هآرتس: فقط ايال زمير يمكنه منع خطة “حرب جهنم في غزة” من التحقق

هآرتس – عوفر شيلح – 17/2/2025 فقط ايال زمير يمكنه منع خطة “حرب جهنم في غزة” من التحقق
ايال زمير يمكن أن يحصل في الشهر القادم على رتبة جنرال، ويتسلم منصبه كرئيس الأركان الـ 24 في الجيش الإسرائيلي. ربما في أيامه الاولى في هذا المنصب يمكن أن يتسلم توجيه من المستوى السياسي، الانطلاق الى عملية في القطاع، التي حسب وزير الدفاع إسرائيل كاتس “ستفتح أبواب جهنم على حماس. الحرب الجديدة في غزة ستكون مختلفة في قوتها عن الحرب التي كانت قبل اتفاق وقف اطلاق النار”.
يمكن الافتراض بأن كاتس أراد فقط إعطاء صيغة خاصة به لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لكن زمير في زيارته الأولى في قيادة المنطقة الجنوبية، التي كان قائدها في السابق، سيحصل على صورة دقيقة عن كيف ستكون جهنم. عاموس هرئيل نشر هنا عن جزء منها (“هآرتس”، 14/2). فرض الحصار، المس بالمساعدات الإنسانية، تدمير ضخم للبيئة الذي هدفه هو خلق وضع لا يحتمل ويؤدي الى هجرة الفلسطينيين من القطاع، وفقا لحلم ترامب تحويل غزة الى نظيفة من الفلسطينيين وإعادة بناءها كضيعة “مار الاغو” على شاطيء البحر المتوسط، وفي الطريق، بشكل غير متعمد ولكن محتم، القتل الجماعي للمدنيين، نساء وأطفال. نعم، جهنم.
خطط حملة التدمير والثأر، التي حسب اقوال هرئيل تفوح منها رائحة “التطهير العرقي”، آخذة في التراكم في قيادة المنطقة الجنوبية. هذا حدث في تشرين الأول الماضي، في عملية جباليا وبيت حانون، حيث أعد ضباط في القيادة الخطط، وتم التوقيع عليها من قبل أمراء 7 أكتوبر، رئيس الأركان التارك هرتسي هليفي وقائد المنطقة الجنوبية يارون فنكلمان ووزير الدفاع السابق يوآف غالنت. هؤلاء، من خلال تخدر المشاعر والعجز المهني، قدموا لنتنياهو كل ما أمل به على طبق من الأفعال غير الأخلاقية: إطالة فترة الحرب وخاتم “المهنيين” لتحويل إسرائيل الى دولة جيشها هو جيش انتقامي بلا قيود.
لكن الحساب مع الماضي، الذي يجب على زمير اجراءه أيضا اذا كان ينوي انقاذ الجيش، مهم في هذه الاثناء اقل من تقرير المستقبل. حتى قبل تسلم زمير للمنصب يجب عليه البت في المعضلة التي لم تكن مثلها امام أي رئيس اركان. خطة جهنم هذه سينفذها جنود وقادة في الميدان ورجال استخبارات وطواقم جوية، الذين يوجد لكل منهم ضمير. ولكن فوق رؤوسهم يحلق الامر. ومن سيرفض تنفيذه سيتحمل النتائج، لمعرفته أن التضحية التي قام بها لن توقف العملية. هناك فقط شخص واحد، الذي اذا قال “لا”، فان سيناريو الرعب هذا يمكن أن يتوقف والجيش الإسرائيلي ومن يخدمون فيه سينجون، وهو رئيس هيئة الأركان، الضابط الأكبر في الجيش.
حسب قانون الأساس: الجيش فان رئيس الأركان خاضع للحكومة ولوزير الدفاع. عمليا، سواء بسبب حقيقة أنه يترأس الجهاز الذي يحظى بالمستوى الأعلى من ثقة الجمهور أو بسبب عدم معرفة المستوى السياسي، فان رئيس الأركان هو لاعب مشكل، وليس فقط ينفذ الأوامر ويحني الرأس. يجب على زمير أن يفعل كل ما في استطاعته كي لا يتم الإعلان عن الخطة. يجب عليه التوضيح لوزير الدفاع ورئيس الحكومة بأن الامر الذي سيفرض على الجيش الإسرائيلي روح العصابة سيتم وقفه عنده. لأنه سيكون المسؤول عن المس الأخلاقي بعشرات الآلاف الذين يرتدون الزي العسكري والافلاس الأخلاقي لجيش الشعب، الامر الذي سيؤدي الى تفككه.
في المقال الذي نشره بعد عشرين سنة على حرب لبنان الأولى كتب العقيد ايلي غيفع، الذي حاول وقف دخول الجيش الإسرائيلي الى بيروت وتم ابعاده عن الجيش لأنه “في معظم الحالات، الأوضاع ومعنى الأوامر والقرارات هي قانونية بالمعنى الجاف الاولي. الصعوبة أنها في تطورها هي تتسبب بافعال تتحرك هنا وهناك على حدود غير قانونية، التي أيضا عليها يرفرف علم رمادي أو أسود”.
في حالة حرب “جهنم” في غزة فان العلم الأسود يرفرف الآن. الرأي العام في إسرائيل الذي أصابه الحزن والخوف ومشاعر الانتقام يرفعه باعتباره “راية العدل” في هذه الأيام. المستوى السياسي منفلت العقال الذي تدفعه اعتبارات البقاء السياسي، يؤيد هذه الراية. المعارضة غير موجودة، ولا يوجد اعلام أيضا. فقط ايال زمير يمكنه ذلك ويجب عليه فعل ذلك.