هآرتس: غير بعيد اليوم الذي ستقصف فيه ايران مقر الحكومة من اجل تحرير الشعب المضطهد في اسرائيل

هآرتس – يوعنا غونين – 24/6/2025 غير بعيد اليوم الذي ستقصف فيه ايران مقر الحكومة من اجل تحرير الشعب المضطهد في اسرائيل
“مسجل لك هنا لا يوجد. ها هو”، هكذا أوضح شرطي لرنانا كيدار سبب اعتقالها. الكتابة الموجودة على قبعتها. على القبعة ظهرت كلمة ديمقراطية، المفهوم الذي كما يبدو محظور ارتداءه من قبل شرطة الموضة للوزير ومصمم الأزياء ايتمار بن غفير. كيدار هي محاضرة في القانون، اعتقلت اول امس اثناء احتجاج هاديء من اجل المخطوفين قرب منزل الوزير نير بركات في القدس. في فيلم عن الحادث هي تظهر وهي يتم دفعها نحو سيارة الشرطة بدون ذنب وتصرخ “انقذوني، اولادي وحدهم في البيت”. وقد اعتقلت معها أيضا شوشان غيفع، وهي امرأة تعمل في التعليم. في مركز الشرطة تم تفتيشهما بشكل عار، وهذه خطوة استثنائية تفسيرها الوحيد هو الرغبة في التخويف والاهانة.
“أنا عملت طوال الأسبوع عندما كنت انت تختبيء في الغرفة الآمنة”، استهزأ الموغ كوهين، نائب الوزير لشؤون الذكاء الصناعي والغباء الطبيعي، من السينمائي امير شيفرلينغ، الذي شارك عدة رسائل تحدث فيها المقربون من الموغ كوهين بانه يختبيء في البيت مثل الأسد في القفص. وردا على ذلك حصل منه على صلية بالستية من الإهانة. حقيقة ان نائب الوزير يقوم بشتم مواطن عادي كانت ستثير عاصفة في دولة نصف سليمة. أما عندنا فهذا امر عادي. مع ذلك، عندما يستهزيء عضو في الحكومة من مواطن اضطر الى الركض خلال الليل كي يصل الى الغرفة الامنة كي لا يموت بسبب الصواريخ التي تطلق عليه بسبب قرارات نفس الحكومة، فان ذلك اصبح يشكل مستوى اولومبي لانغلاق الحكومة.
يبدو ان الحديث يدور عن حادثين منفصلين. ما هي الصلة بين اعتقال مهين لامرأتين ونوبة الغضب لنائب الوزير في تويتر؟ كيف أن هاتين الحادثتين تجسدان احد التغييرات العميقة التي حدثت في إسرائيل في ظل الحكومة الحالية، التغيير الذي يظهر جيدا بالصورة التي تدار فيها الحرب. القاسم المشترك بين الحادثتين هو الرسالة الواضحة التي تقول “أنتم، أيها المواطنون، لا تستحقون الاحترام، الإنسانية والحقوق الأساسية. أنتم حتى لستم لحم للمدافع. أنتم لا شيء. أي مظهر من مظاهر المعارضة سيتم الرد عليه بعنف واهانة، أي محاولة للحفاظ على العقلانية وعلى حياتكم، حتى بواسطة الامتثال لتعليمات النظام نفسه، ستستغل لعرضكم كخونة متملقين”.
تفتيش زائد مع خلع الملابس، اصبح نهج ثابت للشرطة من اجل الإهانة والتخويف. هذا الأسلوب الذي يستخدم منذ فترة طويلة ضد النساء الفلسطينيات، يوجه الآن للنساء اليهوديات اللواتي يتظاهرن ضد الحرب أو من اجل إعادة المخطوفين. يدور الحديث عن استخدام العنف الجنسي ضد المتظاهرين، وهو ممارسة سائدة في الدول الديكتاتورية، يستهدف تحطيم روح معارضي النظام والتوضيح لهم بأن جسدهم وكرامتهم هي للدولة، بنفس الطريقة أيضا المعاملة المستخفة والعنيفة لممثلي الحكومة للجمهور المتعب تكرر الأسلوب السائد في أنظمة ديكتاتورية التي فيها المواطنون يعتبرون خدم مذلولين للحكام، وكرعايا لنزواتهم واهوائهم.
حكومة نتنياهو لا ينطبق عليها تعريف نظام فاشي أو شمولي بكل معنى الكلمة. ولكنها بالتأكيد تتميز بإحدى الخصائص الواضحة جدا لمثل هذه الأنظمة: تعامل سادي، منغلق، مستهزيء بالمواطنين، أو على الأقل مع الذين هم غير محسوبين على مقربي النظام. العنف هو أداة رئيسية للأنظمة القمعية التي تعرف ان الطريقة الاسهل لحكم الجمهور هو جعله كيس لكمات، مهان ومذعور. العنف الجنسي تجاه المتظاهرات والاهانة العلنية للمعارضين والاشمئزاز الواضح من المواطنين – بهذه الوتيرة لا تتفاجأوا اذا أعلنت ايران في القريب بانها ستقصف مقر الحكومة تضامنا مع الشعب المضطهد في إسرائيل.