هآرتس: في الحرب ضد 20% من مواطنيها يمكن للحكومة منذ الان أن تعلن النصر المطلق
هآرتس 18/11/2024، جاكي خوري: في الحرب ضد 20% من مواطنيها يمكن للحكومة منذ الان أن تعلن النصر المطلق
تعريف مصطلح “النصر المطلق” الذي يكثير رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزراء الحكومة من استخدامه اثناء التطرق للحرب في غزة وفي لبنان اصبح تعريف مختلف عليه مع اطالة الحرب، دون معرفة هل ومتى ستحقق الهدف. بالتحديد في مجال آخر تحت مسؤولية الحكومة فان هذا التعريف يمكن أن يكون له معنى واضح اكثر عندما يكون النقاش بالاساس حول من هزم من – هل حكومة اسرائيل حققت النصر المطلق على 20 في المئة من مواطنيها، أو على المجتمع العربي، أو ربما بالتحديد منظمات الجريمة في المجتمع العربي هي التي حققت النصر المطلق على الحكومة.
تسلسل الاحداث في الاسابيع الاخيرة يدل على انهيار المجتمع العربي. في الاسبوع الماضي قتل مدير مدرسة في باقة الغربية في انفجار سيارته عندما كان في الطريق الى المدرسة، في اعقاب نزاع دموي بين عائلتين في المدينة. بعد بضعة ايام رئيس بلدية باقة وجد نفسه امام شخص مسلح هدده في المدرسة التي يديرها المدير الذي قتل. الحادثة نتج عنها احتجاج كبير في المدينة وحتى اضراب ليوم واحد في القرى العربية. ولكن بدلا من ان يغير هذا الاحتجاج جدول الاعمال اليومي فان التصعيد في الجريمة الجنائية قفز الى ابعاد مدهشة.
في نهاية الاسبوع، خلال 48 ساعة، قتل ثمانية اشخاص في عدد من القرى، من الجليل وحتى النقب (يصعب التعهد بأن هذا العدد لم يرتفع حتى وقت نشر هذه السطور). يجب اضافة الى الضحايا عدد من المصابين باصابات بالغة بسبب اطلاق النار وتفجير العبوات، بينهم نساء واطفال. في الوضع المعطى ورغم التصريحات عن برامج وجلسات يعقدها المفتش العام داني ليفي، ومدير مشروع مكافحة العنف في المجتمع العربي، روئي كحلون، فانه في المجتمع العربي لا يوجد أي توقع بأن يتحسن هذا المنحى، بل بالعكس.
“منظمات الجريمة هزمت الحكومة ولم تهزمنا”، قالت المحامية راوية حندقلو، وهي مديرة هيئة الطواريء لمكافحة الجريمة والعنف في اللجنة القطرية لرؤساء السلطات العربية. “الحديث يدور عن فشل وهزيمة، التحدي في المجتمع العربي الآن هو التصرف كمجتمع منظم يمكنه أن يقود نظام، وهذا لم ننجح بعد في بلورته حتى الآن، ولم ننجح في الدفع قدما بخطوات يمكن أن تشير الى منحى تحسن”.
العنف والجريمة المنظمة بالاساس أدت الى عدة محاولات للدفع قدما بنشاطات في اطار لجان المصالحة المحلية، التي تعمل برعاية لجنة المتابعة العليا التي يترأسها الشيخ رائد صلاح. مدقق الحسابات مجدي أبو الحوف، الناشط في لجان المصالحة والمسؤول عن الدعاية، قال إن اللجان تحاول تسوية النزاعات الداخلية. في بعض الحالات يوجد نجاح وفي بعضها يوجد نجاح أقل، هذا يتعلق بدرجة تعقيد النزاع ومستوى ارتباطه بنزاعات اخرى خارج حدود القرية، وما اذا كان قد تجاوز خطوط العائلة أو أن هناك جهة شخصية معينة تبحث عن الانتقام أو تطلب الاموال. “في بعض الحالات اعضاء هذه اللجان يواجهون ايضا التهديد من جهات اجرامية، واحيانا الشرطة تحاول ايضا احباط نشاطاتها بذريعة أن الامر يتعلق بتدخل في نزاع جنائي، وهكذا فان المهمة صعبة جدا ومعقدة، شرح.
يجب الاعتراف بأن هذه المحاولات حتى لو نجحت في بعض القرى ومنعت القتل المؤكد أو الاضرار بالسكان، إلا أنها حتى الآن لا تنجح في بث الشعور بالأمان الشخصي في اوساط الجمهور العربي، لأن هذا الدور هو دور الدولة وجهاز انفاذ القانون. “لا يوجد بديل ناجع عن الدولة”، قال الدكتور وليد حداد، الخبير في الجريمة والادمان في المجتمع العربي، “في نهاية المطاف من يمكنه توفير الامن ومن يجب عليه مكافحة الجهات الاجرامية هو الدولة. لكن ذلك لا يحدث، بالعكس، الشعور الآن هو أن هناك منطقة حرام تسمى المجتمع العربي، ويد الجريمة المنظمة تصل الى الجميع. يكفي فحص مثلا قضية جمع القمامة من اجل الفهم بأن المجتمع العربي الآن غارق بمعان كثيرة في القذارة والجريمة”.
الجريمة هي فقط مشكلة من المشاكل التي يواجهها المجتمع العربي في السنة الاخيرة، في ظل الحكومة الحالية. بدءا من موجة التشريع التي تقضم ما تبقى في هوامش الديمقراطية من ناحية المواطنين العرب مثل التسهيلات في شطب مرشحين للكنيست وطرد عائلات وتسريع هدم البيوت، كما حدث في الاسبوع الماضي في أم الحين، حيث سرعت الدولة هناك هدم بيوت العرب لصالح اقامة مستوطنة لليهود. في المجلس الاقليمي للقرى غير المعترف بها يحذرون من أن الامر يتعلق بقرية واحدة من بين عشرة قرى سيتم اخلاءها في القريب، وقيادة المجتمع العربي تجد صعوبة في قيادة خطوات مضادة أو حتى احتجاج ناجع في اطار القانون.
المجتمع العربي – الفلسطيني هو مجتمع يتيم مزدود، سواء من ناحية الدولة أو من ناحية قيادته، قال الدكتور نهاد علي، وهو رئيس مجال “عرب – يهود – دولة” في مؤسسة شموئيل نئمان في التخنيون، وهو محاضر في دائرة علم الاجتماع والانثربولوجيا في الكلية الاكاديمية “الجليل الغربي”. وحسب قوله فان المجتمع العربي يرزح تحت عبء زائد في كل المجالات، في الامان الشخصي والامان بشكل عام، سواء بسبب الحرب أو بسبب الجريمة أو بسبب العبء الاقتصادي والاجتماعي. وكل ذلك يؤدي الى عدم الثقة المطلق بمؤسسات الدولة وجهات انفاذ القانون، وعدم الثقة بقيادة الدولة والقيادة المحلية، سواء رؤساء السلطات أو الاحزاب العربية، لذلك نشاهد التفكك بشكل واضح. “المجتمع العربي يتلقى الضرب ولا ينجح في المواجهة. نحن كباحثين نبحث عن نماذج في العالم الذي فيه اقلية، لا سيما اقلية قومية، نجحت في أن تواجه لوحدها الجريمة المنظمة، ولكننا لا نجد”، قال علي واضاف. “للاسف المجتمع العربي مهمل والمؤسسة تستغل ذلك كي يبقى المواطن العربي ينشغل بالامن الشخصي والاقتصادي والاجتماعي ليس أكثر”.
70 شخص تقريبا قتلوا في مهاجمة مبان في بيت لاهيا
قوات الانقاذ في قطاع غزة نشرت صباح أمس أنه ليس اقل من 70 شخص قتلوا في هجوم استهدف مبان في بيت لاهيا في شمال القطاع. في الجيش الاسرائيلي قالوا إن الهجوم وجه لاهداف ارهابية. وزارة الاعلام التابعة لحماس قالت إنه في هجوم آخر في مخيم البريج ومخيم النصيرات في وسط القطاع قتل 24 شخص.
مدير عام وزارة الصحة في غزة التابعة لحماس، د. منير البرش، قال لوسائل اعلام فلسطينية بأنه في احد المباني التي هوجمت قتل حوالي 50 شخص، وأن تقريبا ثلث القتلى هم من الرضع. وحسب شهود عيان المبنى كان يتكون من خمسة طوابق وقد تم تدميره بالكامل فوق رؤوس سكانه.
حسب اقوال البرش فان عدد من العائلات كانت توجد في هذا المبنى، البعض منها عائلات نازحة انتقلت من مناطق تدمرت بالكامل ووجدت المأوى في المباني القائمة. البرش ادان “الصمت الصارخ للعالم” ودعا الى التدخل الدولي. ” لم يعد ما يحدث في القطاع مهم، حتى في الشمال، حتى لو أن الامر يتعلق بعشرات القتلى والمصابين كل يوم”.
المتحدث بلسان الدفاع المدني في القطاع، محمود باسل، قال إنه حتى الآن هناك الكثير من المفقودين تحت الانقاض والبعض مهم احياء. وقال ايضا بأن الطواقم وجدت صعوبة في الوصول الى مكان الهجوم ومشكوك فيه النجاح في الوصول الى اشخاص عالقين وهم على قيد الحياة بسبب نقص المعدات. وحسب قوله فان صراخ العالقين يسمع من بين الانقاض. في توثيق نشره في الشبكات الاجتماعية شخص من بيت لاهيا ظهر دمار كبير مع وجود قليل فقط لطواقم الانقاذ. شخص آخر قال إن المواطنين العاديين نجحوا في اخراج عدة جثث من بين الانقاض.
في الجيش الاسرائيلي قالوا إنه “منذ فترة تحدث نشاطات ارهابية في بيت لاهيا. مساء أمس تم تنفيذ عدة هجمات على اهداف ارهابية هناك. ويجب الاشارة الى أنه في الفترة الاخيرة جرت جهود اخلاء للسكان المدنيين من اجل ابعادهم عن مناطق القتال، الى جانب جهود توسيع المنطقة الانسانية في المواصي”. وقد جاء ايضا بأن “وزارة الصحة في غزة تعمل كذراع اعلامي لحماس، كما ثبت في عدة احداث سابقة. وأن الجيش الاسرائيلي يعمل بشكل مركز ويبذل الجهود الكبيرة لتجنب المس بغير المتورطين”.