هآرتس: ليس فقط في الصهيونية الدينية يوجد “آكلي الموت”، بل معظم الجمهور اصبح هكذا

هآرتس – ايريس ليعال – 29/6/2025 ليس فقط في الصهيونية الدينية يوجد “آكلي الموت”، بل معظم الجمهور اصبح هكذا
على الفور بعد الاعلان عن وقف اطلاق النار، دخلنا بسرعة ونحن مصدومون ومتألمون ومجروحون الى نقاش محموم حول صحة مصطلح “آكلي الموت”، الذي ظهر في مسلسل “هاري بوتر”. نحن هنا نتحدث عن انصار اللورد فولد مورت، وهي جماعة عنصرية عنيفة تطمح الى اقامة حكومة عالمية تقوم على سيادة السحرة اصحاب الدماء النقية. في اسرائيل اصبح هذا المصطلح في اعقاب تشخيص عيدي انغرت، ضابطة الشرطة في لواء الكسندروني، لقب شائع لرجال الصهيونية الدينية.
مشاعرهم اصيبت، بالنسبة لهم حقيقة أن ممثليهم في الكنيست يعلنون انه بفضل الفرصة للتوسع الاستيطاني التي نشأت منذ 7 اكتوبر، نحن نعيش في “فترة معجزة”، لا تعني أنهم “آكلي موت”. ايضا ليس حقيقة انهم يعتقدون انه يجب التضحية بحياة المخطوفين لتجسيد حلم الاستيطان في قطاع غزة. حتى أن المستوطنين الذين لديهم دماء في عيونهم والذين اطلقوا النار الحية واحرقوا بيوت وسيارات في كفر مالك، لا يستحقون حسب رأيهم هذا الوصف.
الآن ايضا في اوساط الوسط – يسار سجل احتجاج. التعبير الموجه لقطاع كامل، الذي حارب سنتين تقريبا وتعرض لخسائر كثيرة، كما يقولون، هو تعبير شرير يجب وقف استخدامه.
بدرجة معينة هم على حق. من غير المنطقي تسمية رجال الصهيونية الدينية بهذا الاسم، لأن الحقيقة هي أن معظم الجمهور هم من “آكلي الموت”. لا يهمهم موت 17 ألف طفل في غزة، من بينهم رضع ولدوا للتو و50 ألف قتيل في غزة. وهم يجادلون في هذا العدد المخيف لأنه ورد عن وزارة الصحة الفلسطينية (في حين أن البيانات الحقيقية يبدو أنها اعلى من ذلك). الحديث يدور عن اشخاص معياريين الذين يشاهدون صور الاطفال الرضع وهم يحتضرون بسبب الجوع، ويبحثون عن ادلة تبين أن هذا نتاج الذكاء الاصطناعي. هم يصرخون عندما تقوم هذه الوحوش بضرب مستشفى سوروكا، لكنهم يبررون تدمير المستشفيات في غزة من قبل الجيش.
لكن التعبير الاكثر اثارة للدهشة، الذي يشير الى تحولنا الى مجتمع “آكلي الموت”، هو الجدية التي نناقش فيها الآن منح جائزة نوبل للسلام لترامب وبنيامين نتنياهو، وفحص فرصة فوزهما. وقد بذل رئيس مجلس السامرة، يوسي دغان، واصدقاء السامرة في الولايات المتحدة الذين بادروا الى حملة دولية لاعطاء الجائزة لهما، اللذان معا يشكلان القوة التي تضعضع الاستقرار ولا يمكن السيطرة عليها وتهدد استقرار المنطقة. هنا يوجد دعم شبه توافقي يقول بانه بعد الهجوم المشترك في ايران الذي اثارت نتائجه جدل واسع من حيث الاضرار بالمشروع النووي الايراني، وعلامات استفهام صارخة حول الاخطار التي رافقته والاسباب الخفية التي ادت اليه، يستحقان جائزة نوبل للسلام.
كثيرون هنا يعتقدون ان مذكرة الاعتقال التي اصدرتها محكمة الجنايات الدولية في لاهاي ضد نتنياهو بسبب جرائم ضد الانسانية وجرائم حرب، هي نكتة لاسامية، وأن الاكاديميا في النرويج ستمنع منح الجائزة للزعيم المسؤول عن سياسة التدمير والتجويع وقتل العائلات في خيام النازحين وقتل الجائعين في مراكز توزيع الغذاء، التي اصبحت حقول قتل. جهنم سيتم تجميدها ثلاث مرات، وجدتي ستبعث من بين الاموات قبل أن تمنحهم الاكاديميا في النرويج الجائزة، ولا يوجد أي احد تقريبا في العالم الحر يعتقد ان هذا يمكن أن يقبله أي عقل. ولكن الاسرائيليين لا يعرفون ما هي المشكلة. الحد الاقصى من الاحترام سيحصل عليه نتنياهو من البيت الابيض، عندما سيرفع هو وتوأمه كأس الشامبانيا المشترك، الذي سيعرضان بواسطته على العالم صورة للنصر بمحاكات للحرب، رغم الشك الذي يتصاعد في الخلفية حول مكان اليورانيوم المخصب. في الواقع يطلق الجيش النار على جمهور اعزل يتسول الغذاء، وفي الشبكات الاجتماعية الناس يصفون الصحيفة التي نشرت الشهادات بأنها معادية للسامية، بينما يسمع في الخلفية اعلان “نحن أمة الابطال الخارقين”. وكل ذلك في الوقت الذي نحن فيه أمة “آكلي الموتى” الذين انقطعوا طواعية عن الواقع.