ترجمات عبرية

هآرتس: لا توجد دولة يتساءل سكانها عما إذا كانت ستستمر في الوجود بعد 76 عاما

هآرتس 10-5-2024، يوسي كلاين: لا توجد دولة يتساءل سكانها عما إذا كانت ستستمر في الوجود بعد 76 عاما

أي عيد استقلال نحتفل فيه؟ التحرر من الطاغية البريطاني، المحتل الذي أقام هنا بنية تحتية للمواصلات والقضاء والشرطة والجيش.

نحن نحتفل باليوم الذي فيه قبل 76 سنة تحررنا من العسكري الذي في ثلاثين سنة من الاحتلال المتوحش أقام شركة كهرباء وميناء حيفا ومطار اللد.

من غير السهل هدم مبنى قديم، لكن هذا ممكن. ما تم بناؤه في 76 سنة يمكن هدمه في أقل من سنة. ليس مرة واحدة، طابقاً تلو آخر، جزءا تلو آخر، مخطوفاً تلو آخر.

نحن نقوم بتدمير الدولة التي أقمناها بالإكراه. الكارثة أجبرتنا على ذلك، وليس الوعد الإلهي لإبراهيم أو نبوءة هرتسل.

الآن بعد 76 سنة ما زلنا نتساءل إذا ما كنا سنكون هنا في السنة القادمة. نحن ظاهرة: لا توجد دولة في العالم، التي بعد 76 سنة على استقلالها يتساءل مواطنوها إذا كانت هي نفسها ستبقى قائمة.

لقد قمنا ببناء بيت فاخر بمواد سيئة. التشققات انكشفت. الجدران تهتز. مياه المجاري تدفقت. البناء لم يكن سهلا. الجيران سيئون وعمال البناء ليست لديهم خبرة.

الكتلة المهتزة، الشعب اليهودي، لم ننجح في إدخالها إلى إطار “دولة ديمقراطية”.

نحن قمنا بإقامة دولة بروحية المدن التي جاء منها آباؤنا. مع التسهيلات للمقربين والغمز للقضاة والنقاشات حول مراتب الشرف.

قرارات سيئة تم اتخاذها بتسرع مثل قرار عدم تجنيد الحريديين من أجل “الحفاظ على الجمرة”.

هذه الجمرة تطورت وتضخمت وأصبحت وحشاً. في حينه تم الحديث عن 400 من طلاب المدارس الدينية، الآن يوجد 145 ألف طالب ديني.

هرتسل كتب: “لن نسمح لرجال الدين برفع الرأس. نحن سنعرف كيفية حصرهم في الكنس”. هرتسل أخطأ، هم رفعوا رؤوسهم.

لقد اندفعوا مثل المارد من القمقم نحو كل مجالات الحياة. في أقسام الولادة وحتى المقابر. الدولة التي هي منظمة وفيها قواعد وقوانين، قاموا بإلباسها القبعة والأهداب وجعلوها يهودية. وقد اخترعوا ديناً له دولة، ديناً في ظله مسموح قتل الفلسطينيين وسرقة أراضيهم وقطعانهم. بدلاً من القومية الإسرائيلية حصلنا على القبلية اليهودية.

نحن عدنا لنكون قبيلتين. قبيلة تؤمن بالوعد الإلهي لإبراهيم، وقبيلة ترفض ذلك وتؤمن بالحرية والعدل والسلام والمساواة في الحقوق مثلما هو مكتوب في وثيقة الاستقلال.

هاتان الرؤيتان لا تلتقيان. لا يوجد حوار. وثيقة الاستقلال تم رميها في القمامة. محاولة ربط القبيلتين فشلت. القبائل تتناقش، لكن هذا ليس نقاشاً بين آراء، بل بين مواطنين يدافعون عن أنفسهم وبين عملاء أجانب مصممين.

يجب ألا تضللكم القبعة الكبيرة واللحية الخفيفة. بن غفير وسموتريتش هما عميلان لأيديولوجيا غريبة.

هدفهما هو السيطرة على البلاد وسن دستور لا يكشفان عن مضمونه. هما يعملان بطريقة العملاء الأجانب نفسها: التسلل إلى الحكومة والشرطة والجيش وزرع الدمار والكراهية. الفوضى تخدمهما والحرب الإقليمية هي قمة أحلامهما.

هما لا ينتميان إلى هنا، أو للشرق الأوسط، أيضاً نحن لسنا كذلك.

نحن أيضاً، مهما كنا متنورين فإننا لا نريد أن نكون متماهين كأبناء هذه المنطقة.

نحن في الشرق وقلوبنا في الغرب. جميعنا أوروبيون لطيفون. لا نريد السلام، نريد أوروبا. نريد الأورفزيون. نريد إقامة برلين جديدة هنا.

نحن سائحون في بلادنا. لا نندمج. مترفعون (هناك أيضاً من يسمون أنفسهم “ليطائيين”). نعرف خمس شتائم باللغة العربية، ومن يعرف أكثر من ذلك يضع وسام نجمة داود بحجم أذن الفيل كي لا يطلقوا النار عليه.

يوم عيد ميلاد الدولة يلخص إنجازات كل حياتها. في هذا اليوم تعد الدولة السليمة مواطنيها بفعل كل شيء كي يكون مستقبلهم أفضل.

أي مستقبل ينتظرنا هنا؟ رئيس الحكومة في “يد واسم” كان لديه الجواب: “كارثة 2”.

أو حسب أقوال حانوخ ليفين: “دون أي أمل ستستمرون في العيش/ كلمتي ليست كلمة/ إذا قلت إنكم ستستمرون في العيش/ عندها كم وبحق ستستمرون في العيش/ لكن لا تسألوا من أجل ماذا”.

في هذه الأثناء هو يقوم بإرسال أبنائنا (ليس أبناءه)، إلى رفح من أجل كرامته وترسيخ حكمه، لا يوجد أي ضابط يرفض ولا يوجد أي محلل يثور.

76 سنة حاربنا فيها وقُتلنا من أجل الوصول إلى هذه اللحظة. انظروا إلى أين وصلنا.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى