ترجمات عبرية

هآرتس: لماذا اصابت تصريحات سموتريتش المعسكر الديمقراطي بالصدمة؟ 

هآرتس 27/1/2025، جاكي خوريلماذا اصابت تصريحات سموتريتش المعسكر الديمقراطي بالصدمة؟ 

الصدمة والغضب التي اظهرها معسكر الوسط – يسار ردا على اقوال وزير المالية، بتسلئيل سموتريتش، في الأسبوع الماضي عندما قال: “إعادة المخطوفين ليست الهدف الأكثر أهمية”، تثبت الانكار والقمع الذي يمارسه معظم الجمهور في إسرائيل. هذا فيما يتعلق بالسياسة والتكتيك الإسرائيليين، التي بدأت قبل وقت طويل من مذبحة 7 أكتوبر بكل فظائعه.

خلال اكثر من عقد تجاهل الخطاب العام في إسرائيل، بوعي أو بدون وعي، الحاجة الى التوصل الى حل سياسي للنزاع مع الفلسطينيين. اليمين، على رأسه بنيامين نتنياهو، منع أي احتمالية للدفع قدما بمثل هذا الحل. منذ 2009 وحتى الآن ليس فقط أن نية التوصل الى حل سياسي لم تكن على جدول الاعمال، بل على العكس، جميع الجهود كانت للدفع قدما بمشروع الاستيطان في الضفة وتحويل السلطة الفلسطينية الى مقاول تنفيذي للاحتلال. لهذا الغرض تم تركيز خطوات إسرائيل على تخليد الفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، وتسمين حماس بالاموال (الى أن تسنح الفرصة للعودة الى غزة). هذا ليس فقط نتنياهو، بل حكومة التغيير، قصيرة المدة، أيضا لم تضع على جدول الاعمال الحاجة الى الحل السياسي. بل على العكس، هي فعلت كل ما في استطاعتها كي لا “يتم اتهامها”، لا سمح الله، باليسارية.

نتائج الانتخابات الأخيرة، التي هي أيضا نتيجة مباشرة لاحداث عملية “السور الواقي”، وبعد ذلك الهجوم الاجرامي في 7 أكتوبر، أعطت اليمين المتطرف، الذي توج نتنياهو، الفرصة التاريخية لتحقيق “الحلم” القديم: ترانسفير في غزة، وضم وطرد في الضفة الغربية، وتدمير السلطة الفلسطينية اصبح هدف مشروع ويحظى بالشعبية، ميزانيات وقوات كثيرة وجهت لتحقيقه.

هدف آخر، الذي يتحدثون عنه بشكل أقل، هو التضييق على حرية العرب في إسرائيل بواسطة الغاء أحزاب عربية وتربية “عرب جيدون”. هكذا سيتم استكمال المهمة ويتحقق النصر. التضحية بالمخطوفين الـ 59، الذين معظمهم ليسوا على قيد الحياة، تعتبر بالنسبة لليمين ثمن معقول مقابل تحطيم الحلم الوطني الفلسطيني. 

الصدمة والغضب في الوسط – يسار، اذا كان ما زال شيء كهذا، بسبب اقوال سموتريتش، هي أمر غريب. حيث أن الخطة واضحة ومعروفة وهي تجري حسب الخطة الاصلية. ومن يتجاهل ذلك فاما أنه شريك فيها بالصمت، أو أنه ينفيه أو أنه يعيش في وهم، لأنه اذا صمت فسينجح في الصعود الى الحكم. 

يجب الاعتراف بأنه في الساحة الفلسطينية الوضع لا يقل عن ذلك سوء. من يتفاخرون بقيادة الفلسطينيين يوفرون الذرائع لدهورة وضعهم، ويواصلون النضال من اجل حكم فارغ. حماس، بذنبها، وضعت نفسها في ازمة وجودية، وحبست معها مليوني فلسطيني في غزة. السلطة الفلسطينية تتعثر، وعلى رأسها مجموعة من ذوي المصالح، الذين ليست لهم أي قدرة على التأثير في أي شيء. محمود عباس، رئيس السلطة، يعرف ذلك. واليأس والضائقة التي يشعر بهما عند رؤية تحطم الامل الذي يبحث عنه منذ ثلاثين سنة، هي التي جعلته يسمي حماس “أولاد الكلب”، ويطلب منها اطلاق سراح المخطوفين بدون مقابل. 

في إسرائيل بالطبع أحبوا أقواله. فما الذي يحتاجونه اكثر من زعيم فلسطيني يشتم حماس ويطالبها باطلاق سراح المخطوفين بدون مقابل. اقواله المتكررة هذه منذ ثلاثين سنة عن المظالم التي ترتكبها اسرائيل في قطاع غزة وفي الضفة، والحاجة الى مبادرة سياسية تعطي الفلسطينيين بصيص أمل، معظم الإسرائيليين لا يهتمون بها. فقد تبين أن الامل الذي علقه على معسكر السلام الديمقراطي في إسرائيل وعلى المجتمع الدولي، لم يكن إلا أمل فارغ. هم يمكنهم توفير فقط الشعارات والتعاطف، التي هي مثل حبة الاكامول للمرض الخبيث الذي اسمه احتلال. 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى