ترجمات عبرية

هآرتس / مجرم اوسلو غونين سيغف

هآرتس – بقلم روغل ألفر – 24/6/2018

الميل البارز في تعامل المجتمع الاسرائيلي مع الاتهامات الموجهة ضد الوزير السابق غونين سيغف (“تاجر المخدرات”، وصفته غيئولا بن ساعر في برنامجها وشبهته بغولدشتاين الخائن في كتاب جورج اورويل من العام 1984)، يمد خط مباشر بين الخيانة الظاهرية للدولة في خدمة ايران وبين الخيانة الايديولوجية للقيم المقدسة لليهودية بواسطة تصويته لصالح اتفاقات اوسلو.

في الشبكات الاجتماعية وفي وسائل الاعلام الرسمية تنتشر منذ نشر نبأ اعتقال سيغف صورته وهو يتحدث مع اسحق رابين في الكنيست. هذه محاولة معروفة لتشكيل صورة رابين كمتماهي مع سيغف “الخائن”. سيغف هو رابين ورابين هو سيغف. الوطنيون المتطرفون يتناقشون فيما بينهم ما هو الاخطر – “جريمة اوسلو” لسيغف أو “جريمة ايران” له. تغريدة على سبيل المثال “فاسد باع نفسه للشيطان، مر في اتفاقات اوسلو في المناورة النتنة لرابين والآن كآخر المتآمرين ضد اسرائيل كخائن”. الخيانة الايديولوجية في اوسلو تعتبر سابقة للخيانة التي يتهم بها اليوم.
د. مارتن شيرمن، مؤسس المعهد الاسرائيلي للابحاث الاستراتيجية، يعبر عن هذه الرؤية جيدا في مقال له في صحيفة “اسرائيل اليوم”: “بمعان كثيرة، غونين سيغف واتفاق اوسلو وجهان اخلاقيان الواحد للآخر. مثلما ان سيغف هو وصمة عار على الحياة العامة في البلاد، منحدر التحايل والتضليل، هكذا هي اتفاقات اوسلو – وصمة عار على حياتنا الوطنية، ذروة التعهدات العبثية، وذروة التضليل وايهام النفس. لا يوجد لأحدهما وجود بدون الآخر، مثلما أنه بدون سيغف وميوله الخيانية غير المكبوحة لم يكن هناك اوسلو، هكذا ايضا بدون اوسلو والرغبات اليائسة غير المكبوحة لمن طبخوه، لم يكن سيغف ليكون في منصب وزير، الذي مكنه من الوصول الى معلومات من اجل أن يتاجر بها مع العدو. بالضبط كما في اوسلو قمنا باحتضان عدو لدود لنا، هكذا ايضا سيغف… بدء من اول أمس نحن نعرف ان الاتفاقات الشريرة تلك، التي اغرقت شوارع البلاد بالدم والدموع، وجدت ليس فقط بفضل من تاجر بالمخدرات وخان ناخبيه، بل بفضل من خان الدولة كما يبدو”.

بنفس الروحية كتب ايضا الناقد الادبي درور ايدار في نفس الصحيفة: “قلنا اوسلو، ونزل علينا غضب غونين سيغف وقضية التجسس. في الوقت الذي اشترته فيه حكومة رابين هو وقزمين آخرين خانا ناخبيهم من اجل تحليل اتفاق اوسلو، فقد وصف في صحف ذاك العهد كشجاع وعناوين اخرى يحتفظ بها اليسار لحالات كهذه”.

لا مناص من الاستنتاج بأنه حسب رأي الكثير من الوطنيين المتطرفين المناهضين لاوسلو، فان خيانة اليسار لاوسلو والخيانة التي اتهم بها سيغف فيما يتعلق بايران، هي نفس الخيانة للشعب اليهودي. “غونين سيغف واتفاق اوسلو هما وجهان اخلاقيان أحدهما للآخر”، هذا الشعار. “لا يوجد لأحدهما وجود بدون الآخر”. من هنا فان كل المبادرين والمهندسين والصائغين لاوسلو، ايضا في اوساط الجمهور الواسع هم خونة.

يوجد لليسار مثلما يوجد لسيغف ميل للخيانة لا يمكن كبحه. رابين منح سيغف وسيلة للوصول الى “معلومات من اجل المتاجرة بها مع العدو”، وكان يائس ولا “يكبحه أي شيء” و”وضع عدو لدود في حضنه”. هذه الاقوال هي اقوال حاسمة. اليساري العادي ليس افضل من سيغف. وهكذا فان حكمه مثل حكم سيغف. انظروا لسيغف وسترون صورة اليساري العادي الخائن. حسب وجهة النظر هذه فان المشكلة في قتل رابين لم تكن في اعدامه، بل في حقيقة أن ذلك تم بدون محاكمة. مع ذلك، دولة القانون. مجرمو اوسلو الى المحاكمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى