ترجمات عبرية

هآرتس: فرض عقوبات على سموتريتش وبن غفير، خطوة مرحب بها، لكنها غير كافية

هآرتس 12/6/2025، جدعون ليفي: فرض عقوبات على سموتريتش وبن غفير، خطوة مرحب بها، لكنها غير كافية

لقد سقط التاج عن رأسنا، الويل لنا لاننا اخطأنا: خمس دول فرضت عقوبات على بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير. الحرب في غزة ستنتهي الان بمرة واحدة، وربما ايضا الاحتلال سينتهي، وبالتاكيد الابرتهايد. سموتريتش الذي كرس حياته للبحث في انتاج هنريك ابسين، واحب التجول في شوارع اوسلو في اعقاب مسرحياته، لم يعد يستطيع زيارة النرويج. وبن غفير، الذي يصب اهتمامه على مراقبة الطيور، لن يستطيع تعقب طائر الكيوي، الطائر الساحر الذي يقتصر انتشاره في نيوزيلندا. هاتان الدولتان قررتا، اضافة الى بريطانيا وكندا واستراليا، فرض عقوبات عليهما، التي مشكوك فيه من أن تتمكن الحكومة الاسرائيلية والشعب الاسرائيلي من تحملها. هذا غير لطيف، يا بتسلئيل ويا ايتمار. هذان الولدان المشاغبان من اسرائيل سيتم توقيفهما في الزاوية.

تصعب معرفة ما اذا كان الحديث يدور عن سذاجة دول أو عن عدم الشجاعة. بالضريبة الكلامية التي تطرحها أو بالعقوبات التي تؤمن بانها ستؤثر ولو قليلا على خطوات اسرائيل. في الواقع لا يمكن عدم مباركة خطوتها. اخيرا جاءت خطوة حقيقية وليس مجرد كلام فارغ من المضمون، التي من شأنها، نأمل ذلك، أن تكون السنونو التي تبشر بقدوم الخريف. ربما ان هذه الخطوة الصغيرة والمضحكة استهدفت ان تكون فقط نداء تحذير للعالم الذي ينام بهدوء ازاء غزة التي يتم ذبحها، والتي في اعقابها سيأتي الطوفان. من جهة اخرى لا يمكن عدم الضحك. نحن نستحق اكثر بكثير من ذلك.

قرار هذه الدول يستند الى عدة تصريحات مريضة لاشخاص، وتحرص على عدم معاقبتهما، لا سمح الله، على افعالهما. غير لطيف، يا بتسلئيل، أن تقول بأنه “يجب محو حوارة”، و”الموت للعرب”، يا ايتمار. اضافة الى هذا التمييز بين الاطفال السيئين والحكومة الجيدة تحرص ايضا كل الدول المهددة على اتخاذ عقوبات للتمييز بين الحكومة والشعب. كل ذلك بسبب نتنياهو وحكومته وليس بسببكم، أيها الاسرائيليون الاعزاء. نحن نريد مواصلة معكم علاقات “الصداقة الشجاعة” و”القيم المشتركة”. ليس في كل يوم توجد ديمقراطية وحيدة في الشرق الاوسط مع الجيش الاكثر اخلاقية في العالم.

الدول الخمسة التي اتخذت هذه الخطوات المقزمة انضمت للولايات المتحدة في عهد النظام السابق، وفرضت عقوبات شخصية على مستوطنين ونصف عنيفين. هذا كان اسهام امريكا السابقة في محاربة الابرتهايد، الذي نظر في عين هذه العقوبات وازداد قوة منذ ذلك الحين، بما في ذلك عنف المستوطنين.

مثل ذلك ايضا القول بان سموتريتش وبن غفير اصل كل خطيئة. الدول الاربعة في دول الكومنولث والنرويج سهلت حياتها. ما تنفذه اسرائيل في قطاع غزة لا يحدث بسبب بن غفير وسموتريتش، وهما حتى ليسا المتهمين الاساسيين. اتهامهما هما فقط يعني التوارع والنفاق.

قطاع غزة ودولة اسرائيل ايضا بحاجة ملحة الى عقوبات دولية تؤدي الى وقف المذبحة في القطاع. لم يعد بالامكان الانتظار، أو التلعثم مثل هذه الدول الخمسة. المذبحة لن يتم وقفها بدون عقوبات، وهي لن تتواصل. فقط رؤية الجثث تتراكم في طوابير الغذاء. العقوبات يجب أن توجه لكل الحكومة، بدءا ببنيامين نتنياهو، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية وحتى الوزير الاخير، اضافة الى الضباط والموظفين الذين ينفذون المذبحة في غزة. معظم الجمهور الاسرائيلي، كما تظهر الاستطلاعات، يؤيد المذبحة وحتى أنه ينتظر الطرد الذي سياتي في اعقابها. لذلك، الضغط والعقاب يجب أن يكون موجه على كل اسرائيل.

بدون فصل كوميدي الامر مستحيل. فزعيم المعارضة في اسرائيل بني غانتس، اعتبر فرض العقوبات على سموتريتش وبن غفير “فشل اخلاقي كبير للعالم”. ايها الدبلوماسيون ومتخذو القرارات، هل فهمتم ذلك؟ في اسرائيل جميعنا الآن بن غفير وسموتريتش، جميعنا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى