هآرتس / كل يوم يكون ليبرمان فيه وزيرا

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 22/5/2018
“كل يوم يتجول فيه أيمن عودة وشركاؤه أحرار ويشتمون افراد الشرطة هو فشل لسلطات انفاذ القانون. مكان هؤلاء المخربين ليس في الكنيست بل في السجن”، قال وزير دفاع دولة اسرائيل، افيغدور ليبرمان، عن رئيس القائمة المشتركة، القائمة الثالثة في حجمها في الكنيست. وزير الامن الداخلي، الذي لم يتردد في الماضي في أن يقرر بتسرع بأن يعقوب أبو القيعان، الذي قتل بنار افراد الشرطة في أم الحيران – كان مخربا، سارع الى الانضمام الى الاحتفال وأعلن بأنه سيتوجه الى المستشار القانوني للحكومة، كي يشرح في تحقيق ضد عودة، الذي شتم شرطي في المستشفى الذي نزل فيه مدير عام “مساواة” جعفر فرح.
ليبرمان، الذي على مدى حياته العامة هو بالذات الفشل الحقيقي لسلطات انفاذ القانون، وأردان، الذي تضررت مكانته في اليمين لسبب ما، يعتبر هناك كغياب الاسناد الكافي لرئيس الوزراء في اثناء تحقيقاته، يعكسان خطورة الوضع في اسرائيل، التي تسير بثبات نحو مستقبل يهودي قومي متطرف. فهؤلاء السياسيون المتهكمون يعرفون بأنه في اسرائيل2018 السبيل السهل والاكثر أمانا لتجنيد الدعم الجماهيري هو التحريض العنصري الذي مكانه ليس في دولة ديمقراطية. هكذا يختارون الرد على مظاهرة ضيقة لمواطنين عرب احتجوا على القتل في غزة.
اردان وليبرمان تعلما بالاجمال درسا في التهكم الخطير من زعيمهم. احد النجاحات الكبرة لنتنياهو هو اقناع معظم الجمهور اليهودي بأن المواطنين العرب في اسرائيل – نحو 20 في المئة من السكان – هم طابور خامس، وأنه في كل الاحوال محظور على العرب الاعراب عن أي تضامن مع اخوانهم الفلسطينيين، أو أي انتقاد على الحكومة.
إن الادعاءات المتكررة تجاه اعضاء القائمة المشتركة، وبموجبها عليهم تقييد انفسهم بمشاكل مدنية مثل “البنى التحتية والتعليم”، هي قمع سياسي وعنصرية فظة تحت غطاء مبررات جوهرية. المواطن في الدولة الديمقراطية من حقه ومن واجبه أن يهتم بتعريفه الوطني ومسموح له أن ينتقد الحكم ويتظاهر ضده. على دولة اسرائيل واجب ايجاد السبل لاحتواء الصلة المعقدة لعرب اسرائيل بالدولة، وعليها أن تبدي حساسية خاصة في لحظات اشتعال النزاع الاسرائيلي – الفلسطيني.
الادعاءات تجاه سلوك عودة، الذي اوقف في مستشفى حين جاء لزيارة فرح الذي اصيب في المظاهرة، تقع في ذات التصنيف الزائف والعنصري. في واقع يقمع فيه افراد الشرطة بوحشية مظاهرة أقلية، فان الامساك بشتائم عودة يخلق تماثلا زائفا في معادلة العنف. عودة والعرب هم ضحية الدولة وليس العكس.
كل مواطن يريد ان يعيش في الديمقراطية يجب أن يقلق من معاملتها السائبة، العنصرية والمحرضة للقيادة في اسرائيل تجاه العرب.