ترجمات عبرية

هآرتس: غيلا غملئيل توزع الخطط، لكن لن تُقام ريفييرا في غزة، بل ستقام “يد واسم” للضحايا هناك

هآرتس – أوري مسغاف – 24/7/2025 غيلا غملئيل توزع الخطط، لكن لن تُقام ريفييرا في غزة،  بل ستقام “يد واسم” للضحايا هناك

اشخاص واطفال رضع يموتون الآن بسبب الجوع في غزة. اعداد كبيرة اخرى تعيش في حالة سوء تغذية. مجوعون. نحن وصلنا الى هذه الحالة. الدائرة تم استكمالها. نحن جزء من جريمة بمستوى تاريخي. لن يتم تنظيفنا منها. في كل مكان سيسألوننا ويسألون اولادنا أين كنا وماذا فعلنا في المرحلة التي تحولت فيها الحرب الدفاعية، التي بدأت كرد مشروع على الغزو البربري لارضنا، الى حملة ثأر هستيرية ومنهجية ضد سكان غزة.

الارقام الحذرة اكثر تتحدث عن 60 ألف قتيل. حسب تقديرات مشددة، ليس اقل من نصفهم هم غير مخربين، بينهم حوالي 18 ألف طفل. اطفال! 70 في المئة من المناطق الماهولة تم تدميرها، حرثها وتسويتها بالارض، بالقصف من الجو وبتفجيرات هندسية وبالجرافات العسكرية والمدنية. هذه ليست اسرائيليتي أو يهوديتي. هذه ليست دولتي، وليس من اجل ذلك اقيمت هنا بعد الكارثة.

أنا اتابع برعب مناقشات اللوبي الجديد الذي تم تاسيسه في هذا الاسبوع في الكنيست تحت عنوان “ريفييرا في غزة”. الجهاديون اليهود، بالقبعات والعمائم والاوشحة التي تمتد حتى السقف، ينشرون الابتسامات والهتافات هناك. لايفوفيتش كان على حق. عاموس ايالون كان على حق. وحانوخ لفين كان على حق. هؤلاء وامثالهم بنبوءات الغضب حول الطريق المؤكدة نحو الهلاك، الذي يمهده لنا المزج بين القومية اليهودية المتطرفة ولعب دور الضحية اليهودية والاصولية اليهودية. 

وزيرة الابداع والتكنولوجيا غيلا غملئيل، نشرت فيلم ذكاء اصطناعي طفولي (هذه هي الموضة الآن)، تفاخرت فيه بـ “خطة غملئيل – ترامب” (هكذا في المصدر)، نفس الريفييرا على شواطيء البحر الابيض المتوسط، مع صورتها وصورة بيبي وسارة وهم يتجولون في المتنزه المزدهر في غزة. في نهاية الفيلم توجد العاب نارية، وكل ذلك في الوقت الذي فيه الجنود والمخطوفون يقتلون ويختنقون هناك. عشرات المواطنين الغزيين يقتلون كل يوم وصور الجوع والتجويع تملأ العالم. هؤلاء مجانين – لن تقوم ريفييرا في غزة. ذات يوم ستقوم على انقاضها “يد واسم” عربية.

عندنا يغرقون في النقاشات الاكاديمية حول هل القتل والدمار ينطبق عليه التعريف القانوني للابادة الجماعية وجرائم الحرب. هل هذا حقا يغير أي شيء؟ في وسائل الاعلام المحلية يجري نقاش اكاديمي حول ما اذا يجب على الاسرائيليين رؤية حقيقة ما قمنا بصنعه بايدينا في غزة. في هذه الاثناء سئل بنيامين نتنياهو، القائد الاعلى لكل ذلك، في بث صوتي من قبل مهرجين امريكيين ما اذا كان يفضل ماكدونالدز أو بيرغر كينغ.

اسرائيل التي في بداية طريقها كانت منارة للاغيار، او على الاقل معجزة من صنع الانسان للبناء والتقدم، اصبحت مثل كوكب آخر، لا يوجد حدود للهستيريا. في غزة يقتلون ويُقتلون، يُجوعون، يقصفون، يتخلون عن المخطوفين ويضحون بالجنود. وفي القدس ينشغلون في السباق الذي لا يوجد فيه فرق بين ميلفتسكي وبسموت على رئاسة لجنة الخارجية والامن التابعة للكنيست، التي ستشرعن تهرب الحريديين.

أنا احاول حساب الساعات في حياتي التي استثمرتها في دراسة الكارثة. مراسيم، صافرات انذار، متاحف، دروس تعليمية، رحلتان الى بولندا، افلام، مسرحيات، عشرات الكتب النثرية وغير الروائية. سؤال كبير يلوح في الافق وهو كيف حدث ذلك للالمان وشعوب اخرى عبر التاريخ ايضا. الجواب في النهاية متشابه بشكل مخيف: الامر يبدأ بصدمة وطنية، أو الشعور بالتهديد الوجودي الذي تشعله حكومة مشوشة. وبعد ذلك الشعور بالتفوق الممزوج بالضحايا والاحباط، وهنا تأتي الرغبة في الانتقام، نزع انسانية العدو والشعور بعدم وجود أي خيار. 

كل ذلك يحدث في موازاة حرب شاملة على الحدود. هكذا فان المعارضة أو الاحتجاج يعتبران خيانة. القلب يتحجر، القتل اصبح صناعة بدون تمييز، وسائل الاعلام تغض النظر، الجهاز القضائي يتراجع، يتم الغاء الديمقراطية أو ببساطة يتم افراغها من المضمون، جزء من الجمهور راض، وجزء آخر لا يبالي أو أنه غارق في مشكلاته وفي ضحاياه، أو ببساطة هم عاجزون مثلي. هكذا يحدث دائما. وهذا ما يحدث لنا.

مركز الناطور للدراسات والابحاث Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى