هآرتس : كوشنير يهاجم عباس: “ليس مؤكدا أنه قادر على التوصل الى اتفاق”
بقلم: امير تيفون وجاكي خوري، هآرتس 25/6/2018
غارد كوشنر كبير مستشاري الرئيس الامريكي ترامب وصهره وجه في نهاية الاسبوع الماضي انتقاد للرفض المتواصل للرئيس الفلسطيني محمود عباس للتعاون مع الادارة الامريكية في موضوع خطتها للسلام. في مقابلة مع صحيفة “القدس” الفلسطينية عبر كوشنر عن شكه في قدرة عباس على التوصل الى اتفاق. وحسب اقواله فان خطة السلام الامريكية تقترب من نهايتها وسيتم عرضها قريبا.
مع ذلك، أوضح كوشنر “من اجل التوصل الى اتفاق، يجب على الطرفين القيام بـ “قفزة”، والالتقاء في نقطة معينة في الوسط بين المواقف المعلنة لهما. أنا لست متأكدا أن الرئيس الفلسطيني قادر على القيام بذلك”. وقد أكد أن الادارة الامريكية لا تبحث عن طرق لتجاوز عباس. “مهمتي هي العمل مع الشخص الموجود في المنصب، وهذا هو الرئيس عباس”، قال كوشنر، “أنا مستعد للعمل معه اذا كان هو مستعد للعمل معي. وحسب تقديري توجد هنا فرصة لاتفاق جيد”.
وقد استعرض كوشنر في المقابلة اللقاءات التي قام بها هو والمبعوث الخاص جيسون غرينبلاط في الايام الاخيرة مع عدد من الزعماء في الشرق الاوسط ومنهم رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. “إن احتمال التوصل الى السلام جيد”، قال، “الزعماء الذين التقينا معهم يهتمون جدا بالشعب الفلسطيني وهم يعرفون أن حياة الفلسطينيين يمكن أن تتحسن فقط نتيجة لاتفاق سلام يوافق عليه الطرفان. وهم يعرفون أن هذا اتفاق من الصعب تحققه، لكنهم يدركون الفائدة الكبيرة التي سيعطيها اتفاق كهذا لكل المنطقة”.
وقال كوشنر إن كل الزعماء العرب في المنطقة أكدوا على أنهم معنيون برؤية “دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية”. واضافوا أنهم “ملتزمون بالاتفاق الذي سيعطي الفلسطينيين نفس الفرص الموجودة لدى المواطنين في دولهم – اتفاق يحترم الفلسطينيين ويؤدي الى حل حقيقي”. وحسب اقواله، الزعماء أكدوا أنهم معنيون بأن يبقى المسجد الاقصى مفتوح وقابل للوصول اليه امام المسلمين في اطار الاتفاق.
المستشار الكبير كرر هذه الاقوال التي قالها قبل نحو اسبوعين للصحيفة زعماء كبار في البيت الابيض والتي بحسبها الادارة تفحص نشر خطة السلام علنا. وحسب اقواله، اذا لم يرجع عباس الى طاولة المفاوضات “فسنحول الخطة الى علنية”. واضاف كوشنر أنه ربما يكون سبب أن رجال القيادة الفلسطينية يهاجمون في الاسابيع الاخيرة ادارة ترامب هو الخوف من أن الخطة ستنشر وعندها “سيتبين أن الشعب الفلسطيني بالذات يحبها”، على حد تعبيره.
كوشنر حافظ على الضبابية بشأن بنود خطة السلام. الى جانب ذلك تحدث بشكل موسع عن امكانية تطوير الاقتصاد الفلسطيني. “اعتقد أنه يمكننا جذب استثمارات كبيرة جدا”، اوضح، “الفلسطينيون هم شعب منتج ومثقف، يوجد قرب وادي السلكون في الشرق الاوسط – اسرائيل”. وقال، “ازدهار اسرائيل سينزلق الى الجانب الفلسطيني بسرعة كبيرة جدا اذا تم التوقيع على الاتفاق”.
أمس تطرق السكرتير العام للجنة التنفيذية في م.ت.ف، صائب عريقات، الى المقابلة مع كوشنر وقال إن خطة السلام التي تدعمها الادارة الامريكية “تثبت سيطرة اسرائيل الكولونيالية على الحياة والارض الفلسطينية”. وحسب اقواله فان المقابلة التي اجراها كوشنر “هي مثال آخر على رفض الولايات المتحدة للتعامل مع الجوهر – حقوق الفلسطينيين والدولة الفلسطينية”. وهذا حسب عريقات، في الوقت الذي تقول فيه الادارة الامريكية للفلسطينيين إن الاموال ستعوضهم عن حقوقهم. واضاف عريقات بأن “الدولة الفلسطينية وحقوق الفلسطينيين ليست للبيع”.
“كوشنر يمثل سياسة املاءات وليس مفاوضات”، قال عريقات. “ادارة ترامب هي التي انسحبت من المفاوضات، من القانون الدولي ومن قرارات الامم المتحدة”. وحسب اقواله، المقابلة التي اعطاها كوشنر تؤكد فقط على ما سمعناه من كل سفير التقينا معه، بأنه لا يوجد أي شيء جوهري تقترحه ادارة ترامب.