ترجمات عبرية

هآرتس – لا يوجد مستقبل

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 17/3/2021

أكدت سنة الكورونا الاولى قسما من اخفاقات جهاز التعليم في اسرائيل: تعليم غير ذي صلة بالواقع المتغير في وتيرة سريعة؛ بنى تحتية متخلفة – من المدارس نفسها وحتى آخر الالواح الالكترونية اللازمة للتعليم عن بعد. تنظيم مركزي، ينزل من فوق عقدة من التعليمات، احيانا متضاربة، ويقمع مبادرات التعليم من الميدان.

هذه الاخفاقات ليست مثابة مفاجأة، بل نتيجة واجبة لـ “انعدام” سياسة مستمرة دون عراقيل لسنوات طويلة، كما يوضح تقرير مراقب الدولة الذي نشر أول أمس. محظور الوقوع في الخطأ في فهم الرسالة التي تصدر عن التقرير: المدارس لا تعد تلاميذها للمستقبل.

فصل مركزي في التقرير يركز على تكييف جهاز التعليم مع القرن الـ 21 وباكساب الخبرات اللازمة للتلاميذ للاندماج في سوق العمل المتغيرة. وتركز النقد على التعليم في صفوف الاعدادي والمستوى العالي –في فترة ما قبل الكورونا. وفي اوساط باحثي التعليم وخبراء سوق العمل في المستقبل يوجد اجماع حول الخبرات اللازمة. وهذه تتضمن ضمن امور اخرى التفكير النقدي، القدرة على حل المشاكل، التعليم الذاتي، التعاون، الابداع وغيرها.

لكل هذه من الصعب أن نجد ذكرا في عمل وزارة التعليم، وليس فقط بسبب المعارضة المبدئية لكل ما من شأنه أن يعد كتفكير نقدي  – كما تشهد جيدا  الدروس في التاريخ، التربية الوطنية ومواضيع اخرى شطبت منها كل معضلة. بدلا من تطوير الفضول وحكم المعرفة والقدرة على تحليل الواقع عبر عدة زوايا نظر في اوساط التلاميذ، تجادلوا في وزارة التعليم حول انواع الخبرات التي ينبغي مطالبة التلاميذ بها: وثائق السياسة من السنوات الاخيرة تعنى بليس اقل من 57 خبرة مختلفة. في كل الاحوال لم تترجم اي وثيقة كهذه الى خطة تنفيذية يمكن تطبيقها في المدارس.

حسب المراقب، فان نحو نصف المناهج التعليمية لصفوف الاعدادي اقرت قبل اكثر من عقد ولم يتم تحديثها منذئذ، واصلاحات “التعليم  ذي المغزى” لوزير التعليم الاسبق شاي بيرون، لم يفحص ابدا، بل اهمل في صالح تشديدات اخرى، مختلفة جوهريا، من الوزير نفتالي بينيت. في غياب رؤيا جديدة، فان واقع الحياة باعث على الاكتئاب: عجيب ان نحو 40 في المئة فقط من تلاميذ الثانوي يعتقدون ان المدرسة لا تؤهلهم للحياة ولا تعطيهم الادوات التي تساعدهم على الانخراط في عالم العمل. تعبير آخر عن الهروب من المستقبل هو خطة  رفع مستوى البنى التحتية، والتي في اطارها لم يترمم الا نحو 1.5 في المئة من الصفوف (في ظل تفضيل البلدات الميسورة).

ان الانجازات الهزيلة في امتحانات البجروت وفي الاختبارات الدولية توضح بان قسما كبيرا من التلاميذ في اسرائيل ينهون 12 سنة تعليم دون مؤهلات ضرورية. وسنشعر بهذه النتائج جيدا في السنوات القريبة القادمة. توجد حاجة لاصلاح عام في جهاز التعليم يكيفه مع تحديات القرن الـ 21.

******

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى