هآرتس: لتسويق وقف اطلاق النار، نتنياهو أكد على استخفافه بالجنود والمخطوفين في غزة
هآرتس 27/11/2024، يوسي فيرتر: لتسويق وقف اطلاق النار، نتنياهو أكد على استخفافه بالجنود والمخطوفين في غزة
بأي سهولة وبأي سرعة وتصميم، تقريبا بدون أن يرف له جفن، ينهي بها نتنياهو الحرب في لبنان، وبأي تصميم واستخفاف وانغلاق يرفض اخراج الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة. شهران من العمليات البرية في لبنان مع انجازات عسكرية تكتيكية مهمة كانت تكفيه من اجل الاعلان أمس بأنه تم تحقيق الاهداف. ولكن 13 شهر من العمليات البرية في القطاع مع انجازات اكثر اهمية لا تكفيه لانهاء الحرب والانتشار كما هو مطلوب على الحدود الدولية والحفاظ على حرية العمل والاحباط – في المقام الاول اعادة المخطوفين.
القراء مدعوون الى أن يأخذوا خطاب “أنا، أنا وأنا” المتبجح الذي القاه، واستبدال كلمة “حزب الله” بـ “حماس”، وانظروا الى العجيب: الامور تسري ايضا بالضبط بنفس الدرجة. فقط النية الحسنة والانسانية هي الناقصة.
الانسحاب بالتدريج من لبنان لا يعرض حكومته للخطر، أو تقريب الانتخابات أو تسريع المحاكمة – كما يبدو حتى يمكن الذهاب ضد “القاعدة” (اصلا لا توجد انتخابات في السنة القادمة). صحيح أن دعم الجمهور حسب الاستطلاعات حول قضية انهاء الحرب في غزة وصفقة التبادل هو تقريبا صورة مشابهة لقضية الشمال حول وقف اطلاق النار، التي معظم الجمهور لا يصدقها.
نتنياهو اضطر الى تسويق وقف اطلاق النار مع الادراك بأنه يجب أن لا تكون محلل عسكري أو حتى شاويش في الجيش كي تعرف بأي ضوء سخيف هو يطرح بقاءها عالقين في غزة. “الحرب (في الشمال) لن تنتهي الى حين تحقيق كل الاهداف واعادة سكان الشمال الى بيوتهم”. أمس قال “هذا سيحدث بالضبط كما حدث في الجنوب”. لماذا اذا في الجنوب ما تزال الحرب مستمرة؟ الجواب هو أن الحرب في الجنوب استهدفت الاستمرار قبل وبعد الحرب في الشمال، لا سيما عندما يكون نتنياهو منشغل باعادة استنساخ آخر للتاريخ و”حرب النهضة” له، هذا كان واضح جدا أمس.
نتنياهو وصف نفسه بأنه جندي شجاع قاد الجيش خلفه الى داخل لبنان وقام بتصفية حسن نصر الله. الحقيقة هي أن نتنياهو كان ينوي مواصلة السماح للجبهة الشمالية بأن تدار لفترة اطول بنفس الطريقة كما كان قبل شهرين: قصف من الجو، حدود فارغة من السكان، منطقة كاملة منهارة اقتصاديا واجتماعيا. حادثة البيجرات التي لم يخطط لها هو نفسه، جرت وراءها عدة احداث ثبتت القصور الشخصي بمجرد حدوثها. من اللحظة التي بدأت فيها العملية البرية فان نتنياهو عمل طوال الوقت (كما يجب) كي يجد ثغرة الخروج الاقرب، خلافا لغزة. مرة اخرى شاهدنا أمس مذيع الاخبار في ابهى صوره أو اسوأها، هذا يتعلق بالمشاهد، وهو يتحدث كثيرا عن “الساحات السبع”، وبعد ذلك يصل الى لبنان من خلال العودة الى الوعد الفارغ لاطلاق سراح جميع المخطوفين. على الاقل الآن هو لن يعد بـ “ضغط عسكري شديد” لاعادتهم.
أي رئيس حكومة تولى منصبه هنا، الذي تهمه حياة الانسان وقلبه غير مصنوع من الحجارة ولديه عمود فقري، كان سيتصرف بشكل مختلف ويخرج من غزة. نتنياهو يستمر في الكذب والتضليل والتنكيل بعائلات المخطوفين المحطمة، وهو يضع على صدره وبدون خجل الاشارة الصفراء، وفي نفس الوقت يفشل بشكل اجرامي ما تمثله هذه الاشارة.
وسائل الاعلام نشرت أمس مرة تلو الاخرى خطاب نتنياهو، عندما انتهت حرب لبنان الثانية في 2006، الذي اشار فيه الى نقاط الضعف والنقاط الاشكالية. بيبي المعارض كان سيجد الذرائع لرئيس الحكومة نتنياهو. ولم يكن ينقصه ما يطرحه. يكفي النظر الى الثقوب في الاتفاق، ووفقا لذلك تأتي عدم ثقة سكان الشمال: لا توجد منطقة عازلة التي طالبوا بها في كل مناسبة؛ التنفيذ ملقى على مسؤولية الجيش اللبناني وقوة اليونفيل، بمعان كثيرة ما كان هو ما سيكون.
أنا اغلق جبهة لبنان، هكذا برر نتنياهو، لأنني اريد التركيز على جبهة ايران. أي ولد كان يمكنه التنبؤ بأنه سيقول ذلك. دائما ستكون لديه ايران. ومن جهة اخرى فانه فقط في منتهى السبت استخدم بتصريح مسجل، بنفس المدة كما كان أمس، تم تكريسه للجبهة الثامنة: الشباك والجيش والشرطة الذين يحققون في قضية فيلدشتاين واوريخ واينهورن. ربما انهاء الحرب في لبنان استهدف تفرغ رئيس الحكومة لهذه الجبهة.
في نهاية المطاف ايضا هذا القرار هو قرار سياسي اكثر مما هو سياساتي أو أمني. مع القليل من اعتماده السياسي على المقرضين بفائدة قليلة، بن غفير وسموتريتش، فان نتنياهو اشتاق الى الانسحاب من لبنان حتى يتمكن من اضاعة وقت وحياة الجنود في الجنوب والتخلي عن المخطوفين بشكل متعمد.
وقف اطلاق النار في لبنان هو ببساطة نتيجة الاتفاق الاساسي الذي فرض عليه من قبل شركائه في اليمين المتطرف المسيحاني: أنت لن تخرج من غزة ونحن لن نوصلك الى الانتخابات. هذا امر فظيع.
مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook