هآرتس: كالعادة، مرة اخرى يبدو أن الإسرائيليين لا يفهمون إلا لغة القوة
هآرتس 2/9/2024، رفيف دروكر: كالعادة، مرة اخرى يبدو أن الإسرائيليين لا يفهمون إلا لغة القوة
الامر الاكثر اقلاقا من بين التطورات في الفترة الاخيرة هو ما يحدث في الضفة الغربية، واحتمالية عودة العمليات الانتحارية في مراكز المدن. حسب احاطات الجيش الاسرائيلي فانه منذ 7 اكتوبر عمليات الجيش الاسرائيلي والشباك تمنع تفجر سد الارهاب القريب. مئات المنفذين، آلاف المعتقلين، مئات المخربين القتلى، تعريض حياة الجنود للخطر تقريبا كل ليلة في افضل الحالات – هذا وصف سطحي للوضع.
من الواضح أنه يتم اعتقال مخربين ويتم احباط عمليات. ولكن يجب التشكيك في الحاجة الى الاعتقالات الجماعية. معروف أن عدد غير قليل من المعتقلين تم اعتقالهم بسبب أمور تافهة مثل منشورات في الفيس بوك أو تصريح. اعتقالهم تسبب بالاساس بالضرر وببؤر كراهية. ولكن الامر المهم هو أنه في غزة الجيش يسمح لنفسه بالذهاب بعيدا مع الضغط لعقد صفقة التبادل، من رئيس الاركان فما تحت يتم ارسال رسالة علنية استثنائية عن الحاجة الى الصفقة وعن القدرة على الانسحاب من محور فيلادلفيا، في حين أنه في الضفة الرسالة الاساسية تواصل كونها القوة العسكرية والمزيد من القوة العسكرية.
يجدر تذكر أحد الدروس الصارخة من “انتفاضة الافراد” في 2015 – 2016. في الحقيقة لا توجد مقارنة متساوية تماما. ولكن في حينه كانت هناك دوافع مرتفعة. وايضا كانت عمليات، وكانت حكومة يمينية برئاسة بنيامين نتنياهو.
رؤساء جهاز الامن برئاسة رئيس الاركان غادي ايزنكوت قاموا باقناع الحكومة باتخاذ الحد الادنى من العقاب الجماعي، والعمال استمروا في العمل في اسرائيل، والجيش الاسرائيلي لم يقم باعتقالات جماعية وحاول السماح بروتين حياة طبيعي للفلسطينيين. النتيجة كانت أن عمليات السكاكين لم تنزلق الى عمليات انتحارية في مراكز المدن، والانتفاضة خفتت الى أن توقفت.
في جهاز الامن يعتقدون منذ اشهر بأنه يجب ادخال العمال من المناطق الى اسرائيل. عبثا. نتنياهو، تحت ضغط المتطرفين في الحكومة ومدفوع بالكذب عن نشاطات عمال القطاع قبل 7 اكتوبر، لا يتجرأ على الاقتراب من ذلك. منذ 7 اكتوبر توجد مسلمة يتم تكرارها في كل مكان: بعض العمال من غزة الذين سمحت لهم اسرائيل بسخاء العمل داخل حدود الخط الاخضر استغلوا طيبتها من اجل جمع معلومات استخبارية لمذبحة حماس. قائد الوحدة 504 تطرق الى هذا الموضوع في احاطة للمراسلين، وايضا الشباك تطرق لذلك في الكابنت. في الحالتين الوحدات التي حققت مع آلاف المخربين، العمال والمساعدين قالوا بأنه لا توجد أي دلائل تؤيد هذا الادعاء، لكن هذا لم يزعج الكذب في أن يحتل مكان.
هذا ليس فقط دخول العمال. فحكومة طبيعية كانت ستتحدث مع رؤساء السلطة الفلسطينية. محمود عباس في الحقيقة كتب بحث ينفي الكارثة قبل اربعين سنة. وتوجد له اقوال تثير الغضب ضدنا. لكنه زعيم فلسطيني – الآن هو ضعيف وليست له شعبية وجزء كبير بسببنا – مستعد للتحدث معنا. وربما أنه مستعد لتحمل بعض المسؤولية في غزة. واجهزته تستمر في المساعدة لاحباط الارهاب. في الوقت الذي نحن غير مستعدين فيه للسماح له بزيارة غزة ونقوم بمقاطعته وندعي بأنه حماس بزي دبلوماسي.
حكومة سموتريتش وبن غفير لا يوجد أي توقعات منها، لكن يمكن التوقع بأن الجيش ووسائل الاعلام ستعتقد أنه ليس فقط القوة العسكرية هي التي يمكن أن تحبط الارهاب، بل الاتفاقات السياسية والمحفزات الاقتصادية. الاشهر الـ 11 الاخيرة يمكن أن تجعل الشعب الصامد في صهيون يفهم بأنه توجد ايضا حدود لقوتنا. نحن قمنا بالقصف والقتل والتسوية بالارض والاعتقال واستخدام كل القوة، اضافة الى القطار الجوي من امريكا. ورغم ذلك فان وضعنا الامني اسوأ من أي وقت مضى.
نتنياهو يحب القول بأن كل منطقة انسحبنا منها اصبحت معقل للارهاب. والاكثر دقة القول بأن كل منطقة انسحبنا منها بشكل احادي الجانب اصبحت منطقة ارهاب، وأن كل اتفاق سياسي قد صمد. مصر والاردن وحتى الاتفاق مع سوريا. في 5 تشرين الاول 1973 كانت هناك معارضة شديدة في اوساط الجمهور الاسرائيلي للانسحاب من شبه جزيرة سيناء. في ايلول 1978، مؤتمر كامب ديفيد، كان الوضع مختلف كليا. يبدو أننا نحن “ايضا” نفهم فقط لغة القوة.