ترجمات عبرية

هآرتس: ماذا سيحدث لو أن غانتس ولبيد نسقا فيما بينهما

هآرتس 3/6/2024، رفيف دروكر: ماذا سيحدث لو أن غانتس ولبيد نسقا فيما بينهما

الرئيس الامريكي، جو بايدن، فعل ذلك بعبقرية. في يوم السبت ليلا، قبل استيقاظ المجانين لدينا، وتجنيد دعم الدول الاوروبية، الرئيس الفرنسي عمانويل ميكرون حتى غرد باللغة العبرية من شدة الانفعال، باقناع دول الوساطة بدعمه وتسويق الاقتراح على أنه اقتراح اسرائيلي من جهة، ولكن الصاق عنوان “انهاء الحرب” من جهة اخرى، من اجل أن توافق حماس بشكل غير مباشر على الضمانات التي طلبتها، والتي بحسبها لن تسمح الولايات المتحدة لاسرائيل بالعودة الى القتال.

هذا “كمال”. هذا “الكمال” ادخل مكتب نتنياهو الى حالة هستيريا. نتنياهو اشار بخط على الحريديين، وأصدر في يوم السبت بيانات متحفظة، وارسل “شخص رفيع” لتقديم احاطة، وبدأ في احصاء عدد النجوم في السماء بعصبية.

الاقتراح الموضوع امام اسرائيل يخدم مصالحنا بشكل جيد. هو ليس اقتراح جديد، لكنه اكثر جاذبية بعد فقدان جزء من رافعة التهديد التي كانت مرتبطة بـ “سندخل رفح”. من يعرض معادلة المخطوفين أمام تدمير حماس يعيش واقع تشرين الاول – كانون الاول 2023. الآن المعادلة هي المخطوفين، التطبيع مع السعودية، تسوية في الشمال، ترميم الاقتصاد، هدنة ضرورية للجيش الاسرائيلي. وفي الجهة الاخرى كل ما ينتظرنا هو حرب استنزاف نهايتها ليس ازالة تهديد حماس أو تحييد تهديد حزب الله، بل ادراك مؤلم لقيود القوة (رغم الخطابات الانفعالية لعباقرة الاستراتيجية بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير). ورغم ذلك، لا يوجد أي شخص في القيادة العليا في اسرائيل يؤمن بأن نتنياهو سيوافق على ذلك. واضح للجميع أن الحبل الذي اعطاه لهذا الاقتراح ينبع فقط من ثقته بأن حماس سترفضه. عندما تأخرت حماس في رفضها فان نتنياهو اهتم بالتأكيد على أن “لا” حماس ستأتي بمساعدة التصريح حول الاستئناف المؤكد للقتال.

في هذا السياق من المخيب للآمال رؤية الى أي درجة نجح نتنياهو في تخويف المستوى السياسي في اسرائيل والمعارضة، من التعبير عن صوت آخر. بما يشبه قليلا الصمت المدوي للقيادة العليا في اسرائيل عندما دفع نتنياهو دونالد ترامب الى الانسحاب من الاتفاق النووي، الامر الذي أخذ ايران الى مسافة قريبة من القنبلة. ايضا الآن نفتالي بينيت يصمت، افيغدور ليبرمان يتحدث فقط عن التجنيد، آريه درعي لا يتحدث، بني غانتس انتظر حتى خروج السبت وفي النهاية نشر بيان، ثلاثة الارباع فيه نعم، وربع لا. يبدو أن بيان غانتس اجبر غادي ايزنكوت، رجل القيادة الاكثر شجاعة ووضوح في هذه الحرب، على الصمت ايضا. الشخص الوحيد الذي قال “نعم” هو يئير لبيد. هناك من سيقولون إنه لا يوجد لديه ما يخسره. ولكني مستعد لاعطائه الفضل، أنه ببساطة يدرك بأن هناك أمور مهمة اكثر حتى من الوضع في الاستطلاعات. 

هذا الاسبوع، ربما حتى غدا، سينسحب المعسكر الرسمي من الحكومة. هذا لن يضعضع الائتلاف، لكن يوجد وقت لاجمال قصير ومؤلم. أنا كنت من الذين اعتقدوا أن غانتس فعل الخطوة الصحيحة عندما انضم. ايضا الآن أنا اعتقد أنه في الوضع الذي كان هنا بعد 7 اكتوبر، لم يكن امامه أي خيار للبقاء في الخارج. ولكن في نفس الوقت يجب القول بأنه في اختبار النتائج هذا هو لم ينجح. أنا لا اختلف مع حقيقة أنه كان لغانتس وايزنكوت تأثير مهديء وجيد في عدة نقاط رئيسية. ولكن بعد ثمانية اشهر لا يمكن تجاهل النتيجة القاسية لادارة الحرب، “تسونامي” سياسي مناهض لاسرائيل غير مسبوق، تدهور العلاقات مع الولايات المتحدة، مصر والاردن، الشعور بعدم الأمن الشخصي في معظم ارجاء الدولة، الشمال متروك، الاقتصاد متدهور، الجنوب مهمل، حماس ما زالت كما هي، حزب الله يعمل و125 مخطوف ما زالوا في أسر حماس. بقي فقط لعب لعبة “ماذا لو”. لو أنه فقط قام لبيد بتنسيق انضمامه للحكومة مع غانتس في 7 اكتوبر، ولو أنهما قاما بعرض طلب موحد على نتنياهو، “سنوافق اذا اخرجت بن غفير وسموتريتش”، لو أن هذا حدث لربما كنا سنكون الآن في وضع مختلف كليا.

 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى