ترجمات عبرية

هآرتس: غزة الى الأبد: هدف الحرب لنتنياهو: احتلال قطاع غزة

هآرتس 22/8/2024، ألوف بن: غزة الى الأبد: هدف الحرب لنتنياهو: احتلال قطاع غزة

في بيانه أول أمس (الثلاثاء) حول فشل المفاوضات بخصوص وقف اطلاق النار مع حماس، تحدث رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو عن “الثروة الامنية والاستراتيجية لاسرائيل” – السيطرة على محور فيلادلفيا وممر نتساريم – التي ستفقدها اسرائيل اذا وافقت على الصفقة المطروحة الآن. الخطاب العام في اسرائيل يرتكز الى المخطوفين ومصيرهم، لكن نتنياهو يعتبرهم مكرهة اعلامية، أداة مناكفة في يد خصومه السياسيين وحرف الانتباه عن الهدف. “احتلال طويل” لقطاع غزة، أو كما اعلن مرة تلو الاخرى منذ بداية الحرب “سيطرة امنية اسرائيلية”.

السيطرة على محور فيلادلفيا وعلى “الممر الامني” على طول الحدود تسمح لاسرائيل بتطويق القطاع من الجهات البرية الثلاثة وعزله عن مصر. السيطرة على ممر نتساريم تقسم فعليا القطاع، شمال القطاع الذي بقي فيه عدد قليل من السكان مع بيوت وبنى تحتية مدمرة، وجنوب القطاع المكتظ بالنازحين من كل ارجاء القطاع.

عمليا، يتبلور هنا اتفاق بعيد المدى لـ “اليوم التالي”. اسرائيل ستسيطر على شمال القطاع وتدفع الى الخارج الـ 300 ألف فلسطيني الذين ما زالوا هناك. الجنرال احتياط غيورا آيلاند، ايديولوجي الحرب، اقترح تجويعهم حتى الموت أو طردهم الى المنفى، كوسيلة لاخضاع حماس. اليمين في اسرائيل ينظر بنهم الى المنطقة ليكون فيها استيطان يهودي مع الامكانية الكامنة العقارية الضخمة في هذه الطبوغرافيا المريحة والمشهد على شاطيء البحر والقرب من غوش دان. من تجربة الـ 57 سنة من الاحتلال في الضفة الغربية وفي شرقي القدس فان الحديث يدور عن عملية طويلة تحتاج الى الكثير من الصبر والقدرة على المناورات الدبلوماسية. لن يقيموا في الغد مدينة يهودية كبيرة في قطاع غزة، بل هم يركزون على دونم تلو دونم وكرفان تلو كرفان وبؤرة استيطانية تلو الاخرى؛ مثلما في الخليل الون موريه ومزرعة جلعاد.

جنوب القطاع سيتم ابقاءه لحماس، التي ستضطر الى الاهتمام بالسكان الذين ينقصهم كل شيء، والمحبوسين في حصار اسرائيلي، حتى بعد أن يفقد المجتمع الدولي الاهتمام بهذه الازمة وينتقل الى ازمات اخرى. نتنياهو يقدر بأنه تقريبا بعد الانتخابات الامريكية سيخفت تأثير المتظاهرين الذين يؤيدون الفلسطينيين على السياسة الامريكية، حتى لو فازت كمالا هاريس. بالتأكيد اذا قلب دونالد ترامب الامور رأسا على عقب وعاد الى البيت الابيض فان نتنياهو يتوقع منه اطلاق يده في القطاع. في هذين السيناريوهين، امريكا وحاملة الطائرات يمكن أن تردع ايران عن تدهور شامل، أو تورطها هي نفسها في حرب لانقاذ اسرائيل.

يجب عدم التشوش. فالاحتلال هو الهدف الذي يحارب نتنياهو من اجله، حتى بثمن موت المخطوفين الذين ما زالوا على قيد الحياة، وأمام المخاطرة بحرب اقليمية. الدعامة التي تبقي على حكمه، ايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، ستقف في مكانها طالما أنه يسعى بالاقوال والافعال الى احتلال دائم وضم زاحف في القطاع. في جلسة الحكومة في هذا الاسبوع عاد نتنياهو الى شعار حملته الانتخابية في 1996 ضد اتفاقات اوسلو. “مفاوضات أخذ وعطاء وليس اعطاء واعطاء”، بالعبرية، لن تتم اعادة أي منطقة محتلة، حتى لو كان بضغط دولي، سواء في الجولة الحالية أو حتى امام صراخ المخطوفين وعائلاتهم. هذا هو هدف الحرب من ناحيته.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى