ترجمات عبرية

هآرتس / في اسرائيل يقدرون بان ايران ستحاول الحفاظ – على الاتفاق النووي رغم العقوبات

هآرتس – بقلم  أمير تيفون وعاموس هرئيل – 17/8/2018

اذا بدا ذلك مثل وقف اطلاق نار وسار الامر كما في وقف اطلاق النار فهذا كما يبدو هو وقف لاطلاق النار. في الجيش الاسرائيلي اعترفوا بدون صعوبة هذا الاسبوع ان اسرائيل وحماس بدأتا في تطبيق المراحل الاولى من الاتفاق الذي يمكن أن يؤدي الى تهدئة طويلة في القطاع. لوزير الدفاع ليبرمان كان الامر اكثر صعوبة. في مقابلة مع شبكة الاخبار مساء أمس قال ليبرمان دون أن يرف له جفن بأنه لا يوجد لاسرائيل تفاهمات مع حماس، وكأن الوسطاء من الامم المتحدة ومن المخابرات المصرية ينتقلون بين تل ابيب وغزة فقط من اجل الاجتماع مع ممثلي لجان الاحياء كما اعتادوا على تسميتهم هنا الوجهاء المحليين.

رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو اكثر حذرا. ومنذ يوم الاحد امتنع عن التطرق مباشرة للاتصالات مع حماس. عن مقابلات مع وسائل الاعلام الاسرائيلية لا يوجد ما يمكن الحديث عنه، لكن ايضا الحسابات النشيطة جدا لنتنياهو على شبكات التواصل الاجتماعي صامتة بهذا الشأن. اشارة الى موقفه بالامكان ربما سماعها في مراسيم تبديل وظيفة سكرتيره العسكري أول امس. “ثمن الحرب باهظ وهو فظيع. ومعرفة انه ليس لدينا سوى دفع هذا الثمن، هذا الادراك يقول دائما – كيف يجب علينا تقليصه”. هذه الصياغة غير معتادة لدى نتنياهو ولكن الرسالة واضحة: للحرب يذهبون فقط عندما لا يكون خيار آخر.

فقط قبل بضعة اسابيع كان يبدو أن نتنياهو من شأنه أن يخضع للضغوط من اليمين وشن حرب زائدة حول الطائرات الورقية الحارقة. الجيش أوصى بالحذر وفي النهاية تغلب العقل السليم. بالمناسبة، من يجب عليه تطبيق الاتفاق المتبلور هو السكرتير العسكري السابق لنتنياهو، العميد اليعيزر توليدانو، الذي في الاسابيع القريبة سيتم تعيينه قائدا لفرقة غزة. هذا الاتفاق يتلاءم بدرجة كبيرة مع التفاهمات التي تم التوصل اليها في نهاية عملية الجرف الصامد قبل اربع سنوات. القيادة العليا في الجيش الاسرائيلي خلافا لبعض الوزراء لا تعتقد بوجود اشتراط تحسين البنى التحتية في القطاع – مياه وكهرباء ومجاري وغذاء ودواء – بحل فوري لقضية الاسرى والمفقودين الاسرائيليين المحتجزين في القطاع. الاتفاق الجديد يبقي الباب مفتوح امام تسهيلات هامة اكثر مستقبلا اذا تم الحفاظ على وقف كامل لاطلاق النار لفترة طويلة. صحيح حتى الآن أن سلوك محسوب للمستوى السياسي والمسؤولية التي اظهرها المستوى العسكري منعت حرب في غزة هذا الصيف.

خلف دونالد

اذا تم التوصل الى هدوء في القطاع فان هذا سيمكن الجيش الاسرائيلي من أن يعود ويركز كل اهتمامه على الجبهة الشمالية، وبالاساس على المعركة الاستخبارية والعسكرية مع ايران. محادثات مع عدد من الشخصيات الاسرائيلية والامريكية رفيعة المستوى، على المستوى السياسي والامني، تظهر تفاهمات مشابهة جدا، تسمع في القدس وواشنطن بخصوص الواقع الاستراتيجي الذي نشأ بعد اعلان الرئيس ترامب عن الانسحاب من الاتفاق النووي مع ايران في أيار الماضي.

حسب هذه المعطيات، فان استراتيجية النظام في طهران منذ ايار هي الانتظار بصبر لذهاب ترامب. الايرانيون يأملون أن يخسر ترامب في الانتخابات الرئاسية في 2020. وحتى ذلك الحين هم يخططون للتخندق وصك الاسنان. العنصر الهام جدا في الاستراتيجية الايرانية هو ابقاء الاتفاق النووي على حاله حتى ولو فقد من قيمته الاقتصادية بسبب العقوبات الامريكية الجديدة والضغط الذي تشكله على الشركات الاوروبية لعدم التجارة مع ايران.

الولايات المتحدة تضغط الآن ايضا على الهند والصين واليابان لالغاء صفقات مع طهران والامتناع عن توقيع صفقات جديدة. ولكن حتى لو أن الاتفاق لم يدخل دولار جديد آخر الى ايران فانه ما زالت له اهمية مزدوجة: يمكنه أن يستخدم كبوليصة تأمين ضد محاولة ترامب بلورة تحالف دولي لعقوبات اكثر شدة، وهو يمنع الولايات المتحدة واسرائيل من شن هجوم عسكري ضد ايران بدعم دولي. سياسيا، طالما أن الاتفاق صامد وايران تنفذ تعهداتها في اطاره، لن يستطيع ترامب تجنيد ما يكفي من الدعم الامريكي الداخلي لشن عملية عسكرية.

في اسرائيل يعتقدون أن ملاحظة ترامب في الشهر الماضي حول استعداده للالتقاء مع زعماء ايران، قيلت في اطار حرف الانظار، ولا تمثل تغيير في استراتيجية النظام. رئيس ايران حسن روحاني كان يريد جدا اللقاء مع ترامب أو حتى ارسال وزير خارجيته محمد جواد ظريف للالتقاء مع شخصيات امريكية رفيعة المستوى. روحاني يعرف أنه في اللحظة التي يتسرب فيها اللقاء الى المراسلين فان قيمة العملة الايرانية، الريال، سترتفع والجمهور سيشعر بقليل من الأمل. إلا أن روحاني سيجد صعوبة في العمل ازاء معارضة حرس الثورة، بما تسميه مصادر اسرائيلية “تصادم بين اعتبارات المال والشرف القومي الايراني”.

من وجهة النظر الاسرائيلية، الفرق الاساسي بين سياسة ترامب وسياسة النظام السابق لبراك اوباما هو أنه مع نظام ترامب فان الولايات المتحدة تشكل تهديدا عسكريا حقيقيا على ايران، كما حدث ايضا في حالة كوريا الشمالية. في طهران يعتبرون ترامب مجنون ومؤيد متحمس لاسرائيل الذي سيمكنها من العمل كما تشاء. في محيط نتنياهو يأملون أن التهديد المدمج هذا سيعيد الايرانيين الى طاولة المفاوضات. إلا أن طهران تخشى ذلك، وترى في وثيقة 12 نقطة التي عرضها وزير الخارجية الامريكي مايك بومبايو قبل شهرين، مطالبة من النظام لتغيير كل نشاطاته.
مارك دوفوفيتش، الخبير في الشؤون الايرانية في “معهد الدفاع عن الديمقراطية” في واشنطن، والذي لديه علاقة متواصلة مع عدد من كبار مستشاري ترامب، قال للصحيفة إن “شخصيات رفيعة المستوى سابقة في ادارة اوباما هي التي تنقل للايرانيين هذه الرسائل منذ سنة. اجلسوا بهدوء. ترامب سيكون رئيس لولاية واحدة، لذلك كل ما يجب عليكم فعله هو أن تصمدوا في السنتين والنصف القادمتين. في حينه سيأتي رئيس جديد وسيعيد الاتفاق الى سابق عهده. الرسالة التي يسمعها الايرانيون من هؤلاء الاشخاص هي: لا تستفزوا ترامب. لا تعطوه ذريعة كي يحطمكم أو أن يذهب الى عملية عسكرية.

حسب اقوال دوفوفيتش “الايرانيون في هذه الاثناء يتصرفون بالضبط بهذه الصورة، لكنني اعتقد أنه سيكون من الصعب عليهم التمسك بهذه السياسة لفترة طويلة. العقوبات التي عادت الى سابق عهدها في هذه الاثناء هي العقوبات الابسط، بصورة نسبية. الضربة الحقيقية ستأتي في بداية تشرين الثاني القادم، مع العقوبات في مجال الطاقة. الادارة تخطط لجولة اخرى من العقوبات في بداية 2019. من السهل القول: أن نجلس سنتين وننتظر. من الصعب فعل ذلك عمليا لأن الاقتصاد متدهور والناس في الشوارع غاضبون”.

اذا تجددت المفاوضات رغم كل ذلك، يقول دوفوفيتش، فان ترامب يجب عليه الاصرار على لقاء بينه وبين الزعيم الروحي علي خامنئي، وليس مع الرئيس روحاني. “خامنئي هو الزعيم الحقيقي لايران، وليس روحاني. كل مفاوضات مع روحاني ستكون وسيلة لاطالة الوقت، والتي سيستغلها الايرانيون من اجل جني ارباح اقتصادية بدون التنازل فعليا عن أي شيء”. حسب اقواله، فان الولايات المتحدة يجب عليها وضع شروط اخرى لتجديد الاتصالات، انضمام رسمي لاوروبا للعقوبات على البنوك الايرانية.

“يجب ادارة مفاوضات معاكسة لما اعتاد عليه اوباما الذي قلل الضغط على ايران طالما أن المحادثات تتقدم”. واضاف “ترامب يجب ان يزيد الضغط خلال المفاوضات. الرسالة التي سيستوعبها الايرانيون من هذه الخطوة هي انه لا يمكن استخدام المفاوضات من اجل تخفيف العقوبات. اذا اردتم تسهيلات فان الطريقة الوحيدة هي من خلال اتفاق ومن اجل الاتفاق يجب تقديم تنازلات”.

دمشق خارج التفاهمات

في جهاز الامن الاسرائيلي يقدرون أن وثيقة بومبايو اعادت للسياسة الامريكية في المنطقة درجة من التوازن المطلوب. الولايات المتحدة توقفت عن التركيز فقط على هزيمة داعش، وهي عملية حيوية والتي كنتيجة ثانوية لها زادت قوة ايران وتمت اعادة تأهيل نظام الاسد في سوريا – بل تسأل نفسها كيف يمكن وقف نفوذ طهران. اذا كان نتنياهو استحواذي بعض الشيء بخصوص التهديد النووي فان استحواذ رئيس الاركان غادي آيزنكوت هو تقييد خطوات الايرانيين في سوريا.

الامريكيون، وهذا يحدث للمرة الاولى في ظل نظام ترامب، يكرسون الآن جهود أكبر لصد قاسم سليماني، قائد قوة القدس في حرس الثورة الايراني ورجاله. لقد نسب لاسرائيل اسهام في ذلك في السنة والنصف الاخيرين في العملية المنهجية ضد الايرانيين في سوريا. طهران لم تطبق حتى الآن خطتها لتعزيز المليشيات الشيعية وانشاء مواقع عسكرية في الدولة: حلمها الكبير – مليشيا شيعية تتكون من 100 ألف مقاتل تتموضع بصورة دائمة في سوريا – توقفت الآن عند العشرة آلاف.

في الاسابيع الاولى وبعد احتلال هضبة الجولان من جديد من قبل نظام الاسد، يبدو أن روسيا تفي بوعودها لابعاد الايرانيين الى مسافة 85 كم عن الحدود مع اسرائيل. ولكن هذه التفاهمات يتضح أنها لا تشمل منطقة دمشق. يتم الحفاظ على وجود ايراني ولهذا لن يكون مفاجئا اذا واصلت اسرائيل هجماتها من حين لآخر ضد مواقع عسكرية حول العاصمة السورية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى