هآرتس: في الوقت الذي انهار فيه تصور غالنت، نتنياهو عاد الى الوعود وساعر عمل ضد قيمه
هآرتس20/9/2024، يوسي فيرتر: في الوقت الذي انهار فيه تصور غالنت، نتنياهو عاد الى الوعود وساعر عمل ضد قيمه
اثناء كتابة هذه السطور مساء يوم أمس، يبدو أن عملية عزل يوآف غالنت وتعيين جدعون ساعر بدلا منه، دخلت الى التجميد. تغيير كبير بعد أن نشر في يوم الاثنين بأنه المسألة هي “بضع ساعات” وبعد ذلك “يوم”، وبعدها “الى حين سفر رئيس الحكومة الى نيويورك” (يوم الثلاثاء، لمدة ستة ايام! وضمنها نهاية اسبوع فاسدة لالقاء خطاب في الجمعية العمومية وعقد لقاءات كاذبة).
المبرر هو التدهور الامني في الشمال وحوادث التفجيرات التي قربت المنطقة من حرب واسعة مع حزب الله، التي لا نعرف الى أين ستتدهور. هذا ليس الوقت المناسب لاستبدال وزير الدفاع، كما يتضح.
لكن ماذا كان بالضبط الوضع لدينا في الفترة التي سبقت هجوم اجهزة البيجر في يوم الثلاثاء واجهزة “ووكي توكي” في اليوم التالي؟ هل كنا عشية تهدئة؟ هل كنا على بعد خطوة من التسوية واعادة عشرات آلاف المخلين الى بيوتهم؟ هل كنا نشبه سويسرا؟. حتى في الهستيريا يجب أن يكون القليل من المنطق، لكن ليس عندما يكون الحديث يدور عن بنيامين نتنياهو.
عودة الى يوم الاثنين. غالنت دخل مع لوح الكتابة الاصفر لديه الى المشاورات الامنية في مكتب رئيس الحكومة قبل الظهر، على فرض أنه في هذا النقاش سيتقرر بشأن زيادة شدة العمليات امام حزب الله. نتنياهو دخل الى هذه الجلسة على فرض أنه حتى نهاية اليوم سيتم ابلاغ غالنت بقرار الاقالة، الثاني في غضون 18 شهر.
مثلما هي الحال في الغرب القديم فقد جلسا قبالة بعضهما في ظهيرة ذلك اليوم. وبين حين وآخر تم ادخال اوراق الى الغرفة. غالنت تسلم الاوراق من سكرتيره العسكري، غاي مركيزنو. ونتنياهو لسبب ما تسلم الاوراق من رئيس طاقمه، تساحي برفرمان.
هذا الامر كان يمكن أن يثير الشك لدى غالنت، حيث أنه يوجد ايضا لنتنياهو سكرتير عسكري هو الجنرال رومان غوفمان، ولكن محظور عليه الانشغال بالامور السياسية. من يقوم بعلاج هذه الامور هو برفرمان. “انتشرت” شائعات مقلقة، تطورات سياسية وائتلافية، أو طلبات سلام تاريخية من السيدة التي هي دائرة عمله. في يوم الاثنين قام بقطع مسافة طويلة بين غرفة الكابنت ومكتب السكرتاريا، هذا ليس لأنه لم تكن لغالنت أي اسباب للتشكك في ذلك. حاشيته السياسية عرفت أن جدعون ساعر التقى مع نتنياهو مرتين في الاسبوعين الاخيرين.
اثناء جلوسهما هناك مع القيادة العليا الامنية اندفع ميخال شيمش الى بث برنامج الظهيرة في “كان” وقال بأن نتنياهو يستعد لاقالة وزير الدفاع خلال ساعات واستبداله بجدعون ساعر. النبأ وصل بالطبع ايضا الى اذن المرشح للاقالة. وحسب مصدر كان موجود في الغرفة هو لم ينسحب. ايضا نتنياهو لم ينسحب. النقاش استمر. “كان يسري في شرايينهما الجليد بدلا من الدماء”، قال لي أحد الموجودين هناك.
كانت هناك انباء عامة لغالنت، لكن التفسير الذي اعطاه اياه طوال الوقت كان مخفف، نوع من التصور. هو عرف أن سيف الاقالة موجود دائما على عنقه، لكنه اعتقد أن تأييد الجمهور الواسع، ولا سيما صدمة نتنياهو في “ليلة غالنت”، اضافة الى الضغط الامريكي والحرب، كل ذلك يمنحه الحصانة. تبين له بأنه مخطيء.
المقربون من غالنت يقدرون أن من قام بتسريب النبأ هو شخص مقرب من سارة نتنياهو، الذي عبر بهذا التسريب عن رغبتها (في حينه) في احباط الصفقة. الرواية التي ارفقها مكتب رئيس الحكومة بنية الاقالة كانت رفض وزير الدفاع كما يبدو لعملية في الشمال، خلافا لموقف رئيس الحكومة المتحمس للمعركة، وتصميم غالنت على مواصلة الدفع قدما بصفقة التبادل. ولكن ما العمل، الحقائق لا تتوافق مع الافعال.
باستثناء الفروقات الدقيقة فانه لا يوجد في الحقيقة أي اختلاف بين موقف رئيس الوزراء وموقف وزير الدفاع بشأن قضية لبنان. غالنت يدرك، مع الرغبة الصادقة في بذل الجهود الكبيرة لاعادة المخطوفين واغلاق الملحمة في غزة، أنه في هذه الاثناء هذا غير محتمل. الحقيقة هي أن الخطوط العريضة للخطة الامريكية “خذها أو اتركها” كانت ستأتي قبل اسبوعين.
لذلك فانه في الجلسة الامنية التي عقدت قبل اسبوع، مساء يوم الخميس، قام بشرح لماذا في هذه الاثناء لا توجد احتمالية للتسوية، ولماذا حان الوقت للتوجه الى الشمال، سواء بتسوية سياسية أو عملية عسكرية. “يجب استنفاد الاتصالات السياسية (قبل الحرب)”، قال غالنت. ونتنياهو قال “احتمالية التوصل الى تسوية سياسية هي ضئيلة. كما قلنا هذه فروقات صغيرة. ولكن عندما سينزل فأس الاقالة سيعرض المتحدثون بلسان رئيس الحكومة، كما هي حال اكاذيبهم دائما، الذبابة على أنها فيل.
ساعر قام بطي كل الرايات، وعلى رأسها مصداقيته وكلمته، مقابل حقيبة الدفاع. هو يعد الحكومة الدموية ليس فقط باستكمال ولايتها واجازة ميزانية لسنة أو سنتين، بل ايضا الدفع قدما بقانون الاعفاء من الخدمة الذي سيرضي الحريديين، الامر الذي قام غالنت بمنعه حتى الآن. المفارقة الصعبة هي أنه يعد ايضا بعدم المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق رسمية. صحيح أنه كان وزير العدل في حكومة التغيير الذي قدم اقتراحين بشأن تشكيل لجان تحقيق رسمية في كارثة ميرون وقضية الغواصات.