ترجمات عبرية

هآرتس: غانتس وضع موعد نهائي سيصعب عليه التهرب منه، لكن يجب عدم استبعاد أي شيء

هآرتس 19/5/2024، يوسي فيرتر: غانتس وضع موعد نهائي سيصعب عليه التهرب منه، لكن يجب عدم استبعاد أي شيء

بعد مرور ثلاثة ايام على خطاب نتنياهو “أنا أتهم”، صاغ بني غانتس أمس لائحة اتهام خاصة به لرئيس الحكومة. وسواء قاما بالتنسيق فيما بينهما، كما كان في الخطاب السابق، أم لا، فمن المرجح أن يوآف غالنت مهد الطريق لغانتس. 

هذا الخطاب، الذي كتب عنه هنا في يوم الجمعة، كان يجب على غانتس القاءه منذ زمن. هو لم يأت بأي جديد. حتى بدون تصريحات غالنت وتصريحاته، فان أي اسرائيلي عاقل يعرف جيدا أنه يترأس الدولة الآن شخص منذ فترة طويلة لم يعد “زعيم”، وبالتأكيد غير “وطني”، هذه هي الكلمات التي وصف بها غانتس ماضي نتنياهو. كرجل دولة حتى النهاية لم يذكر اسماء المتهمين الذين وصف سلوكهم بالاجرامي – بنيامين نتنياهو وشركاءه في اليمين المتطرف، بتسلئيل سموتريتش وايتمار بن غفير. هو فقط قام برسم خطوط لشخصياتهم الضارة.

غانتس وضع لنفسه خط نهاية، الذي سيجد صعوبة في التهرب منه. وهكذا فانه رسم نهاية حكومة الطواريء. ولكن في كل ما يتعلق بشراكته البائسة مع نتنياهو، ايضا الآن لا يجب استبعاد أي شيء. غانتس في نهاية المطاف لا يعتقد وبحق أن رئيس الحكومة سيستجيب لانذاره، ويبلور خطة مسؤولة “تضع الاعتبارات الوطنية قبل الاعتبارات الشخصية”. منذ سنوات لا يوجد مثل نتنياهو هذا. وزعيم عقلاني ومسؤول كان سيمسك بكلتا يديه بحبل النجاة الذي قدمه له شريكه، وبالتأكيد معرفة كيف ستكون الدولة والحرب في ظل ائتلاف الـ 64: فقدان مطلق للشرعية، سواء في العالم أو في اوساط اغلبية الجمهور في اسرائيل. ربما هذا ما قصده غانتس عندما قال: “تنتظرنا ايام قاسية”. 

يبدو أن الفراق صعب على غانتس. فهو يدرك أن الحياة الزوجية انتهت منذ فترة. ولكن العادة، الجلوس على الطاولة والمواد الاستخبارية والمسؤولية ايضا، والشعور أنه بدونه وبدون ايزنكوت فان الحصن سيسقط. ربما بسبب ذلك اختار بصورة غريبة ومثيرة للسخرية، وصف معظم ايام حكومة الطواريء بالنموذج الموضوعي والمسؤول للسلوك من كل الجوانب. وكأن نتنياهو لم يرتكب أي خطأ منذ بداية الطريق في كل المواضيع، بدءا باليوم التالي ومرورا بالعلاقات مع الولايات المتحدة وانتهاء بالمخطوفين.

معظم مصوتي غانتس، حسب استطلاع “اخبار 12″، ما زالوا يريدون عدم مغادرته. ولكن في فحص النتيجة السياسية فانه يستنفد نفسه. المقاعد تتسرب من اسبوع لآخر. ربما هذا ما يشعر به الناخبون الآن. ولكنهم، مثل كل الجمهور، ينتظرون منه قبل أي شيء آخر معرفة الحسم، وبالتأكيد أن لا يعطي نتنياهو مرة تلو الاخرى الفرصة لجعله الولد المضروب. في هذه المرحلة يجب عليه الفهم بأن وجوده في الحكومة لا يحمي الدولة، بل فقط يحمي نتنياهو.

لن تكون هناك أي خطة مسؤولية كما يبدو. ما الذي ينتظرنا وبحق؟ الصعود درجة اخرى في لعبة الاتهام. الحملات ضد غانتس تملأ منذ فترة الشبكات البيبية. وهي فقط ستزداد وتمتليء بالسم. الخط العام سيكون أن غالنت وغانتس خاسرين يريدان انهاء الحرب بأي ثمن، مقابل نتنياهو الذي يصمم على تدمير حماس. المعسكر الذي يؤمن بالنصر المطلق ونبيه الكاذب أمام المعسكر الانهزامي، وبعد ذلك الخائن. عامل “فتحستان” حاول غانتس انتزاعه باعادة صياغة غير ناجحة باسلوب نتنياهو البليغ: “لا حماس ولا عباس”. رئيس الحكومة سيجند جنود الجيش الاسرائيلي كاحصاء، كالعادة مثل الرد الذي ارسله أمس. “في الوقت الذي يحارب فيه جنودنا الابطال… غانتس ينشغل بالانذار”.

استراتيجية غانتس غير واضحة. فهو بحاجة الى خطة لـ “اليوم التالي” لتقديم استقالته، حتى 8 حزيران سيتجدد بقوة كبيرة خطاب التجنيد، الشماعة التي قدمت له كهدية، التي معها كان يمكنه الاستقالة بالصورة التي تثير التعاطف الكبير في اوساط الاسرائيليين. دورة الكنيست الصيفية ستكون في حينه في الذروة، الائتلاف سيتعين عليه ازالة عن ياقة بدلته غبار الاحتجاج طوال شهر ونصف، حتى العطلة الصيفية، وهكذا سيضمن الائتلاف حكمه في العام 2024.

من غير المؤكد أن الجلوس الطويل الذي ينتظر غانتس في المعارضة، التي سيعود اليها، سيخدمه. ولكن الانتخابات المبكرة جدا، هذا يعرفه جيدا، هي مصلحة اسرائيل العليا. وكما يقول غانتس، الدولة قبل كل شيء.

مركز الناطور للدراسات والأبحاث  Facebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى