ترجمات عبرية

هآرتس: قرار الجنرال بلوط هو جريمة حرب اخرى

هآرتس – عاموس شوكن – 1/9/2025 قرار الجنرال بلوط هو جريمة حرب اخرى

في الوضع العادي فان من يتولى منصب قائد المنطقة الوسطى، التي تشمل المناطق المحتلة والتي فيها 3.5 مليون فلسطيني و520 ألف يهودي اسرائيلي – كان يبدو انه سيبدأ منصبه بلقاءات مع رؤساء مدن وقرى فلسطينية. في هذه اللقاءات كان يقول لهم بان سيطرة اسرائيل على مناطق سكنهم، التي تمس بمجالات كثيرة في حياتهم، فان هدفه هو مواصلة حياتهم كالمعتاد بقدر الامكان، وانه تحت تصرفهم في أي مشكلة تثور لديهم. 

قائد المنطقة الوسطى كان يقول ذلك لانه هكذا يلزمه القانون الدولي مثلما وجد تعبيره في ميثاق جنيف الرابع وفي قرار مجلس الامن 2334 الصادر في كانون الاول 2016، الذي يستند اليه، وبحسبهما فان المحتل الذي يستولي على منطقة يوجد فيها سكان غير مشاركين في النزاع معه، يجب عليه ان يقدم لهم ظروف انسانية معقولة من اجل مواصلة حياتهم. القرار 2334 ايضا ينص على ان مجلس الامن لن يعترف بضم منطقة، تم تحقيقه اثناء الحرب. حظر الضم يعتبر جزء رئيسي في نظرية منع استخدام القوة الموجود في لب دستور الامم المتحدة. محظور نقل سكان المنطقة الى مكان آخر، ومحظور نقل الى المنطقة المحتلة سكان من الدولة المحتلة. 

لكن حكومات اسرائيل منذ 1967 تجاهلت القانون الدولي وسمحت بمشروع الاستيطان المحظور قانونيا. خلال فترة معينة هذا كان وكانه جاء لاعتبارات امنية من اجل تهدئة ادعاءات دولية مضادة، بما في ذلك من قبل الولايات المتحدة، وبعد ذلك قامت الحكومة بالمراوغة وصد ضغوط دولية وتقدمت. منذ تشكيل الحكومة الحالية فقد تم ارخاء العنان تماما، وتمت اقامة مزارع معزولة كثيرة، التي سيطرت على مناطق واسعة في الضفة وبدأت في اعمال زعرنة مثل التطهير العرقي للفلسطينيين من المناطق التي عاشوا فيها لفترة طويلة، بدعم الجيش والحكومة. 

ازاء ذلك يمكن القول بان قائد المنطقة الوسطى الجنرال آفي بلوط، وقف بشكل متعمد على راس مشروع الجرائم ضد الانسانية. هذه الافعال ترتبت عليها عقوبات فرضتها بعض الدول على زعران بارزين في هذا المجال. ولكن الجيش الاسرائيلي لم يتخذ أي خطوات ضدهم. قرار الجنرال بلوط في اعقاب الهجوم الارهابي واقتلاع 3100 شجرة، التي هي مصدر رزق للفلسطينيين والذي اعتبره عملية ثار جماعية، يمكن ان يتكرر اذا كانت هناك عمليات ارهابية اخرى.

على هذه الخلفية يصعب فهم كيف يتجاهل رئيس الاركان الواقع الازعر الذي يسمح به الجيش الاسرائيلي ويدعمه ايضا في المناطق المحتلة، ويصف الجنرال بلوط بانه “ضابط قيمي واخلاقي، يعمل منذ سنوات صبح مساء من اجل امن دولة اسرائيل وسكانها، لا سيما سكان يهودا والسامرة”. بالطبع، الجنرال ايال زمير لم يقصد امن معظم سكان يهودا والسامرة الفلسطينيين. ايضا بالنسبة له هم غير موجودين، وواجب القوة المحتلة، السماح لهم بحياة سوية، هو امر بعيد عنه. من الواضح انه لا يوجد أي شيء قيمي واخلاقي في العمليات ضد الفلسطينيين تحت ولاية بلوط. 

سياسة بنيامين نتنياهو وبتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير، التي يشارك فيها يسرائيل كاتس، التي توضح للفلسطينيين بانه “لا يحسب لهم أي حساب” تؤدي الى ارهاب الفلسطينيين. الخطوط الاساسية للحكومة التي بحسبها فقط مسموح للاسرائيليين الاستيطان في ارض اسرائيل، والخطاب المتغطرس لنتنياهو الذي القاه في الامم المتحدة في ايلول 2023، الذي اعلن فيه عن بلورة اتفاق مع السعودية واكد، بدون فيتو من الفلسطينيين، على ان اعتداءات المستوطنين في المناطق المحتلة ضد الفلسطينيين، التي تجد الدعم من قبل الجيش الاسرائيلي، لا يجب الاستغراب من انها هي التي ادت الى 7 اكتوبر والى الارهاب هنا وهناك الذي جاء في اعقابه. 

يمكن انهاء الوضع هذا غير المستقر الذي يستمر منذ سنوات، بموافقة اسرائيل على اقامة الدولة الفلسطينية على اساس اتفاق سلام يلبي مصالح الطرفين. انا شاهدت الوثيقة التي قدمها الرئيس محمود عباس الى الرئيس الفرنسي وولي العهد السعودي  قبل جهودهما لجلب اكبر عدد من الدول الى المؤتمر في نيويورك. في الوثيقة يدور الحديث بوضوح عن دولة منزوعة السلاح، ستكون لها قوة شرطية فقط. يبدو لي ان هذه الوثيقة سيكون من السهل على اسرائيل قبولها. في الواقع سيكون من الحيوي تفكيك المستوطنات، ربما ليس جميعها. ولكن بعد اقامة هذه الدولة فان اساس المشكلة الامنية بالنسبة لاسرائيل سيختفي، والدول التي تتنكر لها ستعود الى اقامة علاقات جيدة معها، وبشكل عام مكانتها الدولية ستتعزز. مواطنو اسرائيل العرب سيتفاخرون بدولتهم، وهذا سيكون ايضا بمثابة راحة اقتصادية كبيرة. 

من المؤسف ان جدعون ساعر جعل وزير الخارجية الامريكي، ماركو روبيو، يقوم بالغاء تاشيرات الدخول الى الولايات المتحدة لزعماء فلسطينيين كانوا ينوون المشاركة في المؤتمر السنوي في الامم المتحدة، الذي تشارك فيه كل الدول الاعضاء فيها. هذه خطوة لا لزوم لها وتافهة، مثل رفض اسرائيل السماح لوزراء خارجية الدول العربية الذين يريدون التوصل الى السلام الشامل في الشرق الاوسط بزيارة رام الله.

سواء بقيادة سموتريتش أو قيادة نتنياهو فان طموح اسرائيل هو ترحيل سكان غزة وسكان المناطق المحتلة، أي 6 ملايين شخص، وربما بعضهم فقط. هذا في كل الحالات جريمة ضد الانسانية. دونالد ترامب يدعم الحكومة. في امريكا هو الدستور، الكونغرس، مجلس الشيوخ ومحكمة العدل العليا، وهو ايضا الذي يفرض العقوبات على المحكمة في لاهاي، لكنه لن يبقى محصن الى الابد.



مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى