هآرتس / في أعقاب خولدائي

هآرتس – بقلم أسرة التحرير – 20/6/2018
ان قرار رئيس بلدية تل أبيب – يافا، رون خولدائي، عدم السماح بمناسبة يفصل فيها الرجال عن النساء في ميدان رابين – الميدان المركزي في المدينة، والمعروف في اسرائيل – هو لحظة هامة في الصراع المتواصل في سبيل صورة المجال العام. على خلفية السعي المتشدد لدحر النساء الى الهوامش، يذكر خولدائي بين المجال العام يجب أن يكون مفتوحا ومتساويا للجميع، وانه يتوجب حماية هذه المباني. فمعنى التعددية ليس السماح بتسويغ المعاملة التمييزية نحو نصف الجمهور. والان هناك حاجة الى الكفاح للخروج من حدود تل أبيب: يجدر برؤساء السلطات الاخرى ان ينضموا الى الكفاح ضد اقصاء النساء.
لقد اتخذ القرار السابقة في تل أبيب في اعقاب توجه من مجموعة الضغط من أجل النساء في اسرائيل الى البلدية والى مساعدة المستشار القانوني للحكومة، دينا زلبر للعمل ضد اقصاء النساء عن الساحة وفصلهن في الجمهور، في حدث خططت له جماعة حباد في نهاية الشهر في الميدان. ومنحت فتوى المستشار القانوني للحكومة، افيحاي مندلبليت، السلطة المحلية امكانية عدم السماح بالفصل بين الجنسين في حدث يجري في نطاقها. وذلك مع مراعاة طبيعة الحدث، مكانه وتركيبة الجمهور المتوقع أن يشارك فيه.
بخلاف السلطات المحلية الاخرى والوزارات الحكومية المختلفة، التي تتعاون مع المطالبة بابعاد النساء باسم “الحشمة” او “التوافق الثقافي”، في تل أبيب لم يخافوا التعبير الواضح عن القيم الديمقراطية الاساس. وفي اقواله امس ربط خولدائي بين حماية حقوق الانسان والمساواة بين الجنسين.
ان الرسالة الناشئة عن اقوال خولدائي تنطبق ليس فقط على المتدينين، الذين يسيرون على الخط، توافقا او خوفا، مع معايير الفصل المتطرفة، بل هي ذات صلة بالعلمانيين ممن يوافقون، انطلاقا من اللامبالاة او التشوش، على تغيير عميق في المجال العام. فالادعاء بانه يمكن اقامة حدث يكون فيه النساء المفصولات متساويات، يفوت الامر الاساس: فمجرد الفصل، وليس شروطه، هو المهين والتمييزي. من الصعب احيانا ملاحظة معايير الاقصاء الزاحفة، المعروفة من سياقات اخرى، من الجيش عبر الاكاديميا وحتى سوق العمل. اما القرار فانه يعيد تثبيت ما يخيل انه نسي: مهرجان في المجال العام لا يمكن أن يقوض مبادئه.
ان السابقة التي ثبتتها بلدية تل ابيب هي جزء من رد فعل ليبرالي معافى، يسعى الى ترسيم الخطوط الحمراء، بذات الشكل الذي رفض فيه المدراء والتلاميذ في المدينة التعاون او ابداء التسامح مع مطلب الفصل بين البنين والبنات، في اللقاءات بين المدارس او في مناسبة رياضية تنظمها وزارة التعليم. هذا المبدأ صحيح دوما، بما في ذلك في اماكن اخرى: ليس فقط على المجال العام في تل أبيب يجب حماية الحرية.