هآرتس: لا تقولوا مرة اخرى بأنه لم يكن هناك خيار
هآرتس 14/4/2024، بقلم: جدعون ليفي: لا تقولوا مرة اخرى بأنه لم يكن هناك خيار
الجنرال محمد رضا زاهدي تمت تصفيته في 1 نيسان في السفارة الايرانية في دمشق. بعد مرور اسبوعين فان اسرائيل تعيش وضع من الخوف المرعب مما سيأتي. اذا كان يمكن الحكم حسب التحذيرات الامريكية فان هجوم ايران في الطريق، وربما سيأتي حتى في الفترة بين كتابة هذه السطور ونشرها. بعد بضعة ايام من التأثر المثالي من قدرة التصفية المدهشة في دمشق، ما هذه العبقرية الاستخبارية والتسليح الدقيق، فان زمن دفع الثمن يقترب، هذه المرة يمكن أن يكون ثمن يصعب تحمله. على أي حال هو لن يكون مساو للتصفية التي ربما كانت مبررة، لكن مثل كل التصفيات التي نفذتها اسرائيل، هي تصفية زائدة ولا جدوى لها، وهذه المرة كما يبدو خطيرة.
زاهدي كان عسكري والمس به استهدف، مثل كل تصفيات اسرائيل، ارسال رسالة ردع والمس بالقدرة العسكرية للطرف الثاني، ايران في هذه الحالة. هل هناك في الجيش الاسرائيلي ضابط واحد ووحيد اذا تمت تصفيته فسيتم اضعاف القدرة العسكرية لاسرائيل بشكل كبير؟ لا يوجد ولن يكون مثل هذا الضباط. فلماذا في كل مرة نحن نميل الى التصديق بأنه يوجد اشخاص كهؤلاء في حماس أو في حزب الله أو في ايران، الذين لو تم قتلهم فان وضعنا الامني سيتحسن؟ زاهدي تمت تصفيته لأن ذلك كان ممكنا وسنحت الفرصة. وعندما تسنح الفرصة فان لا أحد في القيادة الامنية العليا سيصمد في أي وقت امام اغراء القيام بعملية جيمس بوند لامعة. وماذا سيحدث في اليوم التالي؟ تكفي حقيقة أنه حتى الآن لم يحدث أي شيء في أي يوم. نحن قمنا بالتصفية ولم ندفع الثمن. اسرائيل استفزت في السنوات الاخيرة ايران بدون توقف، في لبنان وفي سوريا وعلى الاراضي الايرانية، ولم تدفع أي ثمن. من الغباء الاعتقاد بأنه لا توجد مرحلة لن ينقطع فيها الحبل الذي شدته. هذه اللحظة ربما تكون قد حانت.
حتى محلل عسكري رزين ومنضبط مثل عاموس هرئيل كتب قبل بضعة ايام في صحيفة “هآرتس” بأن قتل زاهدي وقتل ابناء اسماعيل هنية، تم دون التفكير مسبقا بالعواقب. وقال هرئيل بأنه من الواضح أنهم في اسرائيل لم يناقشوا عواقب التصفية. الامر يحتاج الى قدر كبير جدا من الغطرسة من اجل الاعتقاد بأن ايران لن ترد على هذه الاستفزازات.
من يقوم بمقامرة خطيرة بهذا القدر، مثل تصفية قائد قوة القدس في سوريا، دون مناقشة مسبقا التداعيات، هو شخص خطير وعديم المسؤولية، وثمن افعاله سندفعها جميعنا. عاموس هرئيل قال إن التصفية في دمشق تم تنفيذها في اعقاب ضغط من المستوى العملياتي واستجابة للمستوى السياسي، الذي صادق وبالطبع هو الذي يتحمل كل المسؤولية والذنب عن النتائج، بنيامين نتنياهو اذا اردنا أن نكون صريحين.
يجب أن نكون واضحين. اذا اندلعت في هذا الاسبوع الحرب مع ايران أو اذا تمت مهاجمة اسرائيل بشكل شديد على يد ايران، فان المسؤولية ستقع على من صادق على عملية التصفية في دمشق. هذه هي التصفية الثانية لايرانيين منذ اندلاع الحرب. فيما يتعلق بايران لا توجد اسئلة بخصوص الاخلاق أو العدالة. توجد فقط اسئلة للتبصر. استفزاز ايران في هذا الوقت، الذي فيه الجيش الاسرائيلي يوجد في غزة وينزف والمنطقة الشمالية مشتعلة والضفة الغربية تهدد بالانضمام، فان هذه عملية خطيرة لا يمكن تجاوزها والمرور عليها مر الكرام. هذا كان واضحا في يوم عملية التصفية، في الوقت الذي غمز فيه الجميع بعضهم البعض ويعربون عن الاعجاب، وهو ما اصبح واضح بشكل مضاعف الآن، وهم على شفا هجوم من ايران. حتى بعد ذلك يصعب التصديق بأن اسرائيل ستبدأ تتصرف بضبط للنفس وبعقلانية: الضربة المضادة ستأتي على الفور. وها نحن في خضم حرب مع أقوى وأخطر عدو ظهر ضدنا على الاطلاق. هل هذا ما اراده من خططوا عملية الاغتيال في دمشق؟ من اصدروا التعليمات ونفذوها؟ هل هذا ما نريده نحن الاسرائيليون؟ هل هذا ما ينقصنا الآن؟ حرب مع ايران؟.
فقط لا تقولوا مرة اخرى بأنه لم يكن هناك أي خيار. هذا الخيار كان موجود وهو عدم القيام بالتصفية. حتى لو كان يستحق التصفية، وحتى لو كان مسموح فعل ذلك وممكن، فان من ارسل من نفذوا عملية التصفية ارسل اسرائيل الى خطر الحرب مع ايران.