هآرتس: لم يولد بعد هجوم اسرائيل الذي سيرضي اليمين كل ذلك “مسخرة”
هآرتس 21/4/2024، جدعون ليفي: لم يولد بعد هجوم اسرائيل الذي سيرضي اليمين كل ذلك “مسخرة”
“مسخرة” هي نداء الحرب الجديد لاسرائيل. “مسخرة” هي التعبير المحدث للتعطش للدماء والقتل لليمين، الذي لا يعرف الشبع في أي يوم. “مسخرة!”، كما غرد ايتمار بن غفير عن الهجوم في اصفهان وعبر عن خيبة الأمل من حجم القتل والدمار الذي زرعته اسرائيل، يتم اقتباسها في كل العالم.
اليمين لن يرضى أبدا. كل شيء “مسخرة”. لم يولد بعد هجوم اسرائيل الذي سيرضي كل شهوته. لن تسمعوا في أي يوم اليمين يقول: كفى. لقد قتلنا ودمرنا بما فيه الكفاية. دائما هو يريد المزيد. دائما هذه فقط كثبان الرمال التي يتم قصفها في غزة. والآن حيث غزة خربة، هذا لا يكفيه. هو يريد رفح. ليس كهدف عسكري بل كمكان بقاءه على حاله يعكس ضعف الجيش. عندما يدمر الجيش الاسرائيلي ايضا رفح، وكل اللاجئين فيها يتم تشتيتهم في كل الجهات، هذه ايضا ستكون “مسخرة”، التي على الفور بعدها سيتم طرح طلب العودة الى شمال القطاع والبدء في التدمير من البداية، وإلا فان ذلك سيعتبر حرب “مسخرة”. “في غزة كنا قطيع فيلة خلف وراءه انقاض منالدمار“، تفاخر في نهاية الاسبوع قائد الفرقة دادو بار خليفة، في مقابلة مع “واي نت”. وايضا قطيع الفيلة هذا هو “مسخرة” في نظر اليمين.
كلمة مصدرها غير واضح تشبه الايديش، لكنها ليست كذلك، التي استخدامها جاء بالاساس من اجل وصف الركلة الضعيفة في كرة القدم، اصبحت التعبير الاكثر صدقا عن شهوة اليمين للضرب والقتل والعقاب والانتقام. اسرائيل تقوم باغتيال سبعة اشخاص في مبنى القنصلية الايرانية في دمشق، من بينهم اثنان من الجنرالات. ايرانترد بهجوم شديد، لكن هجوم ضرره ضئيل بفضل منظومات الدفاع، لكن اسرائيل لم تنجح في ضبط النفس. هي يجب عليها أن ترد، وهي تفعل ذلك، للمرة الاولى منذ فترة طويلة، بصورة منضبطة، وهي تستحق الاعجاب على ذلك، لكن ليس بالنسبة للبن غفيريين. مثلما في غزة هم يريدون رؤية المزيد من الدماء الفلسطينية فانهم يريدون رؤيته يسفك في ايران. صحيح أن رد اسرائيلي أصعب كان سيودي بها الى حرب اقليمية، ليس فقط لا تردعهم، بل تحثهم وتحمسهم. فقط اعطوهم حرب اقليمية ومرغوب أن تكون مع الجميع. الزبد على شفاههم، هم فقط يريدون المزيد. هم يريدون يأجوج ومأجوج، يريدون كارثة.
عندما غرد بن غفير بكلمة “مسخرة” فقد قصد أنه يريد حرب كبيرة مع ايران، حرب شاملة، تشعل الخيال، حرب تجلب الحل النهائي الذي يحلم به. وكل ما بقي – الثمن الفظيع الذي ستدفعه اسرائيل والدماء والعالم – تغطيه الرغبة في رؤية أكبر قدر من الدمار وسفك الدماء. هذا هو طموح اليمين الحقيقي. بن غفير يعرف أن عملية اكثر شدة كانت ستلزم ايران بالرد، وعندها لن تترك امام اسرائيل أي خيار إلا الرد كالعادة. وهنا سنكون في حرب مع ايران التي فيها 90 مليون نسمة مع جيش ضخم. هذا ما يريده أبو نظرية الـ “مسخرة”.
مشكوك فيه أنه كان في اسرائيل ذات يوم تعطش للدماء واشتياق للحرب مثل هذا. وبالتأكيد لم يكن ذلك واضحا وعلى لسان شركاء في الحكومة. اليمين على مر اجياله اراد دائما اكبر بكثير من مقاسنا. ولكن شهوة الحرب لم تكن لديه. بن غفير يعرف أنه في “مسخرة” فانه يمثل لسان القاعدة الآخذة في الازدياد. فهناك يريدون حرب اخرى. حرب ضد العرب والمسلمين. هذه افضلالحروب. شاهدوا القناة 14 وانظروا الى العيون المتقدة من كثرة الاشتياق اليها. نحن سنضرب وندمر. سنسلب ونخرب. أولا سنأخذ الفلسطينيين وبعد ذلك الفرس. لا أحد يمكنه أن يقف امامنا. نحن نستطيع ذلك لوحدنا. لا يوجد عالم. لا توجد دبلوماسية. فقط بالقوة. كل شيء بالقوة. بدون أي قيود.
للسخرية، من خاب أملهم من هذه الـ “مسخرة” هم في الواقع “مسخرة” كبيرة. اذا تمت مهاجمة اسرائيل، على الاقل بعضهم سيكونون آخر من يدفع الثمن، مثل بن غفير نفسه، الجنرال من ورق، الذي يوزع السلاح على الجمهور ويريد حرب كبيرة فيها هو لن يأخذ أي دور بالطبع. بن غفير الـ “مسخرة”.