ترجمات عبرية

هآرتس: في القضايا ينكشف نهج نتنياهو وبن غفير: تآمر منظم ضد الدولة

هآرتس 4/12/2024، غيدي فايس: في القضايا ينكشف نهج نتنياهو وبن غفير: تآمر منظم ضد الدولة

بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير يكثران من التذمر من الدولة العميقة – مجموعات سرية لموظفي الدولة، الذين يعملون كما يبدو من اجل افشال سياسيين لا يروقون لهم، خلافا لارادة الشعب. القضايا الجنائية التي كشفت في الأسابيع الأخيرة تدل على أن الامر يتعلق بتداعيات: تبين أن السياسيين الأكثر قوة في الدولة، الأول متهم والثاني مجرم متسلسل، اقاما خلايا سرية تعمل على تقويض القانون والمصلحة العامة من اجل المصالح السياسية والشخصية لسادتها.

قضية ايلي فيلدشتاين في الواقع تضخمت ووصلت الى ابعاد لم يتضح حتى الآن اذا تم تضخيمها اكثر من اللازم، وعلى رأس ذلك اعتقاله الطويل، الذي أحسن القاضي عندما اختار انهاءه. ولكن هذه القضية برهنت على أنه يوجد لدى رئيس الحكومة اشخاص مؤتمنين يتاجرون لمصلحته بوثائق استخبارية سوداء من داخل أعماق الجيش الإسرائيلي بهدف تخريب النضال من اجل انقاذ المخطوفين من الجحيم. القضية التي تورط فيها مفتش مصلحة السجون كوبي يعقوبي، وقائد وحدة في لواء شاي (يهودا والسامرة) في الشرطة، افيشاي معلم، في الحقيقة ما زالت يلفها الضباب، لكنها تجسد مرحلة أخرى في السيطرة المعادية لوزير الامن الوطني للشرطة، في الطريق لتحويلها الى مليشيا سياسية في خدمة “قوة يهودية” (وفي وقت الفراغ تخدم أيضا الزوجان نتيناهو). 

مفتش عام الظل يعقوبي وقائد الوحدة الخاصة في لواء شاي، تميزا بحماسهما في تنفيذ اجندة الوزير التي من مبادئها غض النظر عن الإرهاب اليهودي ومنح تسهيلات لمنفذيه. السرعة والسهولة التي سقطت فيها الشرطة لم تفاجيء من عرفها من الداخل وشاهد كيف ينتشر العفن فيها. حيث أنه لم يمر الكثير من الوقت منذ أن استقال منها عددا من القادة الكبار، واحدا تلو الاخر، الذين استغلوا الزي العسكري ورتبهم كي يفرضوا انفسهم على الشرطيات. القيادة العليا يحركها منذ سنوات ليس الشعور بتأدية المهمة، بل السعي الى التقدم المهني الفظ. وهي الظاهرة التي وصلت الى رقم قياسي جديد في فترة بن غفير وحنامئيل دورفمان، التي فيها شرط الترقية هو الإخلاص للوزير، حتى بثمن تجاوز الخطوط الحمراء. من رأوا قائد اللواء الفاشل داني ليفي وهو يشق الطريق الى منصب المفتش العام للشرطة بواسطة الاستخذاء المخجل للرئيس، والعنف ضد المتظاهرين، ادركوا الرسالة وهم يتصرفون وفقا لذلك.

أيضا قسم التحقيقات سقط في الأسر. فقضية رونال فيشر أوضحت أنه حتى شخصية رفيعة في قسم التحقيقات 433 معروضة للبيع، وعدد من منظمات الجريمة يسيطرون على من كان من شأنهم أن يحققوا معهم. الآن يترأس هذا القسم المفتش بوعز بلاط، وهو تعيين آخر لبن غفير. الأشخاص الذين يعملون منذ سنوات في مكافحة الفساد الحكومي يقولون في محادثات مغلقة بأن الوضع لم يكن سيئا الى هذه الدرجة في أي يوم. “هم يعرفون كما يبدو من أين تؤكل الكتف”. قضية يعقوبي ونائب المفتش العام يحقق فيها قسم التحقيقات مع رجال الشرطة. وفي قضية فيلدشتاين الشباك هو الذي يقوم التحقيق.

بن غفير رد على التحقيق مع مقربيه كما رد نتنياهو عندما تم التحقيق مع رجاله – التطاول على المستشارة القانونية للحكومة والتهديد باقالتها. اذا كانوا حقا ينوون العمل فمن الأفضل أن يفعلوا ذلك بسرعة، لأنه حتى في هذه الساعة المظلمة فان احتمالية أن يبعدوا عن الطريق غالي بهراف ميارا تبدو ضعيفة. يصعب التصديق بأن المحكمة العليا ستسمح لاسياد المشبوهين – الذين يمكن أن يصبحوا مرة أخرى هم انفسهم مشبوهين، اقالة المدعية العامة. واذا كان القضاة يخافون على مصير الديمقراطية في إسرائيل، ويعتبرون وظيفتهم أيضا أداة لانقاذها من التدهور نحو الهاوية، فان لديهم فرصة تاريخية لفعل الامر الأخلاقي، الموافقة على الالتماسات الموضوعة امامهم واجبار نتنياهو على اقالة بن غفير.

 

 

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى