ترجمات عبرية

هآرتس: متعلقان الواحد بالاخر 

هآرتس – عاموس هرئيل – 28/12/2025 متعلقان الواحد بالاخر 

زيارة رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو لدى الرئيس الامريكي دونالد ترامب في هذا الاسبوع في فلوريدا لا تبشر بالضرورة بمواجهة علنية بينهما. يوجد لهما بالتحديد اسباب للتعاون. ترامب بحاجة الى نتنياهو كي يدفع قدما بما يريد عرضه كالانجاز الاكبر لسياسته في المنطقة – الانتقال الى المرحلة الثانية في الاتفاق في قطاع غزة، استمرارا لوقف اطلاق النار الذي فرضه على اسرائيل وحماس في تشرين الاول الماضي. هذا يمكن ان يحدث قبل منتصف الشهر القادم، في نفس الوقت نتنياهو يجب ان يتجنب التصادم مع المستضيف لان كل مواجهة كهذه ستنعكس بشكل سيء على وضعه الاقتصادي الهش اصلا في الداخل.

براك ربيد قال في نهاية الاسبوع في “اخبار 12” بان كل الحاشية المقربة من ترامب سئمت من نتنياهو، باستثناء الرئيس نفسه الذي ما زال يحب رئيس الحكومة. نتنياهو صمد فترة طويلة كهذه امام الرئيس السابق جو بايدن خلال سنتين – منذ عودته الى السلطة في كانون الاول 2022 ومرورا بتشريع الانقلاب النظامي الذي اثار انتقادا شديدا لدى الادارة الامريكية الديمقراطية في واشنطن وانتهاء بالحرب (الخلاف حول احتلال رفح وبعد ذلك شن الجيش الاسرائيلي هجوم ضد حزب الله في لبنان). مع ترامب الخصام خطير اكثر. نتنياهو يتعين عليه الحصول من المستضيف على مقابل للتنازلات المطلوبة منه في القطاع. في هذه الاثناء تصعب رؤية احتمالية كبيرة لسيناريو فيه ينجح في اقناع ترامب بأن لا يتقدم نحو المرحلة الثانية، رغم الخطر الكبير في ان تواصل حماس الاحتفاظ  بالسلطة (وبالقوة العسكرية) غرب الخط الاصفر في القطاع.

ضباط الجيش الاسرائيلي الذين يوجدون على اتصال مباشر مع اعضاء القيادة الوسطى الامريكية (السنتكوم) التي تتولى تفعيل مركز الارتباط في كريات غات، يتحدثون عن سيطرة شبه مطلقة للولايات المتحدة على ما يحدث. الضباط الامريكيون مشاركون مسبقا تقريبا في كل عملية اسرائيلية، ويتابعون كل شاحنة تدخل المساعدات الانسانية الى القطاع ويستخدمون ضغط ثابت على الجيش الاسرائيلي للوفاء بتعهدات اسرائيل. 

هذه الاجراءات تتعلق باستمرار ادخال المساعدات (الولايات المتحدة تطالب بـ 4200 شاحنة في الاسبوع، وهو رقم لم يتحقق بعد)، الى جانب تسريع العمل على تفكيك الانفاق وازالة الانقاض من المنطقة التي يخطط الامريكيون لبناء اول مستوطنة نموذجية (تجريبية) فيها لاعادة توطين الفلسطينيين على انقاض رفح. ويتوقع ان يزداد الضغط الامريكي على اسرائيل وان يصبح مركز اكثر بعد دخول المرحلة الثانية الى حيز التنفيذ ومع اقتراب نشر القوة الدولية. ما زالت اسرائيل متشككة، لكن من المرجح ان يفضل نتنياهو فشل هذه الخطوة لاسباب اخرى بدون اتهامه بعدم التعاون.

عمليات تخريبية بين حين وآخر

اول امس حدثت عملية قاسية عندما قام فلسطيني بدون تصريح من قباطية قرب جنين بقتل مواطنين في عملية دهس وطعن في بيسان والعفولة. وفي اعقاب ذلك اعلن الجيش الاسرائيلي عن عملية ضد الارهاب في منطقة جنين وقامت الشرطة بالبدء في عملية اعتقال لعدد من الماكثين غير القانونيين في خط التماس.

عمليا، تلتزم اسرائيل الصمت حيال هذه القضية. فبعد 7 اكتوبر تم منع الفلسطينيين من الضفة الغربية منعا باتا من العمل داخل الخط الاخضر، لكن الحقيقة هي ان هذا الخط ما زال مفتوح في اماكن كثيرة. ورغم عمليات الاعتقال التي تقوم بها الشرطة الا ان التقديرات تشير الى ان اكثر من 20 الف فلسطيني يعملون بانتظام في اسرائيل بدون تصاريح. وهذا ليس مجرد تقصير، بل يبدو وكانه غض متعمد للنظر. ولان الحكومة لا تستطيع سياسيا تحمل تكلفة اعادة العمل الفلسطيني الشرعي من الضفة الغربية، فان غياب تطبيق القانون يسمح للسلطة الفلسطينية بالبقاء واقفة على ارجلها اقتصاديا. المشكلة تكمن في ان من يعملون بدون تصاريح، الذين عددهم اكبر من الذين يعملون بتصاريح، يشكلون تهديدا امنيا. النتيجة، كما حدث في يوم الجمعة، قد تكون فظيعة. 

نتنياهو نشر بيان عزاء لعائلات القتلى قال فيه: “رغم انه نفذت عمليات كثيرة ضد الارهاب في السنة الماضية، الا اننا نشاهد للاسف هجمات دموية بين حين وآخر”. يبدو بوضوح ان مكتبه قد بذل جهدا وعاطفة في بيانات اخرى اصدرها في نهاية الاسبوع، منها بيان حاول فيه من جديد التطرق الى تورط كبار المسؤولين في وزارة العدل في قضية المدعية العسكرية العامة السابقة، وبيان آخر نفى فيه بشكل غير مقنع تورط المتحدث السابق باسمه للشؤون العسكري ايلي فيلدشتاين، ومشكوك فيه ان ينجح في ذلك. وستبقى قضية صحيفة “بيلد”، لا سيما قضية قطر، تلاحقه في المستقبل القريب. وحتى بين مصوتي اليمين القدامى هناك من يطالبون بتفسيرات، في ضوء الشكوك الجدية حول وجود علاقات مشبوهة جدا بين حاشيته وبين القطريين.

في غضون ذلك سجل ايضا حدث سياسي غير مسبوق. فقد اعلنت اسرائيل اعترافها بارض الصومال، وهي جمهورية في شرق افريقيا انفصلت عن الصومال بمبادرة منها. وبذلك اصبحت اسرائيل اول دولة في العالم تتخذ مثل هذه الخطوة. وقد جاءت هذه الخطوة في اعقاب مساعي اسرائيل لكسب ود ارض الصومال، في اطار الجهود الفاشلة للتوصل الى اتفاقيات بشان تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة في السنة الماضية.

وقد جاء في البيان الاسرائيلي بان هذه الخطوة هو استكمال لاتفاقات ابراهيم التي قادها ترامب. وقد اظهر الرئيس الامريكي، الذي يبدو انه لم يكن لديه الوقت الكافي لمتابعة تحرك نتنياهو استغرابه من ملعب الغولف الخاص به، متسائلا: “هل يعلم أي احد ما هذا؟”. ولكن هناك قضية جوهرية في الخلفية: اسرائيل وايران تخوضان صراعا على النفوذ في القرن الافريقي، في ظل استفزازات الحوثيين في المنطقة، والصراع على تامين الملاحة في البحر الاحمر، وتهريب السلاح الايراني. يبدو ان الخطوة الاسرائيلية هي جزء من الاستعداد لصراع اوسع محتمل بين ايران ودول الخليج بسبب الدعم الايراني للحوثيين وكبح النفوذ المزعج لنظام طهران في المنطقة.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى