هآرتس / متآمر عليه لا يكل ولا يمل

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 3/6/2018
ليست هذه المرة الاولى التي يطلع فيها الجمهور على الشك وعدم الثقة اللذين سادا بين نتنياهو وقادة جهاز الامن في الخلاف على الهجوم على مواقع النووي في ايران. ويتبين الان أن عدم ثقة رئيس الوزراء تجاوزت حدود المعقول في الدولة الديمقراطية، وانه طلب من رئيس المخابرات في حينه، التنصت على هواتف رئيس الاركان بيني غانتس ورئيس الموساد تمير باردو – هذا ما علم في برنامج “عوفدا”.
رغم أنه اقتبست في البرنامج مصادر في وزارة الدفاع روت بان كوهن رد الطلب باشمئزاز، نشر الاخير بيان نفي. ولكن من صيغة أقواله تفهم ان هناك اساسا لما قيل. “المنشورات في وسائل الاعلام عن تعليمات رئيس الوزراء التي يزعم أنها صدرت لي حين كنت رئيسا للمخابرات – في التنصت بشكل محدد على هواتف رئيس الاركان غانتس ورئيس الموساد باردو – ليست صحيحة”، كما كتب يقول. كوهن لا ينفي القصة كلها، بل الادعاء بان نتنياهو أصدر له أمرا بالتنصت بشكل محدد على غانتس وباردو.
بداية قال نتنياهو ان “هذا تشويه تام لمساعي منظوماتية تتم بين الحين والاخر بالحفاظ على امن المعلومات في مواضيع حساسة ذات اهمية عليا لامن اسرائيل”، واضاف بان “القرار في أي من الوسائل تستخدم وتجاه أي من الجهات، هو في يد الجهات المختصة”. ولاحقا، في حسابه على التويتر اعلن بانه لم يطلب ابدا التنصت على غانتس وباردو. وأن “هذا كذب تام”.
ان الرد الاول لنتنياهو يلمح الى انه اراد منع التسريب في موضوع حساس، ولكن التنصتات الخفية هي وسيلة شاذة في توغلها في الخصوصية، والتي حسب القانون يخول رئيس الوزراء بالسماح بها بناء على طلب رئيس سلطة الامن واذا اقتنع، بعد أن فكر ايضا بمدى المس بالخصوصية، بان الامر مطلوب لاعتبارات امن الدولة. وحسب “عوفدا”، فان نتنياهو هو الذي بادر الى التنصتات، ودون أن يكون غانتس وباردو مشبوهين بشيء. ولا يفترض بالمخابرات أن تتخذ خطوة متطرفة بهذا القدر تجاه رؤساء أذرع الامن الاخرى. ان الانطباع الناشيء هنا هو أن كل من فكر بخلاف نتنياهو، وليس فقط في المسائل الامنية، مشبوه فورا بالتآمر عليه، وكل الوسائل للعمل ضده مشروعه في نظره. نتنياهو يستخدم استخداما متواترا وعديم المسؤولية بالتلميحات بـ “الانقلاب” وباتهامات التآمر عليه حتى ضد الشرطة والمفتش العام وضد جهاز القضاء.
والاخطر من ذلك، فان نتنياهو في شكوكه يثير النزاع ويخلق مشكلة ثقة بين سلطات حرجة في أجهزة الحكم والامن، الامر الذي بات مثابة مس بامن الدولة. ان جنون اضطهاد نتنياهو، وانعدم التمييز بينه وبين الدولة، هما دليل آخر على أن الفترة الزمنية التي وقف بها على رأس الدولة دفعت الى تآكله، وهو ملزم بان يخلي الساحة الى قوى جديدة.