ترجمات عبرية

هآرتس – بقلم عودة بشارات – ليسوا جميعهم نفس الشيء، نتنياهو الأكثر خطرا

هآرتس – بقلم  عودة بشارات – 1/3/2021

في الوقت الذي يغرق فيه نتنياهو العرب بعسله الفيروسي، فانه يفرش السجاد الاحمر لورثة مئير كهانا في الطريق الى أروقة السلطة. وعندما سيبدأون بتطبيق برامجهم لطرد العرب، من الارجح أن بعض الدموع ستذرف من عيون الشخص المحب “.

يمكن القول بأن السياسي الاكثر خطورة في النظام السياسي في اسرائيل هو بنيامين نتنياهو. ويمكن القول ايضا بأن نتنياهو أكثر خطورة من دونالد ترامب. على الأقل ترامب لم يتعقب اعضاء الكونغرس من الحزب الديمقراطي لاغرائهم بالانضمام الى معسكره. لدى نتنياهو هذا هو ترياق الحياة في عقيدته: اثارة الشجار والرشوة والحكم.

نتنياهو لم يتبن فقط سياسة “فرق تسد”، التي هي جوهر الكولونيالية، بل ايضا قام بتطويرها، ضمن امور اخرى، ضد أبناء شعبه. فقد نجح في اثارة الشجار وأن يحل تقريبا كل مؤسسة حزبية وقفت في طريقه. هو يعثر على نقطة الضعف لدى الخصم ويقوم بالامساك بها واستغلالها، والباقي معروف.

اهود باراك الذي كان الخلية الاضعف، تبخر سياسيا بعد أن انشق، وحزبه، العمل، رمي وهو ينزف لاسماك القرش. حزب “كديما” الذي كان ذات يوم هو حزب السلطة لم يعد قائما بفضل نتنياهو. ايضا احزاب من “العائلة” حصلت على معاملته المخلصة؛ أحدها برئاسة نفتالي بينيت، لم تجتز نسبة الحسم في جولة من الجولات الانتخابية.

أخيرا جاء دور العرب. نتنياهو قدر أن الحلقة الاضعف هي حزب راعم، وأنه يمكن جره الى خارج القائمة المشتركة. المكسب كبير، حتى بدون نجاح راعم في الانتخابات، حسب جميع التوقعات، فان كتلة الـ 15 مقعد التي كانت ضده يمكن أن تتقلص ببضعة مقاعد.

بعد قضم القائمة المشتركة، فان شهية نتنياهو فقط زادت. الآن السلطة الفلسطينية هي الموضوعة على مرمى الهدف. فقد طلب من السلطة استخدام تأثيرها على العرب في اسرائيل من اجل أن يصوتوا لليكود، أو على الاقل أن لا يصوتوا للقائمة المشتركة. واذا كانت هناك حاجة فان نتنياهو سيصل حتى الى حزب الله، وربما الى طهران.

الشاعر مظفر النواب كتب عن سجين، الذي “تم رميه في قبو مظلم فيه العقرب يشك بصديقه”، هذا هو الوضع الحالي. النظام السياسي هنا يشبه القبو المليء بالعقارب. بعد أن زرع بذور عدم الثقة في جهاز القضاء والاعلام، وبعد سلسلة التفكك التي اثارها في الاحزاب المعادية، في ذروتها كان تفكيك حزب ازرق ابيض الى شظايا، فان الثقة في النظام الحزبي تقوضت بشكل اساسي، بعد موجة الانشقاق التي شاهدناها، من سيضمن للمصوتين أن حزب يؤيد الجانب “الاسود” لن ينتقل الى الجانب “الابيض”؟ من يضمن للمصوتين أن حزب “فقط ليس بيبي” لن ينتقل في اللحظة الحاسمة الى “نعم بيبي”؟ هذه هي المساهمة الكارثية لنتنياهو التي قدمها للسياسة الاسرائيلية، الجميع يشك بالجميع.

لذلك، الموضة الآن، وهي الاعلان بأن الجميع هم نفس الشيء، سواء نتنياهو أو معارضيه، هي موضة خطيرة جدا. من بعيد يظهر الجبل متجانس، لكن عند الاقتراب منه نشاهد نباتات هنا وهناك نشاهد جفاف. العمل السياسي مبني على القدرة على تشخيص الفروق، حتى الصغيرة جدا في النظام السياسي والعمل على عزل العنصر الضار.

نتنياهو هو العنصر الاكثر ضررا. باستثناء غريزة التقسيم لديه، هو مهندس التحريض، سواء ضد العرب أو ضد معارضيه اليهود. وهناك تصريحات كثيرة جدا. ونذكر هنا بأن “قانون القومية” تمت المصادقة عليه بأغلبية سبعة اصوات، ونتنياهو كان رأس الحربة في هذه المعركة. في المقابل، كان هناك ائتلاف يهودي – عربي، منقسم حول امور كثيرة، لكنه موحد ضد هذا القانون الظلامي. اذا كان الامر كذلك فكيف يمكن وضع الجميع في سلة واحدة. في النهاية نقول إن “قواتنا” مرت في يوم الجمعة بأم الفحم. الحصاد كان عشرات المصابين والمعتقلين. من بين المصابين رئيس البلدية سمير محاميد وعضو الكنيست يوسف جبارين. هذه هي روح القائد، الذي يعلن عن محبة متقدة للعرب، وفي نفس الوقت يقوم بارسال “قواتنا” كي تريهم مدى محبتنا. ايضا في الوقت الذي يغرق فيه نتنياهو العرب بعسله الفيروسي، فانه يفرش السجاد الاحمر لورثة مئير كهانا في الطريق الى أروقة السلطة. وعندما سيبدأون بتطبيق برامجهم لطرد العرب، من الارجح أن بعض الدموع ستذرف من عيون الشخص المحب

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى