ترجمات عبرية

هآرتس: لستُ يهودياً، فهذه مجرد رابطة قبَليّة صُدفيّة

هآرتس 14-11-2022م، بقلم: روغل ألفر : لستُ يهودياً، فهذه مجرد رابطة قبَليّة صُدفيّة

المرة الأخيرة التي شعرت فيها بأنني يهودي عندما شاهدت قبل سنتين تقريباً حلقة من “ساينفيلد”، وصادفت مرة أخرى شخصية العم ليو. هو يبدو بصورة عامة مثل أحد أبناء عائلتي من نيويورك. وعندما يقول بصورة احتفالية “هالو” وذراعاه ممدودتان على طولهما تعبيراً عن السعادة المبالغ فيها والدرامية، فإنه يذكرني بعمّة لي، هكذا بالضبط اعتادت أن تقول مرحباً.

أشعر بحميمية فورية تجاه العم ليو. وعندما يبجل ويعظم إنجازات نجله جفري بصورة قسرية، ويعتبر حياته المتواضعة والرمادية قصة نجاح ملهمة وتثير الإعجاب والحسد، يذكرني بعمّة أخرى تعودت على التحدث عن ابنها الفاشل بالضبط هكذا. توجد لي نظرة مشابهة لوالد لاري ديفيد في “اهدأ”. ولكن مثل لاري ديفيد نفسه وساينفيلد وأيضاً وودي ألن، الثلاثة يهود من نيويورك، بهذا تبدأ وتنتهي هويتي اليهودية. كان لي عمّة قالت طوال الوقت “فك يو”، بالضبط مثلما تقول سوزي لـ لاري. يكفي هذا من أجل أن أعتبر نفسي “يهودياً”.

يجب التأكيد: لا أتنكر لأي شيء. أنا ببساطة جئت من خلفية ليبرالية، مثقفة وعالمية. أصلي عرقي، ولديّ مجموعة صفات شخصية وعادات لا تتعالى على مستوى الفولكلور، ببساطة لا يرهقني ذلك. أن أشتم بالإيديش، هذا ليس هوية داخلية عميقة. هويتي اليهودية ليست أكثر من انتماء عشائري صدفي، عشوائي، جاء ثمرة ظروف بيوغرافية لم أقم أنا باختيارها، وبقي سطحياً وغير ملزم. هو جزء غير مهم بشكل خاص من نسيج ضخم من مصادر التأثير التي شكلتني.

نمط حياتي غير يهودي. الأعياد اليهودية يوجد لها معنى عائلي فقط بالنسبة لي، ليس لها معنى ديني أو اجتماعي أو تاريخي أو عشائري. لا أحتفل بعيد الفصح أو رأس السنة لكوني من نسل شعب عريق، أو نقطة وصل مع أجدادي، ولا أتذكر الكارثة أو انتفاضات اليهود في إسرائيل. غير مهم لي أن أحتفل بهذه الأعياد فهي لا توجد لها أي قيمة رمزية في حياتي. لن أقول في أي يوم “شبات شالوم”، فقط أحياناً أكرر هذا بصوت منخفض لرفع العتب، لسائق سيارة هنأني بذلك. هذا يدل بالأساس على أنني مؤدب ولستُ يهودياً. أيضاً لم أعلّم أولادي ليكونوا يهوداً. لا توجد للثقافة اليهودية أي أفضلية عندي. إنجازات اليهود في أرجاء العالم لا تثير لدي أي تماهٍ ولا تبعث بي التفاخر الوطني. إذا قمت بتنفيذ وصية يهودية معينة (مثلاً حتى الآن لم أقل) فهذا فقط بالصدفة. الإيمان بالإله اليهودي يثير الشفقة في نظري (مثل الإيمان بأي إله آخر). في الخارج لم أعد أشعر بأنني في بيتي عندما أكون في كنيس. ولا أبحث عن الاقتراب من اليهود. التاريخ اليهودي المحلي لم يهمني بشكل خاص في أي وقت.

توجد لي هوية عبرية عميقة، مغروسة بعلاقتي العميقة مع اللغة العبرية. أنا مواطن إسرائيلي أشعر باغتراب قوي تجاه معظم الإسرائيليين. من أجل النقاش في الهوية اليهودية في السياق الإسرائيلي، أرغب في أن أعلن بأنني لستُ يهودياً. عندما أسمع مفهوم “دولة يهودية” على الفور أشعر بالاختناق. جنسيتي إسرائيلية، هويتي موضوع معقد جداً، خاص، متعرج، ديناميكي، مليء بالتناقضات التي يمكن التخلص منها، ولا يمكن تعريفها بكلمة واحدة. هل الحكومة الجديدة ستحاول تعميق هويتي اليهودية؟ كما تقول سوزي لـ لاري: “فك يو”.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى