ترجمات عبرية

هآرتس / فليعتذر أردان

هآرتس – بقلم  أسرة التحرير  – 10/10/2018

أعلن وزير الشؤون الاستراتيجية، جلعاد اردان، أمس بأنه مستعد لاعادة النظر في دخول لارا القاسم، الطالبة الامريكية إبنه الـ 22 الى اسرائيل، وهي المعتقلة منذ اسبوع في منشأة الاعتقال في مطار بن غوريون. فقد كتب يقول إنه “اذا صرحت لارا القاسم بشكل واضح وصريح بأنها اخطأت في الماضي وأنها تؤمن اليوم بأن تأييد مقاطعة اسرائيل والـ بي.دي.اس هو خطأ وأنه ليس شرعيا وأنها تندم على توليها في الماضي منصب رئيسة فرع منظمة المقاطعة، فاننا سنعيد النظر في موقفنا من دخولها الى اسرائيل”. لا زال من السابق لأوانه أن نعرف اذا كان اردان سيسعى الى تصوير الطالبة بالفيديو وهي تتلو تصريحا صيغ لها وهو واقف خلفها، كي يتمكن من نشر الشريط على اليو تيوب لفخار الوزارة الخطيرة التي يقف على رأسها.

تسير اسرائيل في اتجاهات متلبدة: فبعد أن حبست على مدى ثمانية اشهر فتاة فلسطينية إبنة 16 كانت صفعت جنديا، فجعلتها بطلة دولية، وبعد أن حبست شاعرة فلسطينية نشرت قصيدة، فانها تخوض الآن حرب ابادة ضد طالبة امريكية جاءت لدراسة الماجستير في موضوع حقوق الانسان في الجامعة العبرية. من الصعب التصديق أن الوزارة التي تقف خلف هذا القرار السخيف هي وزارة الشؤون الاستراتيجية. كيف يحصل أن طالبة دعت في الماضي الى مقاطعة شركة اسرائيلية تنتج الحمص هي “شأن استراتيجي”؟ أفليس لاسرائيل أعداء حقيقيون؟ أليس لاردان شيء يفعله غير ملاحقة سياسية لكل من لم ينتسب لليكود؟ “لقد شطبت حساباتها في الشبكات الاجتماعية قبل وصولها الى اسرائيل”، قال اردان لصوت الجيش، تماما وكأنه “كشف” عن مخزن نووي سري آخر في طهران.

لقد صرحت القاسم أمام محكمة الاستئناف، بأنه في الفرع الذي كانت عضوا فيه، كان اعضاء قليلون، نحو خمسة، وأنها لم تكن تعتبر في حينه “مسؤولة كبيرة” في المنظمة القُطرية، مثلما تقول معايير منع دخول مؤيدي المقاطعة. ولكن الامر الاهم الذي قالته هو المفهوم من تلقاء ذاته: “لو كنت اؤيد (المقاطعة على اسرائيل)، لما كان بوسعي أن آتي لأكون طالبة في اسرائيل”. ولكن ماذا للامر المسلم به وللاستراتيجي اردان؟ فقد اتهم الجامعة العبرية، التي في خطوة جديرة بالثناء طلبت الانضمام الى استئناف القاسم الى المحكمة ضد ابعادها – بأنها “تعمل هنا ضد دولة اسرائيل، ضد حكومة اسرائيل وضد قوانين الكنيست”. غير أن من يلحق ضررا حقيقيا بصورة اسرائيل ويشجع المقاطعات لها هم اردان، درعي وباقي شرطة الافكار الذين يشكلون الحكومة الاكثر بشاعة التي عرفتها الدولة. ينبغي لنا أن نبارك ايضا كتاب التوبيخ الشديد الذي اصدرته لجنة رؤساء الجامعات بحق اردان. على المحكمة أن تسمح بدخول القاسم. اذا كان ينبغي لأحد ما أن يعتذر، فهذه ليست القاسم، بل حكومة اسرائيل.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى