ترجمات عبرية

هآرتس: قصتي مع الأنفاق ومنظومة الليزر السماوي

هآرتس 2024-03-05، بقلم: يوسي لنغوتسكي: قصتي مع الأنفاق ومنظومة الليزر السماوي

منذ تقاعدي من الخدمة النظامية في الجيش، كنت مشاركا ومتطوعا سنوات كثيرة في النشاطات المرتبطة باثنين من التهديدات الأساسية لأمن إسرائيل: تهديد الأنفاق وتهديد انكشاف الجبهة الداخلية لصواريخ العدو. بقلب قلق ومحب لا يمكنني إلا القول، إن جهاز الأمن تعامل مع الموضوعين بغطرسة كبيرة واستخفاف وانغلاق. رغم الإعلانات والوعود المتفائلة بخصوص هذه التهديدات فإن الجمهور الإسرائيلي ما زال يتعرض لها حتى الآن.

عن وجود أنفاق الاختطاف/ الهجوم وعن إمكانية تطوير “غزة ولبنان سفلى” (أنفاق دفاعية/ لوجستية) حذرت من بداية العام 2005 في الوقت الذي عملت فيه وتطوعت كـمستشار لرئيس الأركان في مكافحة تهديد الأنفاق. تحذيراتي واقتراحاتي للعمل في هذا الموضوع عرضتها مكتوبة تقريبا 50 مرة! وفي عشرات المقابلات مع الراديو والتلفزيون. أساس توصيتي في هذا الشأن كان إعطاء الأولوية العليا لهذا الموضوع ووضع استراتيجية بعيدة المدى وإعطاء الأولوية لحلول جيوفيزيائية، وتحسين مستوى من يعملون في هذا الموضوع ووقف التشتت، وبالأساس إقامة إدارة قطرية متعددة المجالات، بحيث يصبح العاملون فيها متخصصين مع مرور السنين.

اثنان من نداءاتي كانت موجهة لرئيس الحكومة، 7 نداءات لوزراء الدفاع، 12 نداء لرؤساء الأركان، و5 نداءات لقادة الجبهة الجنوبية والشمالية، و3 نداءات لمراقب الدولة، و3 لإدارة تطوير السلاح والبنية التحتية للتكنولوجيا ومجلس الأمن القومي ولجان الكنيست وغيرها.

تجاهل جهاز الأمن هذه النداءات. مثلا، هذا اقتباس من أقوالي لبنيامين نتنياهو في تموز 2014: “قلبي يتفطر إزاء أحداث الأنفاق، التي تشير إلى تحقق أحلامي السيئة التي بشأنها حذرت مرة أخرى جهاز الأمن قبل عشر سنوات، عندما كنت اعمل كمستشار متطوع لرئيس الأركان في موضوع مكافحة الأنفاق… نعم، هذا لا يصدق، لكن هذه هي الحقائق. وأنا آمل أن لا اضطر إلى أن اعرضها على لجنة تحقيق في المستقبل”. حول هذا النداء لم يتم الرد علي أبدا. بعد فترة، اعلن رئيس مجلس الأمن القومي في حينه في وسائل الإعلام، الجنرال يعقوب عميدرور، أن موضوع مواجهة تهديد الأنفاق يجري بشكل جيد.

على سؤالي لعميدرور لماذا لم يتوجه لي، أنا الذي كنت اعمل كمستشار لرئيس الأركان في هذا الموضوع، وأعلنت في التلفزيون عدة مرات في تلك السنوات عن إخفاقات جهاز الأمن في هذا الأمر؟ أجاب: “أنا لم أر، لأنني لا أشاهد التلفزيون لأنني أشاهد الأفلام الأجنبية فقط. في 2016 شكل الجيش الإسرائيلي لجنة تحقيق في عملية الجرف الصامد والأنفاق برئاسة الجنرال يوسي بخر، الذي لأسبابه الخاصة امتنع عن استدعائي لتقديم شهادتي في اللجنة حول إخفاقات الحرب في موضوع تهديد الأنفاق.

من تبنى للمرة الأولى جزءا من توصياتي هو رئيس الأركان السابق غادي آيزنكوت. في العام 2019 أشار آيزنكوت إلى أن “يوسي اقترح أفكارا عملياتية، ودفع من اجل التوصل إلى حل وطريقة علاج وهو شريك في إنجاز عملياتي غير مسبوق تم فيه كشف وتدمير 18 نفقا لـ(حماس)، وأيضا تم تدمير كل أنفاق (حزب الله) في الشمال”.

تقديري الآن هو أنه رغم الجهود المكثفة في الفترة الأخيرة فإن عدم تطبيق توصياتي في موضوع الأنفاق سيصعب على الجيش الإسرائيلي إغلاق الفجوة التي اتسعت مع مرور السنين.

معالجة جهاز الأمن لإمكانية حماية الجبهة الداخلية بواسطة منظومة ليزر قوية جدا (كيميائية) تشبه بشكل كبير السلوك المثير للغضب حول مكافحة الأنفاق. في أعقاب تهديد صواريخ “حزب الله” لـ”كريات شمونة” هبت الولايات المتحدة لمساعدة إسرائيل في 1996 في إطار اتفاق رسمي لمساعدتها في تطوير منظومة ليزر متميزة (ناوتيلوس)، التي حققت بالفعل في الأعوام 2001 – 2004 نجاحا بنسبة 100% في اعتراض الصواريخ والقذائف.

هذا التطوير الرائد، الذي نفذ بكلفة 400 مليون دولار، أجرته شركة “نورتروب – غرومان” (ان.جي)، وهي من الشركات الأميركية الرائدة، بالتعاون مع وزارة الدفاع في إسرائيل. طاقم علماء متطوع برئاسة الدكتور عوديد عميحاي، وهي من مؤسسي مجال الليزر في “رفائيل”، والذي انضم إليه عدد من الزملاء الآخرين، يحذر من هذا الأمر منذ العام 2005.

في الأعوام 2001 – 2004 عملت “ان.جي” على الدفع قدما بهذا الموضوع عن طريق منظومة عملياتية متنقلة (“سكاي غارد”، وبعد ذلك “اس.جي”). هذه المنظومة حصلت في 2004 على براءة الاختراع في الولايات المتحدة، التي تمت فيها المصادقة على تلبية هذه المنظومة معايير متعددة مثل النجاعة والموثوقية وأبعاد بحجم حسب الطلب والانتقال بواسطة نصف مقطورة وسلامة مشغلي النظام ومحيطه.

لأسباب لم يتم توضيحها في أي وقت، قررت إسرائيل في 2005 الانسحاب وإنهاء هذا المشروع. الجنرال اسحق بن إسرائيل، رئيس “إدارة تطوير السلاح والبنى التحتية التكنولوجية” السابق، اعلن في 2006 بأنه “في التجارب التي أجريت في نيومكسيكو أثبتت المنظومة النجاح بنسبة 100%”، قال وأضاف، “إلغاء المشاركة في المشروع مع (ان.جي) هو بمثابة بكاء لأجيال” (غلوبوس 18/1/2006).

أريد التوضيح بأنني لم أعارض في أي يوم القبة الحديدية، باستثناء أنني قلت، إنها عديمة الجدوى اقتصاديا: كل إطلاق يكلف تقريبا 100 ألف دولار، وهكذا فإن تكلفة يوم القتال يمكن أن تبلغ مئات ملايين الدولارات، وكل ذلك مقابل إطلاق شعاع ليزر يكلف 2000 دولار فقط. شركة “ان.جي” اقترحت أن توفر لإسرائيل ثلاث منظومات “سكاي غارد”، التي كان يمكنها تشكيل حجر الزاوية في عملية إغلاق حدود إسرائيل أمام اختراق الصواريخ منذ العام 2009، كل ذلك باستثمار معقول، كان سيوفر الحماية لكل الدولة.

الجهود لتبني هذا الحل المجرب لـ”سكاي غارد” حظيت بحملة تشويه فظة حول منظومة “اس.جي” وتشهير قبيح، تقول، إن أعمالنا تتم من اجل جمع الأموال (وزارة الدفاع 24 آب 2011). لجنة المناقصات برئاسة العميد يعقوب نيغل رفضت في 2007 عرض “ان.جي” وبذلك تم إنهاء إمكانية أن يكون لإسرائيل في حرب مستقبلية مع “حزب الله” منظومات ليزر “سكاي غارد”، التي كان يمكن أن تستكمل منظومة الدفاع ضد الصواريخ في كل طبقات حماية الجبهة الداخلية.

هكذا مرت 15 سنة بدون منظومات ليزر موثوقة، التي يمكنها حماية إسرائيل من الصواريخ والقذائف. أنا أشعر أن منظومة الليزر الكهربائية “مغين أور”، التي تعمل “رفائيل” الآن على تطويرها، لن تكون قادرة على العمل قبل 2027 – 2028. إخفاقات جهاز الأمن في هذه المواضيع هي إخفاقات استراتيجية تدل على أمراض صعبة تحتاج إلى إجراء فحص داخلي جذري.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى