ترجمات عبرية

هآرتس / في ظل ضغط فلسطيني الارجنتين تلغي المباراة في البلاد

هآرتس – بقلم عوزي دان وآخرين – 7/6/2018

المباراة الاستعراضية التي كانت ستجري يوم السبت القادم على ستاد تيدي في القدس بين منتخب الارجنتين ومنتخب اسرائيل ألغيت. هذا ما اعلنه رسميا اتحاد الارجنتين لكرة القدم. رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أظهر أمس أسفه على الغاء المباراة وقال “هناك احتمال أن يتم استخدام الضغط ايضا لالغاء احداث اخرى في مجالات مختلفة، وسنفعل كل ما نراه مناسبا لنا”. وقال إنه تحدث هاتفيا مع رئيس الارجنتين موريسيو لاكري الذي قال له إنه ليس لديه طريقة للتأثير على قرار المنتخب.

وسائل اعلام في الارجنتين قالت إن سبب الغاء المباراة هو الضغط الفلسطيني وطلبات لاعبين كبار في منتخب الارجنتين منهم ليو ميسي وخافيير مستشرانو عدم المجيء الى اسرائيل في اعقاب تهديدات. “للأسف لا نستطيع الوصول الى اسرائيل في الوضع الحالي”، قال رئيس اتحاد الارجنتين كلاوديو تافيا. “لقد اتخذت هذا القرار لأنن مسؤول عن المنتخب. إن أمن اللاعبين لدي هو الامر الاكثر اهمية. أنا اعتذر من الاتحاد الاسرائيلي لأن هذا لا يتعلق به، ومن الجالية اليهودية.

وزيرة الثقافة ميري ريغف عقدت أمس مؤتمر صحفي قالت فيه إن المباراة الغيت في اعقاب تهديدات ارهابية للاعبين. حسب اقوالها “الارجنتينيون اظهروا الاسف لأنهم يفهمون أن القرار بعيد المدى وأنه ينبع من تهديدات على حياة ليو ميسي. هذا هو نفس الارهاب الذي أدى الى قتل 11 لاعب في ميونيخ”.

في الاسبوع الماضي تلقى تافيا طلب من رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم، جبريل الرجوب، بعدم اجراء المباراة الودية في القدس. “المكان الاصلي للمباراة كان في حيفا”، كتب الرجوب. “ولكن بعد ضغط سياسي من جانب الحكومة الاسرائيلية – كما قيل علنا من قبل وزيرة الثقافة ميري ريغف – نقلت المباراة الى القدس. الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم يدين ويرفض بشدة القرار. حكومة اسرائيل حولت مباراة كرة قدم عادية الى أداة سياسية، التي يتم اللعب فيها كجزء من الاحتفالات السبعين لاسرائيل“.

وشدد الرجوب في كتابه على أن “في تصريحات جهات اسرائيلية رسمية تم الايضاح بان تغيير مكان المباراة يتعلق بحقيقة أن السلطات الاسرائيلية تخطط لاخذ اعضاء في المنتخب الارجتيني الى البلدة القديمة في القدس – وهي أرض محتلة وفقا للقانون الدولي. وهكذا، فان الاتحادالاسرائيلي لكرة القدس يشكل مرة أخرى اداة سياسية في يد حكومة اسرائيل، بهدف تطبيع الضم غير القانوني لشرقي القدس المحتلة”.

وأوضح الرجوب بان “الرياضة بشكل عام، وكرة القدم بشكل خاص، يجب أن تكون مفصولة عن السياسة. ولكن لسوء الحظ، فان موافقة الاتحاد الارجنتيني للعب مع اسرائيل في القدس يذكرنا جميعا باستخدام اسرائيل للرياضة كأداة لتبييض اعمالها، بما في ذلك وجود ست فرق كرة قدم في المستوطنات غير القانونية في فلسطين المحتلة كجزء من الدوري الاسرائيلي. تعرف الارجنتين ودول اخرى في امريكا اللاتينية جيدا كيف استخدم الدكتاتوريون عندها الرياضة كي يبيضوا الخروقات الخطيرة والمنهاجية لحقوق الانسان. كنا نتوقع بانه مع تعلم دروس الماضي، ووفقا لقواعد الفيفا، الا تتكرر أمور كهذه. لمنتخب الارجنتين يوجد الاف المؤيدين في الشعب الفلسطيني وفي ارجاء العالم العربي. وسيكون من المؤسف ان تضيع هذه العلاقة التاريخية عقب موافقة الاتحاد الارجنتيني على أن يكون أداة في وسائل التطبيع الاسرائيلية للخروقات الخطيرة والمتواصلة للقانون الدولي وحقوق الانسان”.

أما ريغف فعرضت في المؤتمر الصحفي صورا من مظاهرة خارج مخيم التدريب في برشلونة حيث مكث لاعبو المنتخب الارجنتيني. وظهر في المظاهرة بعض النشطاء المؤيدين للفلسطينيين وهم يمسكون بقميص منتخب الارجنتين وهو ملطخ باللون الاحمر كالدم. واستنكرت الوزيرة الادعاءات بان يكون أحد اسباب الغاء المباراة هو نقلها الى القدس وقالت انه “لا توجد كذبة اكبر من هذه. فالارجنتينيون لم يعارضوا ابدا اجراء المباراة في القدس. هذه المباراة ولدت بسبب رغبة ميسي الوصول الى القدس، لتقبيل المبكى وزيارة كنيسة القيامة”. واضافت ريغف “ان علينا أن نعمل في كل القنوات الدولية كي نمنع هذا من أن يصبح ظاهرة. اليوم هذه اسرائيل، غدا تكون دولة اخرى… هذا ليس الـ بي.دي.اس بل حدث ارهابي يلقي بالرعب على الرياضيين أنفسهم”.

وفي ختام حديثها، قالت ريغف: “افهم خيبة الامل الكبرى لعشرات الالاف ولكن تعالوا نرفع الرأس. لم تقع مصيبة. لن نسمح لاحداث كهذه ان تمنع عنا الفخر والفرح بالدولة التي لنا. ليس لنا ما نخجل منه، سنقف منتصبين وسنواصل الى الامام”.

كما ان رئيس اتحاد كرة القدم الاسرائيلي، عوفر عيني، عقد مؤتمرا صحفيا على خلفية الدعوات لالغاء المباراة، واتهم جبريل الرجوب بالتحريض، بالارهاب، وباستخدام كرة القدم في الصراع ضد اسرائيل. وقال ان “المظاهرات هو أمر مشروع طالما يتم في الاطار المقبول. اما هنا فنشأ وضع يدعو فيه رئيس اتحاد عضو في الفيفا كل العرب في العالم الى احراق قميص لاعب كرة قدم.

وقال عيني ذلك حتى قبل البيان الرسمي عن الغاء المباراة، وشدد على أنه “اذا كان الغاء، فانه ينبع من خوف اللاعبين من التهديدات عليهم بشكل شخصي”. واشار الى أنه تحدث في الموضوع مع رئيس الفيفا، جاني انفنتينو وصرح بانه سيرفع شكوى في الموضوع للمنظمة. “اذا اصبحت التهديدات الشخصية على لاعبي كرة القدم نهجا، فلن تتمكن الفيفا من الوقوف جانبا”. واضاف: “لن نسمح بالمس بدولة اسرائيل عبر كرة القدم. كل معاذير المباراة في القدس او في غير القدس، هذه ليست القصة، بل هي اكثر من ذلك. يوجد هنا تهديد شخصي، هذا ارهاب”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى