هآرتس: في الصراع على الماء في غور الأردن، الفلسطينيون هم المتضررون الأساسيون

هآرتس 3-6-2025، تسفرير رينات: في الصراع على الماء في غور الأردن، الفلسطينيون هم المتضررون الأساسيون
أزمة المياه في غور الأردن اشتدت في الأسابيع الأخيرة على خلفية الجفاف الحاد في الشتاء الأخير، ونبع العوجا، الذي هو الأكبر في المنطقة، جف تماما. هذا الوضع الاشكالي يضاف الى مشاكل عسيرة أخرى تتعلق بقدرة الوصول الى المياه، والتي تعاني منها تجمعات الرعاة الفلسطينيين في الغور بسبب الحواجز التي يفرضها الجيش الإسرائيلي والتنكيلات من جانب المستوطنين. يضخ نبع العوجا كل سنة 13 مليون متر مكعب من المياه بالمتوسط. تتدفق المياه في المنحدر الطوبغرافي في داخل المحمية الطبيعية ناحل يتاف الى مخرج مياه صخري تستخدمه القرى الفلسطينية في المنطقة. النبع يجف مرة كل عشر سنوات اجمالا، بعد الجفاف، لكن الامر يحصل دوما في اثناء تموز. اما هذه السنة فقد جف النبع في بداية أيار مما يجبر الفلسطينيين على شراء الماء من موردين محليين واستجلابها الى المنطقة في ناقلات مياه.
في شمال الغور أيضا مس الجفاف بينابيع وابار المياه. وواجهت تجمعات الرعاة في المنطقة مصاعب جمة في الحصول على المياه حتى قبل ذلك، كنتيجة لسيطرة المستوطنين على مصادر المياه والاضرار التي الحقوها بالمعدات الفلسطينية لنهل المياه وتجميعها. اما الجيش من جهته فقد قيد جدا قدرة الفلسطينيين على الوصول الى احد مصادر المياه الأهم قرب قرية عاطف. هنا أيضا يضطر الفلسطينيون لان يعتمدوا على موردي مياه محليين.
كما يؤثر النقص على البؤر الاستيطانية والمزارع غير القانونية التي أقامها المستوطنون في غور الأردن في السنوات الأخيرة. في اعقاب جفاف نبع العوجا بدأوا يستخدمون خط المياه القائم في احدى المزارع لاهداف أخرى ونشروا نداء للتبرع من اجل تمديد خط من بؤرة “ملاخي هشالوم” الذي في ظهر الجبل. وبالتوازي ازدادات التقارير عن الاعتداءات والتهديدات من جهتهم كجزء من جهودهم لتعزيز سيطرتهم على الأرض. إضافة الى ذلك يطالب المستوطنون الادارة المدنية بان تزود المزارع والبؤر في المنطقة بالمياه من بئر عين ساميا احد الينابيع الكبرى بين السامرة وغور الأردن. وبزعمهم، فان جفاف نبع العوجا جاء جراء نهل الفلسطينيين للمياه الجوفية في عين ساميا قبل أن تواصل المياه النزول في سفوح الجبل شرقا.
رغم الجفاف، يوجد لشركة مكوروت في غور الأردن نحو 25 حفرية تؤخذ منها المياه الجوفية. المياه لا تورد للتجمعات الفلسطينية التي تبقى منقطعة أيضا عن شبكان أخرى كالكهرباء.
من الناطق بلسان الإدارة المدنية جاء: “الإدارة مسؤولية عن ربط مصادر المياه في المناطق ج. التجمعات السكانية موضع الحديث (والمقصود تجمعات الرعاة الفلسطينيين – رينات) هي غير قانونية ولهذا فهي لا ترتبط قانونيا بشبكات المياه. سلطات المنطقة تعمل على إيجاد جملة حلول لتوريد المياه للمتواجدين في المكان، وهذا على سبيل النزاهة”.