هآرتس: فقط اربع كتائب أخرى وسننتصر
هآرتس 3/4/2024، بقلم: تسفي برئيل: فقط اربع كتائب أخرى وسننتصر
طالما أننا لم نقض على كتائب حماس الاربعة التي توجد في رفح فان الحرب لا يمكن أن تنتهي ولن يكون هناك نصر. هذه هي عقيدة الحرب وحلم النصر الذي رسمه لنا بنيامين نتنياهو. اربع كتائب وكفى.
على فرض أننا دخلنا رفح ودمرنا الكتائب الاربعة التي تضم حوالي 3 آلاف من اعضاء حماس. حتى الآن اشارت احصائيات الحرب الى أن اسرائيل تقتل الغزيين بنسبة 2: 1، أي مخرب مقابل مواطنين غير مشاركين. وحتى أن هناك من يقولون بأن هذه النسبة انسانية وتناسب الجيش الاكثر اخلاقية في العالم. حسب هذا الحساب الاكتواري فان تصفية كتائب حماس التي بقيت يتوقع أن تؤدي الى قتل نحو 6 آلاف غزي، الذين سيضافون الى الـ 21 ألف غير المشاركين، والذين قتلوا في السابق (من بين العدد الاجمالي، 23 ألف قتيل). بسبب أن رفح هي المنطقة الاكثر اكتظاظا من مناطق القتال السابقة التي عمل فيها الجيش في القطاع فانه لن يكون مبالغ فيه التقدير بأن عدد القتلى المدنيين يمكن أن يصل الى 8 آلاف شخص، بالاجمال سيصل العدد الى 27 ألف مواطن (من بين حوالي 40 ألف قتيل).
من اجل المقارنة فانه حسب معطيات الامم المتحدة منذ بداية الحرب في اوكرانيا وحتى شباط الماضي، أي سنتي قتال، قتل 10852 مدني اوكراني. في الحقيقة هذه المعطيات غير دقيقة، وانحرافها الاحصائي اعلى مما يسمح به أي بحث سليم، والتمييز بين غير المشاركين والمخربين تم طمسه بدرجة كبيرة، لكنها تفسر بشكل جيد تكلفة صورة النصر التي سيتم دفعها في رفح. حجم القتل يظهر فقط عدم المعقولية، بالاساس الكذب الذي يرافق المساومة الساخنة حول مستوى “المرونة” التي على اسرائيل اتباعها في المفاوضات من اجل تحرير المخطوفين. لأنه أي قيمة امنية توجد لمواصلة حبس آلاف السجناء الذين تم اعدادهم ليكونوا بضاعة بديلة للمخطوفين الاسرائيليين اذا كان الجيش الاسرائيلي في اسبوع عمل واحد يقضي على عدد مشابه من المخربين.
لكن المشكلة ليست في احصائية الموت التي لا تعني اسرائيل، بل في الثمن الذي ستحصل عليه مقابل الكثير من القتل. لأنه ما الذي سيبقى لنا بعد تدمير الكتائب الاربعة في رفح؟ في العام 2019 قال يحيى السنوار إنه يخضع لامرته حوالي 70 ألف مقاتل، في الخدمة النظامية وفي الاحتياط. ومنذ ذلك الحين يبدو أن عددهم ازداد كثيرا. وحتى وفقا لهذا العدد فانه يمكن التقدير بأنه بعد القتل الكثيف سيبقى 40 – 50 ألف من اعضاء حماس في القطاع. وحتى لو نصفهم سيعتبرون مقاتلين مدربين وما زال لديهم حتى الآن سلاح شخصي فانهم سيشكلون تهديدا دائما لأي قوة عسكرية ستبقى لادارة القطاع.
هذه هي الترجمة الواقعية لمفهوم “تدمير حماس”. ربما أن هذه المنظمة لن تستطيع تفعيل اجهزة حكمها، لكن رجالها سيصبحون خلايا ارهابية صغيرة، ناجعة ودموية. معنى هذا التهديد يمكن استنتاجه مما يحدث في الضفة، التي يكفي فيها مخرب واحد يحمل سلاح أو فتاة تحمل مقص أو شخص يائس يحمل سكين كي يتضعضع الشعور بالأمان. وها هو بالذات في الضفة لا يمكن لأحد أن يدعي النصر المطلق على الارهاب، الواقع هو الذي ينتصر. من أين جاء الهراء بأنه يمكن تحقيق مثل هذا النصر في غزة، التي فيها الجيش الاسرائيلي سيصبح قوة محتلة وقوة شرطية، وسيكون هدفا فوريا وفي متناول اليد؟.
الاهم من كل ذلك هو هل تدمير كتائب حماس في رفح سيضمن اعادة المخطوفين؟ ولمزيد من الدقة، هل سيبقى المزيد من المخطوفين بعد هذا القتل الجماعي؟ نحن ليس فقط شاهدنا عبثية الشعار الذي يقول إن المزيد من الضغط العسكري هو الذي سيحرر الرهائن، بل إن دخول رفح، ذروة الضغط، يمكن أن يجعل السنوار، إذا كان على قيد الحياة، يقرر بأنه لم تعد هناك حاجة الى الرهائن. وهكذا فانه سيعوض خسارته الكاملة على حساب خسارة اسرائيلية كاملة. وهذا ثمن فظيع يتمثل بحياة الذين توافق دولة اسرائيل على التضحية بهم من اجل اربع كتائب لحماس.