هآرتس : لننسخ النجاح
هآرتس – افتتاحية – 23/7/2018
احتجاج المثليين الذي نجح في أن يسقط حتى السور اللاسياسي الذي تتمترس خلفه اسرة الاعمال التجارية في اسرائيل، ينبغي أن يبعث على الالهام في أوساط المعسكر الليبرالي وان يملأه بالامل. فهو يشكل دليلا على القوة السياسية والعظمة الاقتصادية التي في يديه، وعلى الامكانية الكامنة غير المتحققة في كل ما يتعلق بامكانية وقف التدهور في اسرائيل.
ان البنى التحتية للكفاح، بما فيها شبكة الشركات، الاعمال التجارية والمنظمات الاسرائيلية، التي أعربت عن تأييدها للاضراب الاحتجاجي لطائرة المثليين، ينبغي أن تضع نفسها تحت تصرف الاحتجاج ضد قانون القومية. فاحتجاج المثليين يستند الى قيمة المساواة التي شطبها قانون القومية من الهوية الاسرائيلية. ينبغي ان ننسخ نمط الكفاح الواحد للاخر: بيانات العلاقات العامة الصادرة عن الشركات، اعلانات التأييد في وسائل الاعلام واصدار تصريح للعاملين للاضراب احتجاجا.
ان قانون القومية – كما يقول النائب السابق شكيب شمان، ابو كميل شنان، الذي قتل في عملية في الحرم قبل نحو سنة، يجعل الدروز مواطنين من الدرجة الثانية. “هذا القانون هو وصمة عار على جبين كل من صوت في صالحه”. والتمس النواب الدروز الثلاثة – أكرم حسون من كلنا، صالح سعد من المعسكر الصهيوني وحمد عمار من اسرائيل بيتنا – أمس الى محكمة العدل العليا ضد القانون. وهكذا فقد انضموا الى سلسلة منظمات تمثل الطائفة الدرزية التي رفعت الالتماس الاول ضد القانون. اضافة الى ذلك، فان نوابا من القائمة المشتركة سيلتقون وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي، فدريكا موغريني، كجزء من سلسلة خطوات احتجاجية مخطط لها امام محافل دولية، بالتوازي مع الالتماس الذي يعتزم رفعه الى المحكمة العليا.
يهود الولايات المتحدة استيقظوا هم أيضا. فالقانون شجبته سلسلة طويلة من المنظمات اليهودية، وليس فقط من اليسار، بما في ذلك العصبة ضد التشهير، اللجنة اليهودية الامريكية والمنظمة العليا اللاسياسية للاتحادات اليهودية. الرئيسة اليهودية لاتحاد المعلمين الامريكيين، الذي يمثل نحو 1.7 مليون معلم قالت ان “القانون المقيت يتنكر لقيم الديمقراطية والمساواة، التي على اساسها اقيمت اسرائيل”.
ومع شطب قيم المساواة وحقوق الفرد من تعريف الدولة، تكون كنيست اسرائيل قد أعلنت عن انسحابها من نادي الدول الليبرالية وعن انضمامها الى كتلة الدول القومية المتطرفة والعرقية المتشددة. هذه هي اللحظة للخروج في احتجاج مدني، يدعو الى الغاء قانون القومية ويعرب عن التضامن مع عرب اسرائيل. محظور ابقاء الكفاح فقط في ايديهم وفي ايدي اليهود الامريكيين. ومن الواجب له أن يضم كل الاسرائيليين الديمقراطيين، والزامي ان يضم اليه شركات مثل “مايكروسوفت”، “شوبر سال”، “مكان”، “أي.بي.ام”، “سلكوم” وغيرها. ويجدر بهذه ان تسارع الى استيعاب حقيقة أن مستقبلها ايضا منوط بنجاح الكفاح.