ترجمات عبرية

هآرتس: قائمة المرشحين لرئاسة الأركان ستطول، يزداد الخوف أن الجيش يسير على طريق الشرطة

هآرتس 24/1/2025، عاموس هرئيل: قائمة المرشحين لرئاسة الأركان ستطول، يزداد الخوف أن الجيش يسير على طريق الشرطة

بعد بضع ساعات على تسلمه رسالة الاستقالة التي نشرها رئيس الأركان هرتسي هليفي في يوم الثلاثاء الماضي، بذل وزير الدفاع إسرائيل كاتس جهود كبيرة للسيطرة على جدول الاعمال الإعلامي. بشكل عجيب تسربت في ذاك المساء في اخبار 12 اقتباسات قاسية لمحادثة اجراها كاتس مع هليفي قبل بضعة أسابيع. يجب فرك العيون عند قراءة الاقتباسات التي جلبها المراسل السياسي يارون ابراهام. الوزير الغض القى على مسامع رئيس الأركان خطاب توبيخ لاذع، فيه تفسيرات مفصلة حول واجب رئيس الأركان بتحمل المسؤولية عن الإخفاقات التي سمحت بحدوث المذبحة في 7 أكتوبر. “المسؤولية ليست كلمة عامة. أنت تترأس هذا الجهاز”، قال كاتس لهليفي. 

هليفي، بصفته رئيس الجهاز العسكري، هو وبحق المسؤول وكان يجب عليه الاستقالة، كما يبدو في مرحلة مبكرة. ولكن مطلوب حقا درجة كبيرة من الانغلاق كي تقديم طلبات كهذه لرئيس الأركان في الوقت الذي فيه كاتس نفسه كان عضو في الكابنت في وقت حدوث الفشل. أيضا وزير الدفاع تم تعيينه فقط في المنصب الحالي في الفترة الأخيرة من قبل المسؤول الأول عن الكارثة، رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ولكن كاتس يتصرف مثل السائح أو المحلل الذي صادف تواجده في المكان، وبالطبع يتجاهل جزء المسؤولية الذي لن يكلف المسؤول عنه نفسه عناء تطبيقه. 

بسبب أن شبكة العلاقات بين السياسيين وهيئة الأركان تميل مسبقا لصالح السياسيين، ولأن الجمهور الإسرائيلي متعب ومتآكل الى درجة أنه لا يمكنه الخروج بجموعه الى الشوارع، فان نتنياهو مرة أخرى يرتسم باعتباره الباقي الأخير. فها هو ينجح أيضا في اجتياز عقبة هليفي. فبدلا من أن يستقيل هو نفسه فانه سيبقى في منصبه، وحتى سيحدد من سيكون رئيس الأركان القادم. المقابلات الشخصية التي سيجريها كاتس في الأسبوع القادم مع المرشحين الثلاثة لهذا المنصب – الجنرالات ايال زمير، امير برعام وتمير يدعي – هي فقط ستار آخر من الدخان. في هذه المرة، ليس مثلما في السابق، فقط رئيس الحكومة هو الذي سيقرر. في هذه الاثناء يتبين أن لعائلة نتنياهو، فرع ميامي، توجد تحفظات أيضا على اختيار المرشحين من قبل كاتس. والقائمة يمكن أن تطول أيضا.

التفاصيل الدقيقة لتوزيع المسؤولية لا تعني بشكل خاص من يؤيدون نتنياهو وشركاءه. فهم ينشغلون بمراكمة المزيد من القوة وتطهير صفوف القيادة العليا العسكرية من المعارضين المحتملين، الذين حسب اقوال الوزير بتسلئيل سموتريتش قاموا بملء عقول الجنود بافكار مسممة عن “التقدم” والانهزامية والحوكمة. الهجمات الأخيرة لرئيس قائمة الصهيونية الدينية هي بطبيعة الحال عملية لحرف الانتباه. سموتريتش يجب عليه طمس بشكل معين الحقيقة المدهشة، أنه في هذه الاثناء بقي في الحكومة، رغم تصويته وتحريضه على صفقة المخطوفين. تركيز النقاشات على رئيس الأركان واتهامه بعدم تحقيق الانتصار على حماس، يوفر للوزير مخرج مريح.

اعلان استقالة هليفي بأنه سيستقيل بالفعل في 6 آذار القادم يذكر بمفهوم كان سائدا في الاقسام الرياضية، عندما كان الحديث يدور عن مدربي كرة القدم: رئيس الأركان استقيل. قرار الاستقالة سبق الإقالة. هليفي قرأ بشكل جيد الصورة وعرف أنه طالما أنه بقي على الكرسي فان كاتس سيواصل التنغيص عليه. التنغيص اليومي على هليفي إضافة الى الدفع قدما بقانون الاعفاء من الخدمة العسكرية، هي المهمات الأساسية التي القاها نتنياهو على كاتس في وزارة الدفاع، وهو ينفذها بإخلاص. الى جانب ذلك هو يحرص على التقاط الكثير من الصور اثناء زياراته للوحدات والجبهات. اهتمامه اليوم بإدارة الجيش والوزارة في المقابل، قليل جدا. يبدو أنه مهم اكثر بالنسبة له المشاركة في امسيات الافراح لاعضاء مركز الليكود.

مطلوب ضابط ملتزم

في هذه الاثناء الابواق تنشغل في تشكيل قوائم من ستتم ترقيتهم ومن سيتم عزلهم في هيئة الأركان، بأسلوب غير مسبوق في إسرائيل منذ 6 أو 7 عقود، منذ فترة مباي السعيدة. أحدهم طلب (في الحقيقة أمر) في هذا الأسبوع في الاذاعة من الجنرالات يدعي وينيف عاسور، وحتى العميد احتياط عوفر فنتر، اخراج الزي العسكري من الخزانة وكيه. في القريب هؤلاء الأشخاص أيضا سيسارعون الى طلب لانفسهم الفضل اذا تمت المصادقة على التعيينات والترقيات. الى جانب الترقيات يتوقع أن تكون اقالات أيضا. في محيط نتنياهو يريدون رؤية اقالة الجنرالات المتورطين في الفشل. وفي المقابل، الإسراع الى ترقية ضباط يعتبرون “هجوميين” (على الاغلب هذه الشيفرة السرية لمعتمري القبعات)، الذين “اثبتوا انفسهم في الحرب”. في هذا الاطار من غير المستبعد أن الضباط الذين قام هليفي ووزير الدفاع السابق يوآف غالنت بترقيتهم اثناء الحرب سيطلبون المغادرة أو نقلهم الى وظيفة أخرى بسرعة نسبية. اذا كانوا الآن في الليكود يشعرون بأنهم في المقدمة فلماذا لا يركزون على هدف اكثر أهمية – اقالة رئيس جهاز الشباك رونين بار؟. في الوقت الحالي يبدو أن بار عازم على البقاء في منصبه، رغم المضايقات ومسؤوليته الفعلية في يوم الكارثة. يجب الأمل بأنه يواصل الصمود. 

هليفي وفر هدف مريح كي يتم القاء المسؤولية عليه عن الفشل. ولكن الحاجة الى اقالته ترتبط أيضا بالجهد، الفاشل حاليا، لاجازة قانون الاعفاء. في الشهرين الأخيرين قاد هليفي خط حازم يقول بأن الجيش يستطيع استيعاب عدد كبير من الحريديين بقدر المطلوب، لأنه بحاجة الى التعزيز، لا سيما في الوحدات القتالية. رئيس قسم القوة البشرية الجديد، الجنرال دادو بار – كليفه، قال أمور شديدة أول أمس في لجنة الخارجية والامن: “الجيش الإسرائيلي بحاجة الى 7 آلاف مقاتل تقريبا، وحوالي 3 آلاف جندي في وظائف تدعم القتال في وحدات الخط الأول”، “جميعنا قلنا في 7 أكتوبر بأن ما حدث لن يتكرر”، ذكر أعضاء الكنيست وأضاف. “في اليوم الأول للحرب (بصفتي قائد الفرقة 36) قمت بدفن 98 جندي”.

الخوف في مثل هذه الظروف هو أنه في اطار التحقيقات الأولية لهما، فان نتنياهو وكاتس سيحاولان ابتزاز من المرشحين تعهد بالسير معهم بما هو مهم للسياسيين، وقبل أي شيء ضمانة اعفاء الحريديين. هكذا، عملية التعيينات تجد هيئة اركان خائفة ومتعبة. وضع الجيش النظامي في أسوأ الحالات. التوجهات التي ظهرت خلال الحرب، على رأسها قرارات استقالة ضباط برتب متوسطة، يمكن أن تحصل على زخم آخر اثناء وقف اطلاق النار. القادة يديرون حرب مانعة من اجل إبقاء ضباط شباب في الخدمة، ويستخدمون كل الاغراءات والتهديدات الممكنة. الادعاء الأكثر فاعلية هو أنه ببساطة لن يكون من سيشغل الوظيفة بدلا منهم. هذا الوضع، لا سيما بعد آلاف المصابين والقتلى، يعني ايضا أن الجيش يجب عليه أحيانا أن يتنازل عن الجودة.

رئيس الأركان القادم سيتولى منصبه بمجال عمل مقلص، في هذه الاثناء في ظل حكومة منفلتة العقال، عدوانية ومشاكسة. هو سيقابل جمهور متعب بسبب عبء الخدمة، ويحتاج الى علاج قائمة طويلة من المهمات، مثل طول المنفى – بدءا بتغييرات مطلوبة في بنية القوة العسكرية وحتى الاستعداد لاشتعال جديد في غزة وهجوم محتمل للمنشآت النووية في ايران.

لا توجد أي شاحنة تحمل الاوسمة ستكون بانتظاره هناك. فقط جيش منهك، رغم نجاحاته العملياتية في السنة الأخيرة إلا أنه ما زال يعتبر نفسه جسم منهك في ظل صدمة المذبحة. اذا لم يتم انتخاب شخص قوي بما فيه الكفاية فان هناك خطر في أن رواية انهيار الشرطة، في ظل الوزير ايتمار بن غفير، ستتكرر أيضا في صفوف الجيش الإسرائيلي.

متلازمة جنين

في يوم الثلاثاء الماضي، قبل لحظة من استقالة رئيس الأركان، انطلقت عملية عسكرية جديدة في الضفة الغربية، اسمها “السور الحديدي”، وهي تركز على مخيم جنين للاجئين. الاسم هو ربط بين اسم عمليتين سابقتين، “السور الواقي” في 2002 و”السيوف الحديدية”، الحرب الحالية في القطاع. الاختيار لا يعتبر قرار عشوائي في الحاسوب، بل هو جاء من انسان. المستوطنون يطالبون منذ بضع سنوات بتنفيذ عملية على صيغة “السور الواقي” التي بدأت بوقف الإرهاب الفلسطيني في الانتفاضة الثانية، وبالتدريج، بعد ثلاث سنوات، أدت الى خفوته شبه التام. من اجل ذلك كان مطلوب في حينه خمس قيادات فرق من الجيش الإسرائيلي واحتلال معظم مدن الضفة. الأهداف في هذه المرة متواضعة اكثر بكثير، رغم أنه يتم تسويقها للجمهور وكأن الامر يتعلق بحدث كبير بشكل خاص. قرار الانطلاق الى العملية هو ربط احتياجات ملحة على الأرض وضغوط سياسية. بقاء سموتريتش في الحكومة كلف نتنياهو الاستجابة العلنية لعدد من طلباته. الى جانب المصادقة على صفقة التبادل، اضافت الحكومة الى اهداف الحرب هدف هزيمة الإرهاب في الضفة الغربية. وقررت أيضا تعزيز القوات الدائمة في الدفاع هناك، والتعهد بعملية هجومية في جنين. هكذا، سموتريتش يستطيع ضمان لمؤيديه الذين يتناقصون، بأنه ما زال يعمل على تحقيق أهدافه القديمة. 

الأمل الخفي هو أن مواجهة كبيرة في جنين ستشعل أخيرا التصادم مع السلطة الفلسطينية، بصورة تؤدي الى انهيار حكمها في الضفة، كما يطالب اليمين المتطرف منذ عقد تقريبا. وهناك أمل آخر مخفي اكثر بقليل، وهو أن الاشتعال في الضفة سيعيق تطبيق صفقة التبادل في القطاع، وسيعفي إسرائيل من المرحلة الثانية التي ستكون مقرونة بالانسحاب الكامل واطلاق سراح آلاف السجناء الفلسطينيين الآخرين، بينهم معظم السجناء الكبار الذين سيبقون في السجن بعد المرحلة الأولى.

العملية في جنين يمكن أن تستمر لبضعة أسابيع. ويوجد لها هدف طموح وهو تدمير التنظيمات المحلية ، مثلما نجحت إسرائيل في فعله قبل سنتين مع عرين الأسود. الضفة، كما يقول ضابط رفيع للصحيفة، هي الآن “برميل مواد متفجرة يهدد بالانفجار”، اكثر بكثير مما يحدث في جنين. عمليات اطلاق النار على الشوارع تزداد، ومثل ذلك تنفيذ عمليات في مركز البلاد. من السهل وصف سيناريو يقوم فيه مخرب يهودي باطلاق النار اثناء تحرير السجناء الفلسطينيين في الضفة، بهدف وقف تطبيق الخطوات القادمة في صفقة التبادل.

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى