ترجمات عبرية

هآرتس: لا تصدقوا هرتسي هليفي، نحن غير مستعدين لحرب في لبنان

هآرتس 6/6/2024، اوري مسغاف: لا تصدقوا هرتسي هليفي، نحن غير مستعدين لحرب في لبنان

في يوم الثلاثاء سافرت الى منطقة الشمال التي يتم قصفها والمشتعلة، عندما اعلن رئيس الاركان هرتسي هليفي: “اسرائيل تقترب من النقطة التي سيكون عليها فيها اتخاذ قرار. الجيش الاسرائيلي مستعد للانتقال الى الهجوم”. بالصدفة عندما انتظرت في كريات شمونة للالتقاء مع قائد رفيع في المنطقة، فان اللقاء تأجل في اعقاب زيارته بعد بضع دقائق اهتزت السيارة بسبب انفجارين كبيرين. عندما سافرت في شارع 90 نحو مخيم اللاجئين الرمزي الذي اقامه سكان الجليل اليائسين على مفترق عميعاد، الدخان غطى السماء بسبب القصف الدقيق لحزب الله لجبل ميرون. 

أنا لست رئيس الاركان، فقط أنا ضابط صغير في الاحتياط، مواطني ومراسل. ولكني أتوسل للاسرائيليين وأقول لهم: “لا تصدقوا هرتسي هليفي، هو يعيش في الخيال، اطلبوا رأي آخر. الجيش الاسرائيلي ودولة اسرائيل غير مستعدين لحرب رسمية في لبنان، التي ستتسبب بدمار كبير في الجليل، وستجر هجمات الصواريخ والمسيرات الى حيفا وغوش دان. 

لنبدأ بالجيش. الميزة الوحيدة لنا، نحن المراسلون، على رئيس الاركان هي أننا نتحدث مع الجميع: جنود الاحتياط، زوجات جنود الاحتياط، آباء وأمهات مقاتلون في الميدان، ضباط كبار تسرحوا من الخدمة الدائمة لكنهم ما زالوا يتطلعون على المعلومات ومرتبطين بالواقع.

بناء على ذلك أنا اخاطر واقول بأن الجيش الاسرائيلي غير مستعد وبحق لحرب اخرى. بعد ثمانية اشهر على القتال في غزة والاستعداد والضربات في الشمال فان موارده استنفدت تماما، مئات الجنود قتلوا، آلاف أصيبوا جسديا ونفسيا، المنظومة الداعمة للقتال منهكة ومتآكلة، توجد مشكلة دافعية واضحة في اوساط جنود الاحتياط، ومنذ استئناف العملية في قطاع غزة ايضا هذا سائد في اوساط جنود الخدمة النظامية. ويوجد ايضا نقص في الذخيرة والمعدات.

منذ ثمانية اشهر يقولون لسكان المنطقة الشمالية التي يتم قصفها بأنه يجب عليهم خفض الرأس لأن الجيش منشغل في غزة. الجيش في الوضع الحالي واهليته الحالية غير مبني للقتال في جبهتين. هذا حتى بدون حساب تدخل الحوثيين في اليمن والمليشيات المؤيدة لايران في العراق، وحتى في الاردن، والاشتعال في الضفة الغربية.

لا يوجد ايضا للجيش الاسرائيلي أي رد حاسم على المسيرات المتفجرة وعلى الصواريخ، أو على خطر الحرائق، الذي لم يكن الامر يحتاج الى قدرة استخبارية كبيرة من اجل توقعه. قبل شهر قمت بزيارة صديق لي في اييلت هشاحر. “انتظر لحظة الى أن تتحول الحقول والحدائق من اللون الاخضر الى اللون الاصفر”، قال لي. “كل اطلاق سيصبح حريق. نحن بحاجة هنا الى سيارات الاطفاء والى طائرات الاطفاء اكثر من فرق الطواريء”. هل ما يفهمه كل ابن كيبوتس في منطقة سهل الحولة الحكومة وهيئة الاركان غير قادرة على فهمه؟. هليفي اطلق تصريحه في معسكر غيبور. وفي اليوم التالي تسلل الى هناك في الصباح الباكر بشكل غير معتاد نتنياهو ايضا. وقد التقط صورة بجانب الخرائط والى جانبه قادة كبار وقال: “الارض اشتعلت هنا، وايضا في لبنان. نحن مستعدون لعملية كبيرة جدا”. في غيبور سقط في هذا الاسبوع صاروخ من نوع بركان، يحمل نصف طن من المواد المتفجرة. الدمار في القاعدة كان كبير، النوافذ تهشمت، سوبرماركت في كريات شمونة، وصوت الانفجار سمع جيدا في ارجاء القطاع الامني الذي قامت اسرائيل باخلائه والذي توجد فيه فرق الطواريء وبعض السكان، الذين يحافظون على فرع الزراعة، أو فقط لأنهم يئسوا من الحياة الفاخرة في الفنادق، التي وفرتها لهم بسخاء ميري ريغف.

سكان الشمال المحترق لا يعزيهم أن لبنان ايضا يحترق. عندما سيسقط عليهم وعلى الاسرائيليين الآخرين وابل من صواريخ البركان، وعندما تكون مسيرات نتنياهو مختبئة أصلا في حصن فالك. هو سيكون سعيد باندلاع حرب جديدة تبقي غانتس في الحكومة وتؤجل التسوية في غزة والتحقيق في اخفاقات 7 تشرين الاول. حرب لبنان الثالثة ستنزل علينا كارثة ثقيلة، محظور على رئيس الاركان الانجرار اليها. واجبه الاسمى هو الاهتمام بأمن اسرائيل ومواطنيها.

هو محق، نحن وصلنا الى نقطة يجب فيها اتخاذ قرار: وقف الحرب في الجنوب وفي الشمال واعادة المخطوفين، الاحياء والاموات، والتوقف عن التضحية عبثا بالجنود وانقاذ ما تبقى من الدولة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى