ترجمات عبرية

هآرتس: فرصة لتخريب الشرق الاوسط

هآرتس 7/10/2024، عودة بشارات: فرصة لتخريب الشرق الاوسط
الرئيس التركي، رجب طيب اردوغان، قال في نهاية الاسبوع الماضي: “اسرائيل لن تتوقف في غزة. بعد احتلال رام الله سترغب في اراضي سوريا ولبنان”، واضاف: “هم سيضربون عيونهم نحو وطننا، بين دجلة والفرات. هم يصرحون بهذا علنا في كل خريطة يظهرونها”. في الماضي ايضا حذر زعيم ليبيا الاسبق، معمر القذافي، العرب وقال إن الاسرائيليين يتطلعون الى احتلال العالم العربي كله. اذا ما بحثنا يمكن أن نجد تصريحات اخرى لاشخاص في بلدان عربية وفي العالم بعامة، بما في ذلك في مواقع اساسية، ممن يعتقدون ذلك ويحذرون من التطلعات التوسعية لاسرائيل.
وكدليل يأتون بحقيقة أن دولة اسرائيل لم ترسم ابدا حدودها. وهنا، في هذا الموضوع، كان ميلان تداخلا الواحد في الآخر: النهج المسيحاني ونهج التوسع العلماني. نهج التوسع وجد تعبيره في التيار السائد في الحركة الصهيونية.
رئيس الوزراء الاول، دافيد بن غوريون، اكثر من استخدام نصوصا من “التناخ” (الكتب المقدسة) لتأكيد سياسة التوسع التي تبناها. في زمننا، في الأمر العسكري اليومي الذي اصدره بصفته وزير الدفاع في حرب سيناء في 1956 كتب: “فلتسمع الشعوب الغضب، والجيش سيحتل سكان اليشت، وأرباب موآف سيتملكهم الرعد وسيذوي كل سكان كنعان وسيقع عليهم الرعب والخوف. ايلات ستكون مرة اخرى الميناء العبري الرئيس في الجنوب، ويودفات، التي تسمى تيران، ستعود لتكون جزءا من مملكة اسرائيل الثالثة”. وفي الكنيست قال: “موقف جبل سيناء تجدد في ايامنا هذه”. في الماضي تعاطيت باستخفاف مع تحذيرات التوسع الاسرائيلي التي اطلقها الزعماء العرب، وفي الاقوال المسيحانية لبن غوريون رأيت ما يبعث على الشفقة لما يقال في الايام العاصفة. كنت مقتنعا بأنه توجد في اسرائيل قيادة علمانية، وحتى مع ارادتها القوية لاحتلال المزيد فالمزيد – “في المكان الذي ينغرس فيه المحراث اليهودي في التلم الاخير، هناك تمر حدودنا”، قال يوسف ترامبلدور – فانها تحركها اساسا مصالح سياسية حزبية وليس مسيحانية. أما اليوم، حين تكون في رأس الهرم السلطوي في اسرائيل احزاب كلها بكليلها مغروسة بالمسيحانية وتحفظ لهذه القوى المكانة العليا في الجيش ايضا، من الصعب أن تُعد تحذيرات الزعماء العرب اقوالا لا سندا لها.
لا يمكن لنا اليوم ألا نلاحظ أنه مثلما قررت اسرائيل ألا ترسم حدودا للدولة، ففي هذه الحرب الدامية ايضا لا توجد اهداف للحرب، فما يأتي أهلا وسهلا به. في هذه اللحظة الحماسة في ذروتها. بعد حملة تفجير اجهزة البيجر واجهزة الاتصال والاغتيالات لزعماء حزب الله وعلى رأسهم حسن نصر الله واغلب الظن خليفته ايضا هاشم صفي الدين، فان السؤال الاكثر انتشارا بين الجمهور هو لماذا لا نستغل الزخم لمزيد من “الانجازات”، كون نافذة الفرص لا تكون مفتوحة الى الأبد.
كل واحد وفرصته. ثمة من يطلب ايضا رأس الزعيم الاعلى في ايران، علي خامنئي، وآخر يطلب قصف منشآت النفط في ايران، وآخر يطلب سحق منشآت النووي هناك. وثمة من يطلبون استغلال الفرصة لاهداف اقل طموحا، مثل تظليم هنا، قطع مياه هناك، وفي هذه الاثناء الطريق الى التجويع قصيرة جدا. وحتى دونالد ترامب، القوة الجاذبة لليمين الاسرائيلي، لا يمد يده الى الصحن وهو يطلب أن تكون اسرائيل، وليس امريكا البعيدة والآمنة، هي التي تقصف منشآت النووي في ايران. وهكذا، رويدا رويدا يتبين بأنه حتى لو كان جزءا فقط من هذه الاماني ستتحقق، فلن يتبقى عالم عربي أو شرق اوسط. وحتى اصدقاء اسرائيل العرب سيطحنون في خلاطة هذا الصراع. ها هي ايران تهدد، عبر مؤيديها في الشبكات الاجتماعية، ليس فقط اسرائيل، بل وايضا السعودية والامارات وغيرهما. العالم في الطريق للعودة الى البدء. في بيروت وفي قطاع غزة وفي غلاف غزة تذوقوا منذ الآن بوادر الفوضى المتحققة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى