هآرتس: كفتى في شبيبة التلال عرفت الشباك عن قرب، المشكلة هي الصلاحية التي اعطيت للجهاز

هآرتس 8/4/2025، دوف مورال: كفتى في شبيبة التلال عرفت الشباك عن قرب، المشكلة هي الصلاحية التي اعطيت للجهاز
في منتهى السبت الماضي اجتاحت الدولة مظاهرات صاخبة حول تسجيلات اعضاء القسم اليهودي في الشباك، التي كشفت طريقة عملهم غير الديمقراطية، ويبدو ايضا غير القانونية، في نشاطاتهم ضد شبيبة التلال. بصفتي شخص تشمل اتصالاته شبيبة التلال واشخاص يدعمونها لم اتفاجأ عندما رأيت المقال يتردد صداه مرة تلو الاخرى، الذي يدعو الى اغلاق القسم اليهودي في الشباك.
منذ قتل رابين وقضية “شمبانيا” (لقب رجل الشباك) والقسم اليهودي في الشباك هو بمثابة شيطان في اوساط المستوطنين، حتى الذين هم بعيدون عن شبيبة التلال.
لقد تربيت في المستوطنة على هذه الرواية. في الواقع عندما قتل رئيس الحكومة اسحق رابين كنت طفل عمره اقل من سنة ونصف، ولكني أتذكر حتى وأنا في جيل المدرسة الاساسية احاديث الاولاد عن اشخاص غريبين في الاستيطان اليهودي، الذين ربما هم من رجال الشباك. وأتذكر ايضا المربي، الذي والده كان شخص رفيع في التنظيم السري، الذي روى لي القصص عن والده اثناء وجوده في التنظيم السري اليهودي. في جيل الصبا كنت في شبيبة التلال، واهتمامي بهذا الامر كان مهم باضعاف.
في اوساط شبيبة التلال فان نقطة الانطلاق هي أن الشباك ليس فقط يتنصت على المكالمات الهاتفية في الهاتف المحمول، بل هو ايضا يتنصت على المحادثات الشفوية. التواصل حول المواضيع الحساسة جرى بواسطة الكتابة فقط، وبعد ذلك كان يتم احراق الورقة أو أكلها من اجل عدم ترك أي أثر. كان هناك ايضا من تم اعتقالهم والتحقيق معهم في الشباك. في الفترة قبل التحقيق في قضية دوما كان الامر يتعلق بروتين ثابت: أنت تعاني وتصمت شهر بالحد الاقصى، ويتم الافراج عنك بدون أي شيء.
نحن عرفنا ماذا يعني تحقيق الشباك، حتى لو لم يكن يشمل التعذيب (“تحقيق الضرورة” بلغة مغسولة)، إلا أنه كان يشمل منع النوم، الاعيب نفسية واحيانا عنف جسدي بسيط (صفعة بالاساس)، كراسة نوعام فيدرمان مثل “السجون لن تخيفنا” و”اعرف حقوقك” كانت تنتقل من شخص الى آخر. في مدرسة دينية في يتسهار كانت هذه مادة للقراءة في المراحيض.
الشباك يعتبر شرطة سرية بالضبط. أنا عرفت ذلك. في الماضي عندما كنت ناشط في “جبل الهيكل” الذي شجع نشطاء آخرين على تجربة الدخول الى الحرم (علنا) من بوابات، التي ليست هي البوابة الوحيدة المخصصة لغير المسلمين – الامر الذي هو غير ممنوع حسب القانون. رجل الشباك اتصل مع والدي وحاول تخويفه وتهديده بالتلميح، أنه يجب عليه منعي من فعل ذلك. بالطبع، بشكل عام الشباك يفعل ذلك مع الفلسطينيين.
في عملي أنا الآن معرض للاعتقال الاداري والعبارات المعاد صياغتها التي يتم تقديمها. أنا لا اطلع على المادة الاستخبارية كلها، المقدمة ليطلع عليها القاضي فقط وليس المحامي. ولكن في عدد كبير من الحالات أنا حقا مقتنع بأنه ايضا هنا الحديث يدور عن سلوك اناني له اثار سياسية واسعة فيما يتعلق بالعلاقات بين اسرائيل وقيادة السلطة الفلسطينية، وليس في شؤون امنية بمعنى الكلمة البسيط – منع الارهاب. خاصة مع ارتفاع عدد المعتقلين الاداريين من 1000 معتقل قبل الحرب الى 3500 معتقل منذ اندلاع الحرب.
ما الذي هذه المرة؟ هذه المرة الناس من هذه الدوائر، لشبيبة التلال أو مؤيديهم، لم يعودوا يوجدون في الهامش، بل في الكنيست والحكومة وحتى في الكابنت. ورئيس الحكومة الذي الشباك يوجد تحت مسؤولية مكتبه، وفي الفترة الحالية يحاول اقالة رئيس الشباك، قرر الانضمام الى هذا الانتقاد.
أنا مؤيد متحمس للانتقاد الموجه للشرطة الاسرائيلية السرية التي تسمى الشباك. وأنا اعتقد أنها تعمل بشكل غير ديمقراطي وتقوم بخرق حقوق الانسان بشكل ممنهج. هذا الامر كان صحيح في السابق، قبل اقامة الدولة مع شاي (مصلحة المعلومات)، ومنظمة الهاغاناة في فترة الانتداب. هذا الامر كان صحيح في ايام الدولة الاولى، عندما اضطهدوا المعارضين السياسيين لدافيد بن غوريون، من اليمين واليسار. هذا الامر صحيح الآن عندما يضطهدون الفلسطينيين وشبيبة التلال.
مع ذلك، في النضال العام الناشيء الآن لليمين يوجد نفاق يصرخ حتى عنان السماء. نفس الخطوات الاشكالية التي استخدمها الشباك والتي جزء صغير منها تم كشفه في التسجيلات، تستخدم كل يوم ضد الفلسطينيين ولا يوجد أي أحد ينبس ببنت شفة.
أنا اقول ذلك ليس فقط من اجل الاشارة الى النفاق بأنه ادعاء بحد ذاته، بل لأنني أعتقد بأن هناك عدد كبير من الاشخاص الذين يعارضون هذه النشاطات لبعض شبيبة التلال مثل المس بالفلسطينيين، لكنهم مصدومون حقا من نشاطات الشباك. ما يغيب عن هؤلاء الناس هو أنه حتى لو نجحت الحملة وتقرر اغلاق القسم اليهودي في الشباك فانه لن يتغير أي شيء. سيتم العثور على طريقة لاتباع نفس الخطوات ايضا ضد الاشخاص الذين لا تريدون أن توجه اليهم. المشكلة ليست القسم اليهودي أو الفلسطيني، بل المشكلة هي الصلاحيات التي اعطيت للشباك والسهولة التي يتم فيها اعطاء استثناءات في هذه الصلاحيات، بدون أن يضطر الجهاز الى دفع أي مقابل.
مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook