ترجمات عبرية

هآرتس: قبيل هجوم في ايران، البنتاغون يعرض: اسرار الجيش الإسرائيلي بالبث الحي والمباشر

هآرتس 23/10/2024، الوف بنقبيل هجوم في ايران، البنتاغون يعرض: اسرار الجيش الإسرائيلي بالبث الحي والمباشر

1- أم كل التسريبات. وثائق المخابرات الامريكية التي نشرت في نهاية الاسبوع الماضي، والتي جاءت فيها بالتفصيل جهود المراقبة لاستعدادات اسرائيل لمهاجمة ايران، تقدم كشف فريد في نوعه، الاعمق حتى الآن، للنشاطات السرية للجيش الاسرائيلي والمتابعة الدقيقة التي تقوم بها الولايات المتحدة لصديقتها وحليفتها. للمرة الاولى تم تسريب معلومات كهذه في الوقت الحقيقي: الوثائق تم نشرها في الشبكة في يوم الجمعة الماضي، ووثقت مناورة جوية كبيرة اجريت قبل يومين أو ثلاثة ايام، قبيل الهجوم الذي لم يتم تنفيذه بعد. مناورة اخرى اجريت قبل يومين من ذلك.

نحن لم نشاهد في أي يوم شيء يشبه لذلك. التسريبات الضخمة لـ “ويكيليكس” و”ادوارد سنودن” والتسريب الكبير من البنتاغون قبل سنتين، كشفت معلومات من الارشيف، التي فقط جزء منها كان محدث ومهم. الآن تمت مشاهدة تقريب وببث مباشر نفس الشيء، وقرأنا التقرير الذي نشر في جهاز المخابرات الامريكية، وجزء منه ايضا للدول الشريكة مع الولايات المتحدة في حلف “العيون الخمسة” – بريطانيا، كندا، استراليا ونيوزيلاندا. مجموعة النخبة للمتحدثين بالانجليزية.

من غير المعروف من الذي سلم الوثائق التي ظهرت في قناة “التلغرام” لميدل ايست سبكتيتور، التي وصفت في وسائل الاعلام الاسرائيلية كمؤيدة لايران. حسب “سكاي نيوز” بالعربية فان المشتبه فيها بالتسريب هي مديرة في البنتاغون. جهات امريكية نفت التقرير، وفي شبكة فوكس نيوز نشر أنه لا يوجد حتى الآن أي مشتبه فيهم بالتسريب. الادارة الامريكية سارعت الى الاعلان بأن الوثائق صحيحة، وأنها ستفتح تحقيق لمعرفة المصدر، وحتى أن الرئيس الامريكي جو بايدن قال بأنه “قلق جدا” من النشر. بكلمات اخرى، حتى لو أن الادارة الامريكية لم تبادر هي نفسها الى عملية النشر، إلا أنها تحملت المسؤولية بواسطة الاسلوب المجرب الذي يتمثل بـ “الصدمة والتحقيق”، المعروف ايضا من عمليات الحرب النفسية لجهاز الامن في اسرائيل، عندما يريد أن يمنح المصداقية لـ “منشورات اجنبية” و”وثائق أخذها كغنائم” (المثال الواضح اكثر هو بالطبع اختطاف واعتقال مردخاي فعنونو، الذي ازال كما يبدو “الضبابية النووية” لاسرائيل).

يمكن التقدير بحذر أن النشر يعطي الامريكيين أداة لكبح حماسة اسرائيل للهجوم، ردا على اطلاق الصواريخ البالستية الايرانية في 1 تشرين الاول الحالي. وربما ايضا تعزيز الردع امام ايران، التي ربما ستخاف من الهجوم المتوقع، وستعمل من اجل وقف اطلاق النار وتهدئة التوتر في كل الجبهات المستعلة في المنطقة. تصريح بايدن بأنه يعرف ما تخطط له اسرائيل صدر في الحقيقة قبل عملية التسريب، لكنه منح التسريبات مصداقية اخرى بأثر رجعي.

2- ما الذي يبحثون عنه هنا. الوثائق تعرض بالتفصيل اخبار حيوية أو تفصيل الاهداف الاستخبارية الامريكية لمتابعة “الاذرع الطويلة” لاسرائيل. المخابرات الامريكية تبحث عن أدلة عن العملية التي يمكن أن تشمل اطلاق صواريخ بعيدة المدى بواسطة طائرات، أو استخدام وحدات خاصة على الارض، وربما ايضا الاستعداد لهجوم نووي ضد الجمهورية الاسلامية. النتيجة ليست قاطعة: “نحن لا نستطيع توقع بالضبط ابعاد الهجوم في ايران. وهو يمكن أن يحدث بدون انذار مسبق”، حذر صائغو الوثائق. مثلما في اسرائيل، ايضا في امريكا المخابرات تغطي نفسها من الانتقاد في المستقبل. هذه هي الوحدات والتشكيلات العسكرية التي تثير اهتمام كبير في البنتاغون وفي البيت الابيض، الوحدات والتشكيلات المشهورة في الجيش الاسرائيلي بالنسبة الامريكيين:

  • قواعد سلاح الجو، خاصة السرب المهاجم 69 في حتسريم الذي يستخدم طائرات “اف 151” (راعم). وهو نفس السرب الذي قتل رجاله حسن نصر الله في بيروت. وفي السنة الماضية قادوا “رفض التطوع” في سلاح الجو ردا على الانقلاب النظامي الذي بادر اليه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو – حسب الوثائق الامريكية اعضاء هذا السرب يتدربون الآن على عملية هجومية في ايران. ايضا قواعد سلاح الجو في رمات دافيد، رامون وعوفدا، حظيت بالمتابعة والذكر.
  • السلاح المخصص، حسب تقدير الامريكيين، للمس بايران، وعلى رأسه صواريخ بالستية يتم اطلاقها من طائرة “إي.ال.بي.ام” بنوعين. وقنابل موجهة.
  • منظومة الدفاعات الجوية. الاستعداد المتزايد ووتيرة التسلح بصواريخ الاعتراض لمواجهة هجمات بالصواريخ والمسيرات على اسرائيل.
  • نشر سفن سلاح البحرية في تشكيلة دفاعية، بدون تفصيل.
  • مسيرات بعيدة المدى، تستخدم في عمليات سرية، ويمكنها الطيران حتى ايران.
  • منظومة الانقاذ، لا سيما مستوى استعدادها (الذي يدل على وتيرة الاستعداد لعمليات هجوم خطيرة).
  • نشر طائرات سلاح الجو في تشكيلة دفاعية خوفا من المس بها.
  • طائرات التزويد بالوقود والانذار التي تمكن سلاح الجو من العمل في مسافات بعيدة، والتي عملت مؤخرا في قصف اليمن.
  • المنظومة النووية في اسرائيل، وفي اساسها حسب الوثائق الامريكية، صواريخ ارض – ارض (يريحو 2)، التي نشرتها اسرائيل في 1 تشرين الاول من اجل الدفاع من الضرب. لم يتم تشخيص أي دلائل تشير الى أن اسرائيل تنوي استخدام السلاح النووي.
  • القوات الخاصة، التي يمكنها العمل في مسافات بعيدة.

المعلومات التي توجد في الوثائق تم استخلاصها من تحليل صور جوية (أو اقمار صناعية)، تسمح للامريكيين بتشخيص انواع السلاح الذي تتعامل به الطواقم الارضية لسلاح الجو قرب مرابض الطائرات. المحللون لاحظوا أن الاسرائيليين حاولوا اخفاء اعمالهم من خلال نشر شوادر للتمويه، هكذا وفروا اشارات واضحة بأن هناك شيء هام يحدث في قاعدة حتسريم. الوثائق نشرها “طاقم اسرائيل” في وكالة (ان.جي.إي) التي تعنى بالتنبؤات. ايضا وكالة الامن القومي (ان.اس.إي) المسؤولة عن التنصت والمعلومات الالكترونية مشاركة في العملية.

الامريكيون اشركوا جزء من المعلومات مع شركائهم في الدول المتحدثة بالانجليزية، لكن ليس جميعهم يحصلون على كل شيء. نتائج مراقبة صواريخ “يريحو” والمنظومة النووية الاسرائيلية، تقتصر على الامريكيين فقط. البريطانيون يحصلون على شيء معين أكثر، مثلا التقارير عن المسيرات السرية في قاعدة رامون. مناورات سلاح الجو ومعالجة الصواريخ الهجومية في حتسريم ورمات دافيد يتم الابلاغ عنها لكندا واستراليا ونيوزيلاندا. الوثائق لا تذكر دول اخرى مثل اعضاء الناتو، التي تحصل على مقاربة للمعلومات عن اسرائيل.

3- انتصار الزرق. الكشف الاساسي في وثائق المخابرات هو أن سلاح الجو تم تزويده بنوعين من صواريخ بالستية بعيدة المدى لاطلاقها بواسطة الطائرات وهي “روكس” (الصخور) لرفائيل، التي ترتكز الى صاروخ “أنكور” الذي كشف عنه قبل بضع سنوات؛ و”أفق ذهبي”، الذي لم يتم الكشف عنه حتى الآن. الامريكيون لاحظوا وجود عشرات الصواريخ كهذه في قاعدة حتسريم، وربما ايضا في قاعدتي رمات دافيد ورامون.

حسب ما نشر في السنوات الاخيرة فان الصواريخ التي سميت “انكور” تم تطويرها كاهداف تجربة لمنظومات الدفاع الاسرائيلية بحيث تشبه في طيرانها صواريخ “سكاد” و”شهاب” الايرانية، وصواريخ “حيتس” سيتم فحصها من حيث قدرتها على اعتراضها. الصواريخ الاكبر في هذه السلسلة يمكن أن تصل الى مسافة 1500 – 2000 كم، وهذا يكفي للطيران من اسرائيل الى ايران واصابة الهدف بشكل دقيق. في الربيع الماضي من هذه السنة ادعت منشورات اجنبية بأن اسرائيل اطلقت صاروخ واحد كهذا نحو ايران، الذي دمر جهاز رادار بطاريات الدفاع الجوي ردا على هجوم المسيرات والصواريخ الايرانية في 14 نيسان. ولكن الآن تنشر المخابرات الامريكية بأنه منذ 8 تشرين الاول سلاح الجو اخرج من المخازن على الاقل 40 صاروخ روكس و16 صاروخ أفق ذهبي قبيل مناورة هجومية في ايران.

الكشف بأن صواريخ التدريب جرى عليها تعديل كبير من اجل تسليح هجومي، وأن العشرات منها (على الاقل) تم تركيبها في اسراب الهجوم، يدل على قرار مهم جدا اتخذته اسرائيل بشأن قوتها العسكرية: الحفاظ على تفوق سلاح الجو والطائرات التي يقودها طيارون مثل “ذراع طويلة”، وعدم انشاء سلاح صواريخ تقليدية بشكل منفصل. فكرة انشاء سلاح الصواريخ طرحت بعد حرب الخليج في 1990، التي فيها تمت مهاجمة اسرائيل بصواريخ سكاد من العراق، ولم يكن بامكانها اعتراضها (لاسباب تكنولوجية)، أو مهاجمة ردا على ذلك (لاسباب سياسية). المبادر الى ذلك كان مساعد وزير الدفاع، الجنرال احتياط يسرائيل طل، الذي كان نائب رئيس الاركان في حرب يوم الغفران، والذي خاب امله من فشل سلاح الجو في صد هجوم المصريين والسوريين المفاجيء، وفشل في مساعدة القوات البرية في معارك الصد والانتقال الى الهجوم. لقد حذر طل من أنه في المستقبل ستكون القواعد الجوية مكشوفة امام اطلاق الصواريخ، وسلاح الجو سيتم شله، وأن اسرائيل بحاجة الى تشكيلة يمكنها القاء مواد متفجرة على الاعداء من بعيد. سيكون لديهم صواريخ سكاد ولدينا “الصاروخ الارهابي” كما اطلق عليه طل.

وزير الدفاع في حينه موشيه آرنس، الذي في صباه عمل كمهندس صواريخ كبير في الصناعات الجوية، تحمس لفكرة طل. ولكن الجيش الاسرائيلي اوقفه وفضل الحفاظ على تفوق “الزرق” في استخدام القوة لمسافات بعيدة. في السنوات التي مرت تبنى مبادرة سلاح الصواريخ بعض القادة الكبار مثل وزير الدفاع السابق افيغدور ليبرمان والجنرال (احتياط) اسحق بريك وهو “المنبه الموجود على الباب” من الاستعداد المعيب حسب رأيه للحرب.

الآن يتبين أن الجيش الاسرائيلي تبنى فكرة الصواريخ بعيدة المدى مع رؤوس حربية تقليدية بدلا من انشاء سلاح صواريخ منفصل، وتركيبها على الطائرات الهجومية التي تستخدم كمنصات اطلاق طائرة. سلاح الجو انتصر على كل المنتقدين والخصوم، وحافظ على تفوقه الواضح في الجيش الاسرائيلي.

الدمج بين الصاروخ البالستي والطائرة توجد له عدة مميزات. الطائرة ترفع الصاروخ الى اعلى وتوفر مرحلة الاطلاق الاولى. الطيار يمكنه اطلاق الصاروخ من أي نقطة في الجو. وايضا زيادة المدى ومفاجأة العدو وتشويش المراقبة والتصعيب على اعتراض الصاروخ من الارض. الصواريخ التي تطرق من الارض يسهل اكتشافها واعتراضها. وزير الدفاع الحالي يوآف غالنت قال في الاسبوع الماضي بأن الهجوم في ايران سيكون دقيقا ومفاجئا، وأن الايرانيين لن يعرفوا ما الذي حدث لهم. الصواريخ البالستية التي يمكن تركيبها على الطائرات تمكن من تحقيق هذه المفاجأة. من قام بتسريب، أو سرقة، وتسليم للنشر وثائق المخابرات الامريكية اراد كما يبدو تحييدها مسبقا، وقول للايرانيين ماذا سيحدث لهم.

 

 

مركز الناطور للدراسات والأبحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى