ترجمات عبرية

هآرتس: للتذكير فقط، الرئيس ترامب فرض اتفاق وقف اطلاق النار بدون تدمير حركة حماس

هآرتس 31/12/2025، يوسي فيرتر: للتذكير فقط، الرئيس ترامب فرض اتفاق وقف اطلاق النار بدون تدمير حركة حماس

          من غير الواضح ما الذي كان دونالد ترامب يسعى الى تحقيقه قبل ترك باب قصره الفاخر من اجل استقبال رئيس الحكومة الاسرائيلية. مهما كان هذا الهدف فقد نجح في ذلك. ان سلسلة التصريحات الوهمية والعبثية والمختلقة التي اصدرها الرئيس الامريكي بسرعة كبيرة، وهو يقف بجانب نتنياهو، قبل اللقاء وبعده، كانت مبالغ فيها حتى بالنسبة له هو نفسه: “أنا تحدثت مع رئيس الدولة. وقد قال انه (العفو) قادم”؛ “لقد تم اطلاق سراح كل الرهائن في فترة حكمي”؛ هناك 59 دولة ستقضي عليها (حماس)؛ الذروة بدون شك هي “لولا وجوده (نتنياهو) لكانت اسرائيل قد دمرت”.

نحن سنستعرض هذه التصريحات واحد تلو الآخر.

ترامب لم يتحدث مع هرتسوغ. وفي كل الحالات لم يتم ابلاغه بأن “العفو قادم”. وبشكل غير مالوف سارع مكتب رئيس الدولة الى اصدار نفي قاطع لهذا التصريح. اضافة الى ذلك: تم توقيع اول صفقة للرهائن، التي تم فيها اطلاق سراح 105 مخطوف من الاسرائيليين والاجانب في تشرين الثاني 2024، أي قبل سنة على انتخاب ترامب. هذا لم يمنع نتنياهو الذي تعود على افشال الصفقات والذي ضغط عليه الرئيس ترامب بشدة من السماح باستكمال الصفقة الاخيرة، بتفاخر:  لقد كان هناك 255 وبقي واحد!”. اضافة الى ذلك: لا توجد دولة تهتم أو تنوي القضاء على حماس  باستثناء اسرائيل. بالطبع: في عهد رئيس الوزراء الفاشل قتل وذبح 1200 شخص في غلاف غزة خلال ثماني ساعات، وتم اختطاف 255 اسرائيلي. لو ان حزب الله هاجم من الشمال لكانت مناطق واسعة احتلت هناك، هذا اذا لم يكن اكثر. ولكن حزب الله لم يهاجم، وهذا ليس بفضل نتنياهو.

الحقائق لم تكن في أي يوم عائقا امام الرئيس الامريكي. فهو يصنع الحقائق اثناء حديثه. وقد تبنى نتنياهو هذه الميزة في السنوات الاخيرة، وهي مناسبة له تماما. فبعد ايام واسابيع صعبة، مع استمرار قضية قطر غيت وتعثر قانون الاعفاء المكروه وفشل لجنة الطمس، فان الائتلاف ما زال يخسر 16 – 17 مقعد في الاستطلاعات. والاكثر اهمية من ذلك هو أنه يتورط اكثر في التحقيقات المضادة، ولقاءاته العلنية مع الرئيس الامريكي ساعدته.

لكن خلافا لبابا نويل، الذي فقط يعطي ولا يطلب أي مقابل، فانه يوجد ثمن لهدايا ترامب يجب دفعه. الثناء والمديح له ثمن. ترامب يريد قطر وتركيا في قطاع غزة، على بعد مسافة بضعة كيلومترات عن حدود اسرائيل. “هذا سيكون على ما يرام” (مع بيع طائرات اف35 لتركيا – الكاتب)، قال الرئيس لنتنياهو بازدراء، وهدأه بقوله: “لن يستخدموا الطائرات ضدك”، نحن نأمل ذلك. قبل بضعة ايام وصفت صحيفة مقربة من اردوغان اسرائيل بأنها التهديد الاول لامن تركيا، التي يصف زعيمها رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو بأنه “اسوأ من هتلر”.

هذا لا يمنع ترامب من مدح والثناء على الرئيس التركي. فكلما مال الزعماء الاجانب نحو الجانب المستبد ازداد اعجاب الرئيس الامريكي بهم. لا شك انه معجب بنتنياهو، لكن لا يجب نسيان ان هذا الرئيس بالذات هو الذي اجبر رئيس الحكومة الاسرائيلية على التوقيع على وقف اطلاق النار والانسحاب الجزئي بدون تدمير حماس، الامر الذي يعزز سيطرتها في القطاع؛ وهو نفسه الذي اجبر نتنياهو على الاعتذار علنا لرئيس الوزراء القطري عن الهجوم المتهور في الدوحة؛ وهو ايضا الذي ضمّن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في خطته التي تتكون من 20 نقطة، التي اجبر نتنياهو على تبنيها.

نتنياهو لم يات بدون احضار هدية خاصة للرئيس: مكالمة هاتفية مفاجئة من وزير التعليم يوآف كيش، الذي ابلغ ترامب عن منح اول جائزة اسرائيلية من نوعها لمواطن اجنبي، وذلك “تقديرا لوقوفه الواضح الى جانب الشعب اليهودي وتعزيز أمن اسرائيل ومكانتها”.

من اجل ذلك تم تعديل قواعد الجائزة بشكل خاص، ولم تعد تقتصر على الاسرائيليين الرواد فقط، بل هي تشمل ايضا الشخصيات الاجنبية التي يرغب رئيس الوزراء في تكريمها. ترامب يستحق هذا الاحترام والتقدير على المساعدات الامنية ومهاجمة المنشآت النووية في ايران (حيث اعطى اسرائيل أمس نوع من التفويض لشن هجوم آخر، سواء ضد الصواريخ البالستية أو ضد المنشآت النووية)، خاصة بسبب اجبار نتنياهو على الموافقة على وقف اطلاق النار في تشرين الاول واطلاق سراح 20 مخطوف ومعظم القتلى. في ظل هذه الظروف فان جائزة اسرائيل لا تبدو مبالغ فيها، رغم وجود زعماء آخرين تبرعوا وشاركوا وتطوعوا – آخرهم جو بايدن الذي حصل بدلا من التقدير على التشهير.

يوجد لقرار منح الجائزة دافع خفي. فقد صرح ترامب بانه سيفحص امكانية زيارة اسرائيل في عيد الاستقلال من اجل تسلم الجائزة. هذا سيكون احتفال ضخم، سيستغله نتنياهو بدرجة كبيرة قبل بضعة اشهر على الانتخابات.

في نهاية المطاف نتنياهو وترامب من نفس الطينة. كلاهما كاذبان مزمنان، مليئين بالازدراء والكراهية للمؤسسات الديمقراطية والدولة والمعايير الحكومية والمنظومة القانونية. بالمناسبة، حتى الآن لم ير رئيس الوزراء أي حاجة الى التنصل من تصريحات الوزير بتسلئيل سموتريتش المتكررة التي طالب فيها بالاطاحة برئيس المحكمة العليا اسحق عميت. واذا تمكن المراسلون الاسرائيليون الذين يحتقرهم ويستبعدهم خلال هذه الزيارة ايضا من تمرير سؤال خلسة، فسيقول بأنه لم يسمع هذه التصريحات.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى