ترجمات عبرية

هآرتس / كيف نبدو نحن

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير – 5/9/2018

في أزمنة اخرى كان يمكن لقائمة مطالب اتحاد البث الاوروبي، المسؤول عن  اجراء الايروفزيون ان تستقبل في اسرائيل بعدم اكتراث، كأمر مسلم به. فحسب تقرير شركة الاخبار، يطلب الاتحاد من مرجعية اسرائيلية، ويفضل أن تكون هذه رئيس الوزراء، ان يتعهد بان تمنح في محيط الحدث تأشيرات دخول لاسرائيل دون صلة بالرأي السياسي؛ وان يكون من حق الزوار التجول في الدولة دون صلة بارائهم، دينهم، ان ميولهم الجنسية؛ وان تعطى حرية الصحافة والتعبير التامة لكل المشاركين؛ وان ترفع قيود دينية عن التدريبات في السبت؛ وان تضمن استقلالية تامة لهيئة “كان” في تحرير البث.

ولكن حتى الامر المسلم به اصبح موضع خلاف في اسرائيل 2018، التي تمنع الدخول عمن يتجرأون على اطلاق انتقاد ضدها، وتوقف في الحدود مواطنين اسرائيليين لا تتطابق اراؤهم السياسية مع اراء الحكم. “هذا عار”، قال وزير الامن الداخلي جلعاد اردان في مقابلة مع صوت الجيش امس، “من اين لاتحاد البث الاوروبي الوقاحة في طرح ادعاءات كهذه والمطالبة بخلاف تشريعات الدولة الديمقراطية ان يمنح الدخول الى اسرائيل لشخص ما حتى لو كان يعمل ليل نهار كي يمس بها؟”. ودعى اردان نتنياهو الا يوقع على وثيقة التفاهمات الاساسية هذه حتى بثمن الغاء الايروفزيون في اسرائيل. وقال وزير السياحة يريف لفين لصوت الجيش ان “مطالب اتحاد البث الاوروبي من اسرائيل يجب ان تكون مثل اي دولة اخرى”.

غريب ادعاء حكومة اليمين بالبراءة: فاحدى يديها تشرع قوانين تمس بالطابع الديمقراطي للدولة، والاخرى تضرب الرأس صدمة حين يتعاطى العالم الغربي معها بشك بسبب تلك القوانين اياها. ففي اتحاد البث الاوروبي اوضحوا بان المطالب هي نموذجية وتقدم الى كل دولة، باستثناء البنود المتعلقة بحرية الحركة والتعبير. فقد اضيفت هذه الى الكتاب الذي ارسل في الماضي الى اوكرانيا واذربيجان مثلا. في بضع كلمات، تتفجر فقاعة حكومة نتنياهو التي تصر على ان مكانة اسرائيل في العالم لم يسبق لها أن كانت افضل مما هي اليوم. من اوروبا، تتخذ اسرائيل صورة الدولة التي ينبغي ان يضمن فيها احترام الحقوق الديمقراطية الاساس.

الايروفزيون هو فرصة لاستضافة احتفال ثقافي عالمي، ولكن على المسؤولين عن الحدث في البلاد ان يفهموا بانه لا يمكن ترك الواقع خارج القاعة: الافلام الجميلة عن شواطيء تل أبيب، متساده والبحر الميت، والذي لا بد ستبث في اثناء الامسية لن تنجح في اخفاء سياسة الحكومة في المناطق والتطرف والتدين في داخل الخط الاخضر. وبالمقابل، فان منح حرية الحركة، حرية التعلي وحرية الصحافة يمكنها أن تقدم ذرة أمل في ان وزراء اسرائيل لم ينسوا بعد ما هي الديمقراطية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى