ترجمات عبرية

هآرتس: قاعدة نتنياهو تشخص العفن في قضية قطر

هآرتس 24/12/2025، رفيت هيخت: قاعدة نتنياهو تشخص العفن في قضية قطر

الائتلاف يبث ان “قضية قطر”، كما تسمى بالمعنى الضيق الذي يشوه جديتها الأخلاقية والسياسية، لا تقلق رئيس الوزراء على الاطلاق. ليس من حيث الاتهامات، بل من حيث تاثيرها على دعم القاعدة الشعبية المخلصة. وبحسب مصادر في الائتلاف يعتبر من يؤيدون الحكومة في هذه القضية محاولة أخرى لتشويه سمعة نتنياهو. لذلك فانهم يقولون: “هي لا تثير اهتمام مكتب رئيس الحكومة”.

لكن هذه ليست الحقيقة. فوجود علاقات مشبوهة بين مكتب نتنياهو، قبل وبعد مذبحة 7 أكتوبر، وبين قطر التي تمول حماس، يؤثر بالفعل على مصوتي اليمين. وياتي هذا التاثير السلبي في المرتبة الثانية بعد تجاهل نتنياهو لتهرب الحريديين الذي يسعى لدعمه قدما من اجل تعزيز بقاءه السياسي. وحسب مصادر في المعارضة تظهر الاستطلاعات بان علاقات مكتب رئيس الحكومة بقطر تعتبر جزء مما يصفه مصوتو الليكود بـ “ثقافة الانحلال” التي تتغلغل في الحكومة. ويقولون: “ان نطاق الانحلال الذي يتحدث عنه بعض أعضاء الليكود يمتد من قطر الى شخصية ماي غولان، وهم أيضا يقرون بانه ثقافة فساد”.

ان الهجمة التشريعية الفاشية ومحاولة ياريف لفين المستمرة عرقلة النظام القضائي والجرأة على تشكيل لجنة تحقيق مع تجاهل صرخات العائلات المنكوبة التي تضررت في 7 أكتوبر، والقاء اللوم على اتفاق أوسلو ورؤساء وزراء سابقين (احدهم كان ضحية جريمة قتل مدبرة) والتحريض السافر ضد الاحتجاج – كل ذلك مهما ظهر قاسيا ومزعجا، فانه ليس الا قنابل دخان. قنابل سوداء ولها رائحة كريهة، لكنها تبقى مجرد أدوات. هدفها حرف الانتباه لفترة طويلة عن نقطة ضعف نتنياهو في اليمين، النقطة التي لا يمكن اخفاءها أو التغطية عليها.

جزء من نقطة الضعف هذه يكمن في شرعنة التهرب الحريدي. ولكن، بنفس القدر تقريبا، أيضا تعاون مستشاري نتنياهو المقربين مع دولة مثل قطر مقابل الأموال، في قضية صادمة تثير التساؤل حول سلوك رئيس الحكومة. ما الذي يفترض ان يفكر فيه شخص عاقل بشان رئيس حكومة لا يعرف بان مساعديه المقربين يعملون لدى دولة تمول حماس ويحصلون على رواتب مقابل تلميعها حتى في زمن الحرب؟ لماذا يدعم نتنياهو مساعديه ويقلل من خطورة القضية ويصفها بانها “مفبركة”؟.

في المعارضة يدركون جيدا نقاط ضعف نتنياهو، وبالاساس في أوساط اليمين من المعارضة. وبينما لا يزال افيغدور ليبرمان يرى في قضية التهرب من الخدمة محرك رئيسي أساسي، فقد هاجم نفتالي بينيت بقوة قضية قطر ويسعى بجهد لاستغلالها ويضرب الحديد وهو ساخن. كلاهما يلاحظان الأمور بشكل صحيح.

نتنياهو الذي قال في البداية عن ايلي فيلدشتاين بانه “وطني إسرائيلي وصهيوني متحمس” يصف الان تصريحات المستشار العلنية بانها “سلسلة أكاذيب وافتراءات”. ابواقه التي كانت تحتضن فيلدشتاين الآن هي تندد به تماشيا مع توجهات الرئيس. صحيح ان فيلدشتاين الذي غير أقواله، ليس المرشح الأمثل لنيل شهادة النزاهة المطلقة. مع ذلك فان دخول شخص كهذا الى مكتب رئيس الحكومة يعكس بيئة المكتب وصورة مشغله اكثر من أي شيء آخر.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى