ترجمات عبرية

هآرتس: مثلما في 1948 أيضا اليوم إسرائيل تنفي ارتكاب جرائم حرب

هآرتس 9/9/2025، الوف بن: مثلما في 1948 أيضا اليوم إسرائيل تنفي ارتكاب جرائم حرب

قبل عدة اشهر من إصابة اريئيل شارون بجلطة دماغية ونزوله عن الحلبة السياسية سالته ما الذي تعلمه من حياته العملية الطويلة. “لا يوجد شيء لا يتغير عدا عن الماضي”، أجاب بدون تردد. انا تذكرت هذه الحادثة عندما شاهدت الفيلم الوثائق لنتاع شوشاني “1948: أن نتذكر وننسى” الذي تم بثه في منتهى السبت في كان 11 بعد اكثر من سنتين من التاجيل والتاخير بسبب ضغط نشطاء اليمين وتهديد وزير الاعلام شلومو قرعي بالمس بميزانية الهيئة.

بث الفيلم عن النكبة الفلسطينية في 1948 في التلفزيون الإسرائيلي اعتبر عمل تخريبي وجريء حتى بعد مرور 77 سنة على الاحداث. شوشاني سارت في مسار رسمه “المؤرخون الجدد” في نهاية الثمانينيات، عندما هبوا لتحطيم اسطورة المؤسسين بشان إقامة إسرائيل، وعلى راسهم “قلة امام أكثرية” و”العرب هربوا بارادتهم”، وتظهر في الفيلم كيف ان الطرف اليهودي كان يحظى بالتفوق العسكري تقريبا منذ بداية الحرب. وطرد الفلسطينيين تم حسب استراتيجية منظمة (“الخطة د” للهاغاناة). مثل بني موريس، مؤلف كتاب “ولادة القضية اللاجئين الفلسطينيين” الصادر في 1989، أيضا شوشاني ووجهت بسور من الاسكات والانكار، الذي لم يتبدد مع مرور عشرات السنين.

فقط قلة في المجتمع اليهودي في إسرائيل تهتم بالنكبة والقرى المدمرة والظروف التي حولت مئات آلاف الفلسطينيين الى لاجئين. الأغلبية تفضل عدم المعرفة وعدم سؤال ما الذي كان هنا من قبل، عندما يمرون في شارع على اسوار الصبر وبقايا بيوت عربية. الحكومة تنشغل في إخفاء الأدلة: في اساس “1948: أن نتذكر وننسى” يقف الاخفاء المستمر لتقرير شبيرا، الوثيقة التي صاغها المستشار القانوني الأول للحكومة وكشف عن اعمال القتل والاغتصاب والتنكيل من قبل محاربي 1948 في القرى الفلسطينية.

يوجد للاسكات سبب مجدي. “رؤية 1948 تؤثر بشكل كبير على الطريقة التي نرى فيها كل التجربة الصهيونية – الإسرائيلية”، كتب موريس في مقاله التاسيسي بعنوان “التاريخ الجغرافي الحديث” في 1988. “اذا كانت إسرائيل، الملاذ لشعب مضطهد، قد ولدت كنقية وبريئة فعندها هي تستحق الشفقة، المساعدات المالية والدعم السياسي الذي اغدقه الغرب عليها، وستكون جديرة بهذا الدعم في المستقبل. ولكن اذا كانت إسرائيل قد ولدت وهي ملطخة وملوثة بالخطيئة الأولى فانها في نهاية المطاف لا تستحق شفقة ودعم اكثر من جيرانها”.

شوشاني انهت الفيلم قبل حرب 7 أكتوبر، والوقت الذي انقضى بين الإنتاج والبث فقط زاد الرواية قوة. إسرائيل تنفذ الان النكبة الثانية في غزة وفي الضفة الغربية، والمجتمع اليهودي هنا ماسور بالقمع والانكار، بالضبط مثلما في الجولة السابقة في 1948. وكما أوضح بعض من أجريت معهم مقابلات في الفيلم، فانه محظور على إسرائيل الاعتراف بارتكاب جرائم حرب خشية من رد العالم.

لذلك، لا يتم بث تقارير من غزة في قنوات التلفزيون في إسرائيل، وهم يخفون وجوه الجنود ويقولون للجمهور “ما تم نشره في وسائل الاعلام الأجنبية” عن قتل الأطفال والتجويع الجماعي هو دعاية لاسامية من قبل حماس ومؤيديها، وليس نتيجة هجمات الجيش الإسرائيلي. ومثلما في 1948 أيضا في الحرب الحالية تلقي إسرائيل بكل المسؤولية الأخلاقية عن الكارثة على الطرف العربي في النزاع. هم الذين بدأوا، وهذا ما يستحقونه، والآن ننتقل الى الأخ الأكبر.

عندما انتهيت من مشاهدة فيلم “1948: التذكر والنسيان”، فهمت ان شارون قد اخطأ رغم حكمته وتجربته. الماضي لا يتغير حقا، هو دائما موجود هنا. ومثلما تبين مرة أخرى أمس فان الدائرة الدموية اليهودية – العربية لن تتوقف حتى عندما يعد القادة بأنه ستكون ضربة واحدة وينتهي الامر.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى