، وليد احمد (17 سنة)، توفي هناك في اذار الماضي. حسب سلسلة الشهادات التي وصلت الى “هآرتس” فانه في حالات كثيرة الإهمال الطبي ونقص التغذية هي فقط بنود ظروف السجن.

إبراهيم اعتقل في تشرين الأول 2024، وفي اطار صفقة تمت ادانته برشق الحجارة لم يؤد الى اضرار وحكم عليه ثمانية اشهر سجن في سجن مجدو الذي تشرف عليه مصلحة السجون. عندما دخل الى السجن، حسب ملفه الصحي، كان وزنه 65 كغم، ولكن خلال بضعة اشهر نزل وزنه الى 46 كغم. حسب أقواله فان المعلومات التي توجد في الملف لم تعكس خطورة حالته، وفي مرات أخرى التي تم وزنه فيها اظهر المؤشر انه اقل من هذا الوزن. الراي الذي كتبه خبير في طب الأطفال (من اجل “أطباء من اجل حقوق الانسان”) اظهر حسب لجنة الافراج “صورة صحية خطيرة تظهر سوء التغذية ونقص الوزن”. أيضا تمت الإشارة في الوثيقة الى انه حسب الفحوصات فانه عانى من الانيميا (فقر الدم) والـ بي.ام.اي كان 15.2 (الحد الأدنى له هو 18.5).

هذا الراي الطبي قدم للجنة الافراج من قبل المحامية منى أبو يونس، التي مثلت هناك إبراهيم من قبل النيابة العامة. حالته الصحية “استثنائية وصعبة”، قالت اللجنة وأشارت الى ان ضابطة السجناء من قبل مصلحة السجون (المسؤولة عن بعض جوانب الحياة اليومية للمعتقلين) لم تفسر حالته الصحية لابو يونس، فقط قالت ان حالته معروفة وتتم معالجتها. أيضا اللجنة اشارت، التي قررت تقصير مدة سجنه بـ 11 يوم، الى انه “لا يمكن تجاهل ظروف الاعتقال القاسية التي يعيشها السجين”.

الظروف في مجدو هي عامل رئيسي في شهادات أخرى، ليس فقط في قصة إبراهيم. لقد وصلت الى “هآرتس” شهادات مشفوعة بالقسم لاربعة سجناء اخرين، الذين خلال الأشهر الأخيرة عانوا هناك من اعراض مشابهة. أيضا منظمة أطباء من اجل حقوق الانسان عالجت خمس حالات أخرى لسجناء لديهم اعراض كهذه. وهناك أيضا شهادات وشكاوى تتناول جانب آخر: كمية الطعام القليلة التي تقدم للسجناء ومرض الجرب الذي يصعب عليهم تجنبه.

القصة الـ 11 هي لوليد احمد، الذي في احد أيام شهر اذار انهار في ساحة السجن وتوفي. التقرير الذي كتبه طبيب العائلة، الذي شارك في تشريح جثته، اظهر انه لم يكن لاحمد تقريبا انسجة دهنية في جسمه، وانه عانى من التهاب في الأمعاء الغليظة ومن مرض الجرب. “هآرتس” توجهت الى وزارة الصحة، المسؤولة عن معهد الطب الشرعي، وسالت هل في اعقاب تشريح الجثة تم اتخاذ أي خطوات. الوزارة رفضت إعطاء تفاصيل، فقط اشارت الى انه “كما يقتضي القانون فان الاستنتاجات الاستثنائية يتم نقلها لمعالجتها الى الجهات ذات العلاقة. وحدة التحقيق مع السجناء في الشرطة ما زالت تحقق في موت الفتى ابن الـ 17 سنة.

سجن مجدو الذي يقع على الشارع 65 بين ام الفحم والعفولة ربما هو الحالة الأكثر قسوة. لكن على الأقل عدد من الخصائص هي خصائص مشتركة أيضا مع منشآت اعتقال أخرى، التي يحتجز فيها فلسطينيون. حسب أطباء من اجل حقوق الانسان فانه حتى الشهر الماضي، مرض الجرب ينتشر أيضا في سجن كتسيعوت وغانوت وايالون. أيضا في شهادات قدمت في اطار التماس في موضوع تقليل الطعام الموزع على السجناء الأمنيين، شهد سجناء على انخفاض شديد في الوزن في عدد من السجون. مع ذلك، عدد من المحامين قالوا للصحيفة بان سجن مجدو يوجد في اسفل القائمة تقريبا في كل التصنيفات.

في قضية الموت خلف القضبان فان سجن مجدو يوجد في المرتبة الثانية بعد سجن كتسيعوت. في مجدو توفي خمسة سجناء، احمد وأربعة بالغين اخرين، في كتسيعوت توفي سبعة. لكن كل هذا هو بند في إحصاء أوسع: حسب نادي الأسير الفلسطيني فانه في العشرين شهر الأخيرة توفي 73 سجين ومعتقل وهويتهم معروفة في منشآت الاعتقال العسكرية وفي السجون التابعة لمصلحة السجون. بخصوص مجدو فانه في حالتي وفاة عثر على أجساد السجناء علامات يمكن ان تدل على العنف.

الحالة الأولى هي حالة عبد الرحمن مرعي، احد سكان قرية قراوة بني حسان، الذي توفي في تشرين الثاني 2023. وقد وجدت على جسمه علامات ضرب، واضلاعه وعظام صدره كانت مكسورة. سجين كان مسجون في ذلك الوقت واطلق سراحه قال لاطباء من اجل حقوق الانسان بان مرعي ضرب بشدة على راسه قبل موته. الحالة الثانية هي حالة عبد الرحمن البحش، وهو من سكان نابلس وتوفي هناك في كانون الثاني من السنة الماضية، وعلى جسده وجدت كدمات في الصدر والبطن. أيضا كسور في الاضلاع وجرح في الطحال. التشريح وجد أيضا التهاب شديد في الرئتين. في الحالتين التحقيق في ظروف الوفاة لم يستكمل بعد ويسري عليه امر منع النشر. المعروف هو ان وحدة التحقيق مع السجانين غير مشاركة، أي ان رجال السجن غير مشتبه فيهم.

الشهادات على عنف السجانين لا تفاجيء إبراهيم. حسب قوله هذا امر روتيني بين جدران السجن. “هم كانوا يجلسوننا في نهاية الغرفة على الركب ويقولون لنا ان نضع أيدينا على الراس وبعد ذلك يدخلون، يرشون الغاز على وجوهنا ويضربوننا بالعصي على كل انحاء جسمنا”، قال. “ذات مرة دخلوا وضربوني بالبندقية على راسي ووجهي وفكي انحرف. في مرة ثانية دخلت وحدة مصلحة السجون التي تقوم بتفتيش الغرف، ورجالها قاموا بضرب السجناء ورشوهم بالغاز وبعد ذلك جروهم الى ساحة السجن. هناك بقوا على الأرض مدة ساعة في حين كانت الامطار تتساقط. “لقد قاموا بتكبيلنا والكلاب سارت امامنا ونبحت في الوقت الذي كانوا يضربوننا فيه”، قال. كانت هناك حالات أخرى حسب، مثلا في المرة التي ضربوه فيها بالعصا وكسروها على جسده. في المقابل الذي نشرها في “هآرتس” يهوشع (غوش) براينر في أيلول الماضي تم ذكر امثلة أخرى وتوثيقات أيضا. 

شهادة أخرى على العنف ظهرت في الشكوى التي قدمتها موكيد للدفاع عن الفرد في شهر أيلول باسم سجين قاصر اخر في مجدو لوحدة التحقيق مع السجانين في الشرطة. “العنف شديد الى درجة انه يتسبب للسجناء في الغرفة بالخوف الدائم مما سيجلبه المستقبل”، كتب في الشكوى. ما سيجلبه المستقبل، كتب في الشكوى، يتضمن دخول سجانين الى الغرف اثناء العد وضرب السجناء بشكل مبرح بالعصي أو اللكمات. نفس السجين القاصر أشار الى انه هو نفسه ضرب مرة في بطنه، التي أجريت له فيها عملية، الى ان فقد الوعي.

السجناء قللوا التحدث عن هذا العنف بسبب الخوف من ان يسمع السجانين، مباشرة أو من اصدقائهم، عندها سينتقمون منهم. “كان هناك احد ما الذي تحدث في المحكمة عن السجانين وبعد ذلك قاموا بضربه”، قال إبراهيم. بعد موت احمد، أضاف، قل العنف، لكنه لم يتوقف. هذه الاوصاف لا تقتصر على فترات زمنية معينة، فعليا كانت موجودة أيضا في اشهر الحرب الأولى التي ادار السجن فيها العقيد شرطة مؤيد سبيتي، أيضا في الأشهر الأخيرة بقيادة من استبدله يعقوب اوشري.

من مصلحة السجون جاء: “نحن نعمل حسب القانون والإجراءات مع الحفاظ على سلامة وامن وحقوق جميع السجناء في منشآتها، بما في ذلك القاصرين. أي علاج يتم اعطاءه حسب راي طبي مهني وفقا لتعليمات وزارة الصحة وباشراف أطباء ومهنيين يعملون في المنشآت وخارجها. كلما تم طرح ادعاء بشان علاج غير سليم يتم فحص ذلك من قبل الجهات المخولة”.

أيضا جاء أنه “في حالة موت سجناء فان مصلحة السجون تبلغ بشكل فوري جهات التحقيق المخولة وفقا لظروف الحدث. في موازاة ذلك يتم فتح تحقيق داخلي من اجل استيضاح ظروف الحالة وفقا للإجراءات. مصلحة السجون ستواصل العمل بمسؤولية وطبقا للقانون مع الحفاظ على كرامة الانسان وامن الجمهور وتطبيق القانون”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى