ترجمات عبرية

هآرتس: قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي لن يغير مسار الحرب

هآرتس 26/5/2024، عاموس هرئيل: قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي لن يغير مسار الحرب

مصطفى ابراهيم
ترجمة مصطفى ابراهيم

قرار محكمة العدل الدولية في لاهاي لن يغير على الفور مسار الحرب في قطاع غزة، لكنه يضاف الى سلسلة ضغوط دولية آخذة في التزايد المستخدمة على اسرائيل من اجل انهاء الحرب. صيغة القرار الملتوية تترك لاسرائيل امكانية استخدام تفسيرات بحسبها يمكن مواصلة العملية العسكرية في رفح الآن. الجيش الاسرائيلي زاد بدرجة معينة النشاطات الهجومية في رفح في الايام الاخيرة. ولكن على المدى البعيد هناك تكمن الصعوبة. عندما في الخلفية ما زال يتوقع قرار من محكمة الجنايات الدولية في لاهاي، اذا تمت الاستجابة لطلب المدعي العام اصدار مذكرات اعتقال ضد رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع غالنت، فان وضع اسرائيل في الساحة الدولية آخذ في التعقد. هذا رغم أنه في هذه المرحلة لا توجد أي عملية احادية الجانب من المؤسسات الدولية لوقف الحرب، كما أمل الفلسطينيون، الذين يتوقعون قرار من مجلس الامن، وحتى فرض عقوبات على اسرائيل مستقبلا.

في اسرائيل ساد في الاسبوع الاخير الرضى مما وصف كليونة في موقف امريكا تجاه العملية في رفح. بعد أن أبعد تهديد الجيش الاسرائيلي من المدينة من الـ 1.4 مليون غزي، الذين تجمعوا هناك منذ المعارك في كل ارجاء القطاع. الادارة الامريكية قلصت وبحق انتقادها العلني للعملية، والضوء الاحمر الذي ظهر أن نتنياهو ينوي تجاهله اصبح برتقالي: توقع من اسرائيل اظهار الحذر وتجنب المس الجماعي بالمدنيين بصورة تذكر قليلا بقرار المحكمة.

مع ذلك، الولايات المتحدة ما زالت تتابع العمليات العسكرية. هي ايضا لا تسارع الى ارسال ارساليات السلاح التي تم تأخيرها في بداية الشهر على خلفية دخول رفح. المناطق المحمية في المواصي، على شاطيء القطاع الجنوبي، مكتظة وتنقصها البنى التحتية الاساسية. مشكلة اخرى تتعلق بقوافل المساعدات الانسانية للقطاع، لا سيما منطقة رفح. الرئيس الامريكي تحدث أول أمس مع الرئيس المصري لاقناع السلطات في القاهرة بادخال الشاحنات الى القطاع في معبر كرم أبو سالم الموجود في الاراضي الاسرائيلية. الرئيس المصري رد بالايجاب والرئيس الامريكي وعد بالعمل بسرعة لاعادة فتح معبر رفح الذي تم احتلاله من قبل الجيش الاسرائيلي قبل اسبوعين تقريبا.

زيادة الجهود العسكرية الاسرائيلية شملت في نهاية الاسبوع هجمات كثيفة نسبيا في رفح وجباليا ووسط القطاع، ومحاولة اغتيال (من غير الواضح حتى الآن كيف انتهى) قائد لواء رفح في حماس، ونائب قائد جهاز الامن الوطني في القطاع. رغم أنه في هذه الاثناء لا توجد عمليات فورية لوقف الجيش الاسرائيلي. وعلى المدى البعيد يكمن خطرين. الاول هو فرض وقف لاطلاق النار بدون حل قضية المخطوفين. والثاني هو تفويت الصفقة التي تقترحها الادارة الامريكية الآن حول اتفاق شامل بين امريكا والسعودية واسرائيل.

لا توجد طريق وسط

في نهاية الاسبوع جرت في باريس جولة محادثات جديدة للتلمس بين شخصيات امريكية واسرائيلية وقطرية رفيعة في محاولة لتحريك المفاوضات حول صفقة التبادل. بعد مط حكومة اسرائيل الوقت لاشهر التي فيها كان لها موقف افضلية ما على حماس في المفاوضات، انقلب السحر على الساحر. الآن حماس تشعر بأنه لا يوجد ما يدعو الى الاستعجال، وهي تضع العقبات أمام المفاوضات. ولكن الى جانب الخلاف على عدد المخطوفين الاحياء الذين يجب شملهم في الصفقة الانسانية في المرحلة الاولىلتبادل الاسرى والمخطوفين، فان حماس لم تغير طلباتها الرئيسية وهي التزام موثوق بانهاء الحرب كشرط لاطلاق سراحهم. 

حماس يمكن أن تطرح طلبات اخرى فيما بعد اذا شعرت أنها في موقف الافضلية. ولكن يكفي  هذا الطلب كي يودي بالعملية الى طريق مسدود. ومثلما أن عدد متزايد من كبار جهاز الامن يقولون، فان اسرائيل وصلت الى مفترق طرق لا يوجد في هذه الاثناء أي طريقة للتملص منه وهو الصفقة أو الاستمرار في الحرب، لا توجد طريق وسط.

صباح أول أمس اعلن الجيش الاسرائيلي عن العثور على ثلاث جثث اخرى لمخطوفين في نفق في جباليا، الذي فيه تم العثور قبل بضعة ايام على اربع جثث اخرى. عائلات ميشيل نسنباوم وحنان يبلونكا واوريون هرننداز، على الاقل تعرف الآن ما الذي حصل لاعزائهم ويتمكنون من دفنهم. حسب الجيش فان الثلاثة قتلوا في صباح 7 اكتوبر مع عشرات الاسرائيليين الآخرين الذين معظمهم هربوا من حفلة “نوفا”، كما يبدو في مفترق مفلسيم غرب سدروت. 

في القطاع بقي الآن 135 مخطوف. وحسب معطيات الجيش الاسرائيلي الرسمية 39 منهم تم الاعلان عن موتهم. ولكن عدد المخطوفين الاحياء الحقيقي هو أقل بكثير مما يتم نشره رسميا. في الفترة الاخيرة كانت انعطافة في مركز الاسرى والمفقودين، الامر الذي سمي “حل اللغز”. عشرات المخطوفين الذين لم يتم تسلم أي اشارة على وجودهم على قيد الحياة منذ مذبحة 7 اكتوبر. من خلال العمل الاستخباري والدقيق والمتواصل تم تحقيق في الاسابيع الاخيرة تقدم بخصوص معرفة ماذا حدث لبعضهم. هذا حتى الآن غير كاف في معظم الحالات من اجل الاعلان عن موت أي مخطوف، لذلك مطلوب الدمج بين الشهادات والصور واحيانا دليل من الطلب الشرعي. ولكن هكذا يتم التوصل الى ثقة اكبر في الاجابة على سؤال ما الذي حدث للمخطوف. الاستنتاج غير مشجع. عمليا، هناك من يقدرون بأنه بقي في القطاع الآن عدد من المخطوفين الاحياء أقل من عدد اعضاء الكنيست في الائتلاف في القدس.

فساد حكومي

في نهاية الاسبوع انشغلت منظومة التحريض في الشبكات الاجتماعية التي تعمل في خدمة نتنياهو في النشر الكثيف لفيلم جديد للتحريض. حسابات بارزة في الشبكات، مثل حساب المذيع يانون مغيل ونجل رئيس الحكومة، نشرت فيلم وثقه على ما يبدو جندي في الاحتياط، وقد ظهر فيه شخص يرتدي خوذة وهو ملثم ويرتدي الزي العسكري ويحمل السلاح، وادعى بأنه يمثل 100 ألف جندي احتياط، ويعلن عن ولائه لنتنياهو فقط ويهدد بأنه هو واصدقاءه سيرفضون مغادرة القطاع اذا قامت الحكومة بتسليم المفاتيح لأي سلطة فلسطينية بعد انتهاء الحرب.

“نحن نريد تفكيك ما تبقى هنا”، هدد. “كل الذين احتفلوا بذبحنا… كل هؤلاء نحن نريد قتلهم. لن يبقى منهم أي أحد على قيد الحياة. من تسبب بالضرر لشعب اسرائيل نحن نريد ابادته”. وللتحلية هو يطلب من “السيد غالنت” الاستقالة. وردا على ذلك فقد أمر رئيس الاركان هرتسي هليفي (الذي يطلب المتحدث عدم الاصغاء لأوامره) باجراء “محادثات انضباط على الفور” في الوحدات حول ما جاء في الفيلم. الشرطة العسكرية قامت بفتح تحقيق في محاولة لاستيضاح من الذي يقف من وراء الفيلم ونشره. وأمس ثار الشك بأن المتحدث في الفيلم ليس جندي احتياط في الخدمة الفعلية.

الحقيقة هي أن هليفي والقيادة العليا في الجيش استيقظت بشكل متأخر. منذ اشهر كثيرة فقدت هيئة الاركان السيطرة على ما يحدث في الوحدات، لا سيما وحدات الاحتياط. جنود في القطاع وفي الضفة وفي قواعد في الجبهة الداخلية يوثقون انفسهم وهم يهدمون ممتلكات فلسطينية وبنى تحتية ويفجرون البيوت بدون مصادقة وينشرون رسائل سياسية متماهية مع اليمين المتطرف. ما يتم نشره هو فقط قمة جبل الجليد للمخالفات التي يتم ارتكابها بعيدا عن العدسات. في اغلبية الحالات الجيش رد بتلعثم وضعف، هذا  اذاكلف نفسه عناء التحقيق. بعض هذه الحالات استخدمها مؤخرا المدعون العامون في لاهاي كدلائل على تأكيد الادعاءات ضد اسرائيل.

مشاعر الفساد، الأداء الفاشل للحكومة وفقدان الاتجاه، ساهمت ايضا في تقرير تقشعر له الابدان لرفيف دروكر في القناة 13، الذي وصفت فيه افعال الخداع للوزيرة ميري ريغف. في الشرطة وفي النيابة العامة تم البدء في فحص أولي للاستنتاجات التي بحسبها صاغت ريغف طريقة مفصلة لتفضيل مدن فيها اغلبية مصوتي الليكود، لا سيما مؤيديها في الانتخابات التمهيدية، استجابة لطلبات في مجال المواصلات. الاشارة الضوئية لريغف قسمت البلدات الى الوان وفقا لذلك، حتى سكان الكيبوتسات في الغلاف والسكان على الحدود مع لبنان، الذين ليسوا بالضبط من مؤيدي الليكود، تم دفعهم الى آخر الطابور. في مجموعات الواتس اب لجنود احتياط في قسم المتحدث بلسان الجيش الاسرائيلي، الذين خدم الكثير منهم لسنوات تحت قيادة العميد احتياط ريغف، لم تسجل أي مفاجأة. “لا يوجد شك لا يمكنك قوله بعد فترة عمل واحدة امامها في غرفة العمليات”، قال احدهم. “الجنود هم مثل المراسلين، يذكرون كيف أنه اثناء وجودها كضابطة شابة نسبيا كرست ريغف وقت طويل لتهنئة مذيعين ومؤثرين بعيد ميلادهم. هذا الاسلوب تم تطويره فقط لصالح متعهدي الاصوات واعضاء المركز”. 

يبدو أنه في محاولة لابعاد النار فقد تسرب لاخبار 12 تبادل لفظي صعب بين ريغف وهليفي في جلسة الكابنت السياسي الامني الاخيرة. فهناك هاجمت رئيس الاركان بشكل مسموم. وهذا لم يساعدها بشكل خاص. فالفساد الذي انكشف بشكل كبير جدا يثير الغليان، حتى أن منافسي اخبار 12 تجاوزوا تقليد طويل الامد وكرسوا لتقرير دروكر وقت كبير في برنامج “ستوديو يوم الجمعة”. الرد الاكثر صوابا كان رد الأب الثاكل رؤوبين يفلونكا، الذي عرف في ذاك الصباح من الشائعات في الشبكات الاجتماعية، وليس من الجيش الاسرائيلي، عن العثور على جثة ابنه حنان. ومنذ الاعلان قال بأنه لم يحصل على أي مكالمة من أي وزير أو حتى من عضو كنيست. “لو أنني كنت عضوا في الليكود لربما كان هناك من اتصل معي”، قال. لم يبق للمشاهد الغاضب في البيت إلا رمي أي شيء على شاشة التلفاز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى