ترجمات عبرية

هآرتس : ليس من أجل ميركل فقط

هآرتس – افتتاحية – 4/10/2018

بمناسبة زيارة المستشارة الالمانية، انغيلا ميركل، والتي بدأت أمس قررت الحكومة أن تؤجل لبضعة ايام هدم قرية الخان الاحمل لعشيرة الجهالين، كي لا تحرج المستشارة. أما سكان القرية، فمستنزفين من اربعة اشهر من الكفاح الجماهيري والقضائي الفاشل وخائفون من اللحظة التي تصل فيها الى هناك الجرافات وقوات الشرطة والجيش، فقد حصلوا على بضعة ايام اخرى من الانتظار ممزق الاعصاب.

لم تضطر اسرائيل الى تهديد صريح من برلين كي تستخلص بنفسها الاستنتاج بأنه اذا نفذ الهدم والاخلاء قبل وصول ميركل فستلغى الزيارة وسيلغى لقاء التشاور الاعتباري بين وزراء الحكومتين.

تفيد المراعاة المؤقتة للحكومة الالمانية بأن حكومة اسرائيل على علم جيد بعمق الفجوة في المناهج والمفاهين بين الدولتين بالنسبة للمعاملة المناسبة تجاه الفلسطينيين الذين يعيشون في الضفة الغربية بشكل عام وتجاه البدو بشكل خاص. يبدو أن الحكومة تفهم جيدا بأنها أدارت ظهر المجن للقيم التي كانت اسرائيل تتشارك فيها ذات مرة مع دول غرب اوروبا والمانيا. من اجل ميركل تبدي الحكومة الاستعداد لأن تتخفى لبضعة ايام في صورة اخرى وأن تتصرف كما ينبغي، الى أن تنتهي الزيارة، وعندها ستعود الى عادتها.

مساء يوم الاثنين نفدت المهلة الزمنية التي اعطتها الادارة المدنية لسكان القرية لأن يهدموا بأيديهم مبانيهم البسيطة، بما في ذلك المدرسة المبنية من اطارات السيارات. واذا لم يفعلوا ذلك، فان الادارة المدنية تكون حرة في أن تنفذ أوامر الهدم “تبعا لقرار محكمة العدل العليا”.

غير أن قرار محكمة العدل العليا منح فقط اسنادا قانونيا لظلم ترعاه الدولة. ومثلما في عشرات عديدة من الالتماسات المتعلقة بالتجمعات البدوية وغيرها من القرى الفلسطينية في المنطقة ج، تجاهل قضاة محكمة العدل العليا التمييز المقصود في قوانين التخطيط والبناء بين المستوطنين اليهود وبين الفلسطينيين. فالأخيرون يضطرون لهذا أن يبنوا دون التراخيص اللازمة. لشدة الاسف، تجاهل القضاة ايضا خيارين اعطيا للبدو في الخان الاحمر: الانتقال لسكن قرب المزبلة الاقليمية، أو قرب منشأة اقليمية لتطهير المياه العادمة.

وبدلا من استغلال العلاقات الحميمة والوثيقة بين الدولتين وللضغط بوسائل دبلوماسية على اسرائيل كي تمتنع عن اتخاذ خطوة ستصدح في العالم كله، يبدو أن المانيا تكتفي بتظاهر اسرائيل في زمن الزيارة.

مثيرة للحفيظة للغاية اللامبالاة التي يستقبل بها الجمهور الاسرائيلي السيناريو المتحقق، لهدم قرية قائمة في المنطقة منذ نحو اربعين سنة واقتلاع سكانها في صالح تعزيز الاستيطان اليهودي في منطقة ليست اسرائيل. على الحكومة أن تخجل من قراراتها وأن ترد تنفيذها، وليس فقط بسبب المستشارة ميركل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى