ترجمات عبرية

هآرتس: غانتس وآيزنكوت كانا مجرد غطاء

هآرتس 10-6-2024، يوسي فيرتر: غانتس وآيزنكوت كانا مجرد غطاء

بني غانتس أعلن، أمس (أول من أمس)، عن انسحاب المعسكر الرسمي من حكومة نتنياهو، بن غفير وسموتريتش، الحكومة التي كانت دائما هكذا. “الوحدة” المصطنعة كانت مزيفة، لأنه حتى عندما كان غانتس وآيزنكوت في مجلس الحرب كانت القوة الحقيقية في يد رؤساء الأحزاب اليمينية المتطرفة والعنصرية.

إن تمرغ الجيش الإسرائيلي في وحل غزة، دون استراتيجية خروج ودون أي فكرة عن ماذا بعد رفح التي أصبحت أسطورة، هو نتاج سيئ لوجود بن غفير وسموتريتش الدائم. وهكذا أيضا التنازل الفعلي عن التحالف الإقليمي برئاسة الولايات المتحدة الذي سيشمل أيضا التطبيع مع السعودية؛ هكذا أيضا الإهمال المستمر في الضفة الغربية وهياج المستوطنين الذين أعمال عنفهم آخذة في الازدياد.

لقد كان لغانتس وآيزنكوت تأثير في البداية، لكن ليس في الأمور السياسية المهمة. وقد شكلا غطاء مريحا لنتنياهو أمام الولايات المتحدة والغرب. وعندما كان كبار الإدارة الأميركية يأتون إلى اسرائيل ويلتقون وزراء المعسكر الرسمي كانوا يخرجون مع الشعور بأن الوضع ليس ميؤوسا منه.

كل ذلك سينتهي بعد مرور ثمانية اشهر على تشكيل حكومة الطوارئ، عندما ستدخل استقالة الثلاثة، أيضا استقالة حيلي تروفر، إلى حيز التنفيذ. غانتس وعد بأن يكون معارضة مسؤولة، لا أحد توقع شيئا مختلفا. “نحن سنخرج للتظاهر حسب القانون وليس بسبب الكراهية”، قال وكان يقصد التظاهرات في كابلان التي في بعض الأحيان تخرج عن السيطرة (التي تتميز بالأساس بعنف رجال الشرطة الذي يذكر بروسيا والصين). هذا كان تصريحا بائسا لغانتس، الذي حاول تمييز نفسه عن “المتظاهرين في كابلان”. أي تظاهرة هي قانونية. إذا كان وهو في الطريق إلى خارج الحكومة يقوم بتوجيه الإساءة لمنظمات الاحتجاج والنضال، فيبدو أنه لا يوجد ما يأملونه منه.

من جهة أخرى، كانت لغانتس مقولة أخرى كانت معروفة وهي “نحن نستقيل بقلب متفطر، لكنه مطمئن”، هكذا قال في حينه المستشار القانوني السابق للحكومة، افيحاي مندلبليت، عندما قدم لائحة الاتهام ضد المتهم رقم واحد. وخلافا لذلك، غانتس أيضا فصل بنود لائحة الاتهام ضد رئيس الحكومة كما فعل من قبل آيزنكوت. لا يوجد خلاف حول الحقائق. الاعتبارات السياسية الشخصية هي التي تملي إدارة الحرب من جهة، والإدارة السياسية المهملة والخطيرة التي تجر اسرائيل نحو الهاوية من جهة ثانية.

غانتس قام بالثناء بأقوال دافئة لا نسمعها بشكل عام في السياسة، على وزير الدفاع غالانت الذي ورث مكتبه في الطابق الـ 14. في المديح الذي أغدقه عليه هو في الحقيقة أراد القول: “يوآف، مكانك ليس هناك”. وربما هو سيحاول أيضا غمزه كي يتجاوز الخطوط، إذا لم يكن الآن في ذروة الحرب، فبعدها على الفور. “أنت زعيم حقيقي، وطني إسرائيلي”، قال عنه. ومن الـ”نعم” كان يمكن أن نعرف عن الـ”لا”.

رجال دعاية نتنياهو في الاستوديوهات حاولوا إلقاء كل التهمة بخصوص حل الحكومة على من قدموا استقالاتهم. فقد كرروا صفحة رسائل مكتب رئيس الحكومة. هم “هامشيون، غير مهمين”. لا شك في ذلك. ورفض قول كلمات “سلطة فلسطينية” في سياق قطاع غزة هو موضوع هامشي. صغير، من صغائر الأمور. لا يوجد معتدٍ وضحية، لا يوجد سبب ومسبب. كل شيء يبدأ من النهاية. هذه صورة تشبه بالضبط أيام الانقلاب النظامي، حيث البيبيون والمتحدثون بلسان اليمين المتطرف اتهموا المتظاهرين والمحتجين الذين يناضلون على ديمقراطية الدولة بتخريبها وإضعافها.

ائتلاف نتنياهو عاد إلى حجمه الطبيعي، 64 مقعدا. حكومة “اليمين المطلق”، التي أحدثت هنا دمارا بأبعاد توراتية. رئيس حكومة الفشل والمذبحة سيضطر من الآن فصاعدا إلى مواجهة ملائكة التخريب الذين ادخلهم إلى الحكومة. التقدير هو أنه سيحل “كابنيت” الحرب وسيكتفي بـ”الكابنيت” السياسي – الأمني. هناك لن يكون غانتس وآيزنكوت وتروفر كي يحصلوا على الإهانة من اليمين، في الوقت الذي يصمت فيه نتنياهو ويستمتع. أمس، استند إلى بطولة الجنود الذين عرضوا حياتهم للخطر في عملية “ارنون” لإنقاذ المخطوفين الأربعة من غزة. اليوم، هو سيجلب إلى جلسة الكنيست قرار تمديد قانون تهرب الحريديين من الخدمة، الذي يرمز إلى خلاف ذلك تماما. هذا سيكون احد الأيام المهينة لكنيست اسرائيل، وله شخصيا أيضا.

بعد بيان غانتس، قال نتنياهو، إن الباب مفتوح أمام أي حزب صهيوني. هذه كذبة واضحة أخرى للشخص الذي نسي قول الحقيقة. فقد جعل جدعون ساعر ينسحب من الحكومة قبل شهرين ونصف الشهر. وقد رفض بتصميم ضم أفيغدور ليبرمان إلى “الكابنيت” المصغر رغم محاولاته الكثيرة، وفي حالة أخرى يقولون، إن سارة نتنياهو هي التي وضعت “الفيتو” على ذلك.

بالمناسبة، سارة نتنياهو هي التي استيقظت من الشعور بالغثيان أمام عرض العلاقات العامة الذي قدمه نتنياهو في مستشفى شيبا في يوم السبت بعد ساعتين على إحضار المخطوفين إلى هناك، أصيبت بنوبة غثيان أسوأ من النوبة السابقة. الشبكات الاجتماعية، بفضل مكتب رئيس الحكومة، امتلأت بمقاطع صوتية لـ”السيدة” وهي تتحدث مع عائلات المخطوفين الأربعة المحررين. مقطع تلو الآخر لمن فوت حساب رئيس الحكومة في “اكس”، تعرض لهجوم مسعور من قبل سارة والمزيد من سارة.

عندما تشارك السيدة في احتفال، أي احتفال، هذا دائما يكون بذوق رفيع وبساطة أوروبية وحساسية. وقد قالت لإحدى الأمهات، بانفعال طفولي، إن زوجها خرج في يوم السبت لـ”تولي قيادة العملية”. وقالت جملة رائعة أخرى لأم أخرى: “فرحكم هو قبل أي شيء آخر فرحي وفرح رئيس الحكومة، وأيضا فرح كل الدولة”. حتى في القراءة مرة ثانية وثالثة ما زال من الصعب استيعاب ذلك.

 

مركز الناطور للدراسات والابحاثFacebook

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى